الرئيسيةكندا اليوم تجربة عيش اللاجئين السوريين في كندا

[تقرير] تجربة عيش اللاجئين السوريين في كندا



سمير بن جعفرتاريخ النشر: 02:10استقبلت كندا نحو 75 ألف لاجئ سوري فرّوا من بلادهم بسبب الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب الأهلية في سوريا، من بينهم 40 ألفاً بين عامي 2015 و2016. ولمعرفة حالهم وأوضاعهم في كندا والدروس التي يمكن استخلاصها من تجربتهم لاستقبال لاجئين آخرين في المستقبل، أجرى معهد ’’أنفايرونكس’’ (Environics) للدراسات والبحوث الذي يقع مقره تورونتو دراسة استقصائية، بين عاميْ 2020 و2021، حول هؤلاء اللاجئين الواصلين في عاميْ 2015 و2016.
وشملت هذه الدراسة جميع المقاطعات الكندية.
وغطّت الأسئلة المطروحة على اللاجئين مجالات متعدّدة تسمح بفهم تجربتهم في العمق.
وتراوحت بين أسئلة حول المعلومات التي تلقاها اللاجئون قبل وصولهم إلى كندا بين 2015/2016 ، وتصورهم للبلد وانطباعاتهم الأولى عند وصولهم.
كما تطرّق المحققون لأسئلة تتعلق بالعمل لمعرفة ما إذا كان اللاجئ السوري يعمل الآن في مجال يشبه مجال عمله قبل هجرته، على سبيل المثال. وهل يحقّق دخلا كبيراً.
وشملت أسئلة أخرى الشعور بالانتماء إلى كندا بعد 5 سنوات من التواجد في البلاد ، والصحة البدنية والعقلية ، والعلاقات بين الجنسين وتعليم الأطفال ، والتمييز من بين أمور أخرى.
ويقول معظم اللاجئين السوريين إنهم راضون عن حياتهم الحالية في كندا.
مجموعات تنتظر العائلات السورية اللاجئة في مطار تورنتو في ديسمبر/كانون الأول 2015.الصورة: The Canadian Press / Chris Youngوأشار ما يقرب من تسعة من كل عشرة مشاركين أن حياتهم في كندا إيجابية للغاية أو إيجابية بشكل عام.
يؤكد اللاجئون على مشاعر الأمن والأمان ، والقبول من قبل المجتمع المحلي والمدارس المحلية.
وعلى رأس قائمة الأشياء التي يقدرونها في حياتهم في كندا، توجد أيضًا حماية حقوق الإنسان والمساواة والحرية.
وليس كل شيء وردياً في كندا بالنسبة للاجئين. فهم لا يحبّون كثيراً المناخ الكندي. وقال آخرون إنّهم يعانون من الابتعاد عن العائلة والأصدقاء الذين يعيشون في الخارج.
وأصبح الشعور بالانتماء إلى كندا قويّاً بعد هذه السنوات.
وفي حديث مع الدولي، يقول جبران الخانجي، منسق العلاقات المجتمعية في معهد ’’أفايرونكس’’، إنّه ’’عندما سألنا اللاجئين عما إذا كانوا يشعرون بالترحيب، قال 48٪ من المشاركين في الاستطلاع إنهم يشعرون بترحيب كبير في المجتمعات المضيفة لهم.’’
وقال 48٪ آخرون إنهم يشعرون بالترحيب بشكل عام. و 3٪ يقولون إنهم ’’غير مرحب بهم.’’
وفيما يتعلق بالتوظيف، كان ما يقرب من نصف اللاجئين الذين شملهم الاستطلاع يعملون وهي ’’نسبة أقل من نسبة السكان الكنديين عموماً’’، وفقًا لمعهد ’’أنفايرونكس‘‘.
جبران الخانجي (إلى اليسار)، منسق العلاقات المجتمعية في معهد ’’أنفيرونيكس’’ (Environics) للدراسات والأبحاث في مقابلة مع سمير بن جعفر، صحفي في الدولي.الصورة: Capture d’écran / Zoom / Samir Bendjaferوحسب الدراسة، فإنّ واحداً فقط من أصل كل خمسة لاجئين لديه وظيفة أو مهنة تتناسب مع تعليمه ومهاراته وخبراته.وفيما يتعلّق بالعنصرية والتمييز، تبدو النتائج إيجابية حيث قال 4٪ فقط من اللاجئين الذين شملهم الاستطلاع إنهم يواجهون التمييز بانتظام.
وقال 10٪ إنّهم يواجهونه من وقت لآخر. وقال 34٪ إنهم واجهوا ذلك نادراً. وقال 52٪ من المستطلَعين إنهم لم يتعرضوا لأي نوع من التمييز.
ووفقا للاجئين، قد يكون هذا التمييز بسبب أصلهم العرقي أو ثقافتهم ولا يظنّون أنّه بسبب إلى دينهم أو لغتهم أو جنسهم.
وبحسب الدراسة ، فإن النساء هن من ربطن هذا التمييز بدينهن. ويرجع ذلك على الأرجح إلى أنهن يرتدين الحجاب.
وتبرز الدراسة نقطة مثيرة للاهتمام حيث أنّ نسبة كبيرة من الشباب يقولون إنهم تعرضوا للتمييز.
ولِجبران الخانجي تفسير لذلك.
كلما كان المستطلَعون أصغر سنّاً، زادت قدرتهم على اكتشاف المواقف التي يتعرضون فيها للتمييز. هذا له علاقة بزيادة الوعي بين الشباب الذين يعرفون ما هو التمييز نقلا عن جبران الخانجي
وفيما يتعلّق بإتقان إحدى اللغتين الرسميتين في كندا (الفرنسية والانجليزية)، يوضح السيد الخانجي أنّ ذلك يتعلّق بالمكان الذي يأتي منه هؤلاء اللاجئون.
وصول عائلة سورية لاجئة إلى مطار وينيبيغ في مقاطعة مانيتوبا في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.الصورة: Radio-Canadaوكان مستوى إتقان إحدى اللغتين عند أولئك الذين عاشوا في مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا أقلّ من مستوى أولئك الذين عاشوا في البلدان التي كان التعليم فيها متاحًا بشكل أكبر مثل دول الخليج.
وحقق معظم اللاجئين تقدماً كبيراً في التحكّم في اللغتين بممارستها في حياتهم اليومية ومتابعة دورات تعليمية.
وأظهرت الدراسة أنّ اللاجئين الأصغر سناً أظهروا أكبر قدر من التحسّن في إتقان إحدى اللغتين.
وبشأن العلاقات بين الجنسين، قال نصف من شملهم الاستطلاع إن دورهم في أسرهم قد تغير منذ وصولهم إلى كندا.
ووفقاً لجبران الخانجي ، فإن النساء هن اللواتي رأين دورهن يتغير داخل الأسرة بشكل أساسي.
يعود تغيّر دور المرأة داخل الأسرة السورية اللاجئة إلى كون كندا بلد يعزّز المساواة بين الجنسين. نقلا عن جبران الخانجي
وعن تطلّعاتهم المستقبلية، يسعى اللاجئون السوريون بشكل عام لشراء منزل وإكمال دراستهم للبعض والتقدم مهنياً.
ويرغب الآباء في أن يحصل أبناءهم على تعليم جيد. ومعظمهم متفائلون بشأن إمكانية تحقيق بعض أهدافهم على الأقل.
سمير بن جعفر

Most Popular

Recent Comments