الرئيسيةكندا اليوم أهل مونتريال يكتبون ’’رسائل حب لسوريا‘‘

[تقرير] أهل مونتريال يكتبون ’’رسائل حب لسوريا‘‘



Colette Darghamتاريخ النشر: 00:30’’رسائل حب لسوريا‘‘ عنوان الحملة الأخيرة التي أطلقها ’’البيت السوري‘‘ في مدينة مونتريال من اجل المساعدة في سد ’’الاحتياجات الفورية الهائلة‘‘ لأبناء الوطن الأم بعد الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا في 6 شباط / فبراير الماضي، كما نقرأ على الموقع الإلكتروني للجمعية التي تأسست في مونتريال عام 2013 بهدف خلق ’’مساحة للثقافات السورية بالأمس واليوم وغدا‘‘. وتؤكد الجمعية الكندية غير الربحية على أن ’’المجتمع المدني السوري يُظهر منذ بداية الحرب، صمودا نموذجيا وتضامنا وإدارة ذاتية في مواجهة التحديات‘‘.استطاع ’’البيت السوري‘‘ جمع أكثر من 3000 دولار لغاية اليوم ويتطلع كمرحلة أولى إلى جمع 000 10 دولار. هذا ولم يتم بعد تحديد كيفية إيصال الأموال إلى المنكوبين في سوريا في ظل الأزمة الجيوسياسية وصعوبة وصول المساعدات الدولية إلى هناك. ووعدت الجمعية بأنها ستوافي المتبرعين عبر موقعها الإلكتروني بكافة التفاصيل عن الجهة التي ستتسلم الأموال النقدية، حرصا منها على الشفافية والمصداقية.
عريفة الحفل مؤسسة ورئيسة جمعية ’’البيت السوري‘‘ في مونتريال ماريا ظريف.الصورة: Radio-Canada / Colette Darghamكلّ فنان على طريقته، وجه رسالة حب لسوريا وأهلهاتعاقب عدد من الموسيقيين والكتاب والسينمائيين في مونتريال على خشبة الفنون ’’كواليس‘‘ في وسط المدينة يوم الأحد المنصرم تلبية لدعوة ’’البيت السوري‘‘ لإقامة تظاهرة ثقافية هي بمثابة تحية لسوريا ورسالة تعاضد مع شعبها.
جان بيار غوركينيان: ’’أكتب من أجل تضميد جراحات سوريا التي لم تندمل‘‘الروائي والشاعر والسيناريست جان بيار غوركينيان المولود في مدينة مونتريال من أبوين حلبيين كان بين المشاركين.
يوضح الروائي أن ’’غوركينيان‘‘ ليست كنيته الأصلية وإنما هو اسم مستعار اختاره لاسباب أمنية خصوصا أنه كتب في الماضي مقالات عن سوريا في صحيفة ’’لو دوفوار‘‘ الصادرة في مونتريال.
يجد الكاتب الكندي السوري أن سوريا تفتقر إلى التمثيل والحضور في كيبيك في شكل أفضل. يقول: ’’إنني كحامل للإرث الثقافي والحضاري السوري أجد أن من واجبي أن أنقل ما يعيشه أهل وطني الأم من ويلات حرب وزلازل وعنف‘‘، معتبرا أن عائلته كانت محظوظة لأنها استطاعت أن تهاجر إلى كندا وتعيش بأمان.
الكاتب جان بيار غوركينيان يحمل روايته الثانية، آخر إصداراته الأدبية بعنوان ’’القناص‘‘، وقد عاد ريع مبيعات الرواية كلّه لصندوق ’’البيت السوري‘‘ ومنه للمتضررين من الزلزال في سوريا.الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham
الكتابة تساعد على شفاء الأرواح من جروحها الأكثر إيلاما […] إن صمود أبناء حلب يلهمني، فهم يتصرفون كأن شيئا لم يحصل. على الرغم من انعدام البنى التحتية وتدهور الليرة السورية والانقطاع الحاد في التيار الكهربائي، فإن إرادة الحياة عندهم هي الغالبة […] إنني إذ أفكر بصمودهم هذا في كل وقت عصيب أمرّ به، أعيد التصالح مع ذاتي.نقلا عن جان بيار غوركينيان، روائي وشاعر وكاتب سيناريو كندي سوري
معزوفة حزينة لرثاء ضحايا الزلزاليقول الباحث والموسيقي الكندي اللبناني جاد أورفي شامي ’’إن للحداد أيضا معزوفة‘‘، بعد نوتات كئيبة عزفها على آلة البيانو. عُرض بعد ذلك تسجيل فيديو بتوقيعه يقدم فيه صوت جدته تلقي قصيدة لشاعر الغزل الدمشقي نزار قباني يرافقها صخب موسيقي مقصود يجعل الصوت يتلاشى.

إنني مدين لسوريا بثقافتي والقصيدة التي أحملها، إنها ليست مهدا للإنسانية فحسب بل هي كذلك لي أنا أيضا، وقد أحببت اليوم أن أكون شاهدا على ذلك.نقلا عن جاد أورفي شامي، باحث، عازف وملحن موسيقي كندي لبناني
الفنان الكندي اللبناني جاد أورفيه شامي في مطعم كواليس في مونتريال.الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham’’ليس غريبا أن أحمل في اسمي أصول الـ ’’شامي‘‘، يضيف المتحدث، لأنه إلى هذه الدرجة هناك لحمة وترابط بين لبنان وسوريا، ومشاركتي اليوم في هذا الحدث من أجل سوريا هي للتأكيد على ذلك.‘‘
يشرح جاد أورفي شامي بأنه يحاول في أبحاثه أن يوثق ’’التاريخ الشفهي لأهل لبنان وسوريا بالجسد والصوت‘‘، كما في حالة الوثائقي الذي شاهده الحضور وكان بمثابة تحية لروح جدّيه.
في العودة إلى مقطع الفيديو، يؤكد الفنان الشاب أنه قصد أن يُسمع صوت جدته طورا وأن تحجبه الموسيقى أطوارا. وعن السبب في ذلك يقول: ’’إنه تجسيد لصوت الإنسانية الهامس الخافت حينا، المدوي الصارخ أحيانا. أضف إلى ذلك أنني أنتمي إلى صوت جدتي وهو يخصني، أردت أن أشارك به الآخر ولكن ليس بشكل كبير، أولا لأنني أردت أن احتفظ ببعض منه لنفسي وثانيا لأنني لم آخذ الإذن من جدتي المتوفاة اليوم ما إذا كانت ترغب بمشاركة صوتها أم لا.‘‘
من الفنانين المشاركين، قدمت الشابة الكندية الجزائرية جيسيكا عبد المؤمن وصلة غنائية وأدى الفنان الكيبيكي دومليبو (Domlebo) على آلة الغيتار أغنية ’’معا‘‘ من وحي المناسبة، كتبها ولحنها بنفسه.
الجمهور دعي أيضا إلى المشاركة في كتابة رسائل الحب لسوريا، فكانت مشاركة في الغناء من الفلكلور السوري مع الناشطة الكندية السورية ماري مُقدِّم.
الناشطة الكندية السورية ماري مقدم خلال مشاركتها في حملة التبرعات لمساعدة المتضررين من الزلزال في سوريا بعنوان: ’’رسائل حب لسوريا‘‘.الصورة: Radio-Canada / Colette Darghamتنقل هذه الأخيرة أن أصدقاءها في حلب يعيشون رُهاب ما بعد الزلزال ولا يأْمنون بيوتهم، إنهم في حالة من الترقّب الدائم خشية وقوع هزة جديدة. ’’لقد نقلوا إقامتهم إلى الشارع، وسط البرد القارس الشهر الماضي، تضيف المتحدثة، لكن ما يعزي هو ذلك التعاضد والتعاطف الإنساني الذي يخبروني عنه. يتشارك أصدقائي في إعداد الطعام لأكثر من ألف شخص من المنكوبين، يلبون حاجات العجوز والطفل والمريض، متناوبين على السهر حتى يبدأ فجر يوم جديد، ليعودوا إلى بيوتهم وحياتهم اليومية.‘‘

صراخ وعويل واستغاثة البعض ممن كانوا تحت الأنقاض استمر لعشرة أيام وأكثر من دون جدوى، أخبار مروعة سمعناها […] رمى البعض أنفسهم من الشبابيك لأنهم لا يريدون أن يموتوا تحت الأنقاض… لم يمت أهل سوريا بسبب الزلزال فحسب، بل هم يموتون كل يوم منذ اثنتي عشرة سنة.نقلا عن ماري مقدم، ناشطة كندية سورية
تؤكد المتحدثة أن أبناء المناطق المتضررة من الزلزال يعيشون اليوم ذعرا حقيقيا والمطلوب ’’تدخلا أكبر للمجتمع الدولي‘‘. وتشكر السيدة مقدم جهود المجتمع المدني الكندي الذي لم يوفر جهدا من أجل إرسال المساعدات إلى سوريا.
Colette Dargham

Most Popular

Recent Comments