حددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم موعدا نهائيا لمحاولات التوصل لاتفاق، وذلك بعد أربع سنوات ونصف من الشد والجذب، حيث يبت الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في مصير مفاوضات مرحلة ما بعد بريكست ، حيث تحاول فون دير لايين وجونسون منذ أيام إخراج المباحثات من الطريق المسدود.
يذكر أنه وخلال عشاء جمعهما مساء الأربعاء الماضي في بروكسل أقرا مجددا بوجود مواقف متباعدة جدا، إلا أنهما أمهلا المباحثات ثلاثة أيام إضافية أملا بالتوصل إلى اتفاق قبل اتخاذ قرار مبرم الأحد، لكن صدرت عنهما منذ ذلك الحين تصريحات متشائمة، فقال جونسون إن الفشل مرجح جدا، فيما رأت فون دير لايين أن الأمل بالتوصل إلى اتفاق ضئيل جدا.
وأشارت صحيفة دويتشه فيله، إلى أن نقاط الخلاف تتمثل فى تعثر المفاوضات حول ثلاثة مواضيع وهي وصول صيادي الأسماك الأوروبيين إلى المياه البريطانية وطريقة تسوية الخلافات في اتفاق مستقبلي والضمانات التي يطالب الاتحاد الأوروبي لندن بها في مجال المنافسة في مقابل الوصول الحر الى أسواقه.
والاتحاد الأوروبي مستعد لمنح لندن إمكانية دخول السوق الأوروبية من دون رسوم جمركية أو نظام حصص لكنه يريد في المقابل التحقق من أن المملكة المتحدة لن تلجأ إلى إغراق الأسواق من خلال ابتعادها عن المعايير البيئية والاجتماعية والضريبية الأوروبية أو تلك المتعلقة بالمساعدات الرسمية، وإن حصل ذلك، يريد الاتحاد الأوروبي أن يكون قادرا على اتخاذ تدابير ردٍّ سريعة مثل فرض رسوم جمركية دون حاجته إلى الانتظار إلى حين بت الخلاف في إطار إجراءات تحكيم عادية، سعيا إلى حماية الشركات الأوروبية، إلا أن لندن ترفض ذلك كليًّا.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مؤخرَا أن سفنا تابعة لسلاح البحرية الملكية في حالة جهوزية لحماية مناطق صيد الأسماك الوطنية، بينما عرضت المفوضية الأوروبية تدابير طارئة تهدف إلى الحفاظ على حركة النقل البري والجوي لمدة ستة أشهر بين الطرفين بشرط أن تفعل لندن الشيء نفسه. ويقول الأوروبيون، إنه مسعى من قبلهم لضمان الوصول المتبادل إلى مناطق الصيد لسفن كلا الطرفين في العام 2021.
لكن تبدو التسوية في عمومها مستحيلة بين البريطانيين الذين يريدون الحصول على حرية تامة على الصعيد التجاري والأوروبيين الحريصين على حماية سوقهم الهائلة، وفقاً لتحليل الصحف الأوروبية.
كما أن هناك تكهنات في وسائل الإعلام البريطانية تشير إلى أنه حتى إذا فشلت المحادثات اليوم الأحد، فربما تتم العودة إلى طاولة المفاوضات قبل نهاية العام.