تحذر خدمة التجسس الكندية من أن تغير المناخ يشكل تهديدًا عميقًا ومستمرًا للأمن القومي والازدهار ، بما في ذلك احتمال فقدان أجزاء من بريتش كولومبيا ومقاطعات المحيط الأطلسي بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر.
كما يتوقع تحليل صدر حديثًا من قبل دائرة الاستخبارات الأمنية الكندية زيادة في التطرف العنيف ذي الدوافع الأيديولوجية من الأشخاص الذين يرغبون في تسريع حلول تغير المناخ وأولئك الأكثر اهتمامًا بالحفاظ على أسلوب حياتهم الحالي.
هذا و تم إعداد الموجز في أبريل 2021 ولكن تم الكشف عنه مؤخرًا للصحافة الكندية ردًا على طلب الوصول إلى المعلومات الذي تم تقديمه في أكتوبر من نفس العام.
و اوضحت CSIS العديد من المخاوف التي يطرحها الاحترار العالمي ، والتي تتراوح من الأخطار التي تلوح في الأفق إلى القطب الشمالي والساحلي وأمن الحدود إلى الضغوط الخطيرة على إمدادات الغذاء والمياه.
و قالت خدمة التجسس إن فحصها الأولي يحدد أن تغير المناخ “يمثل تهديدًا معقدًا طويل الأمد لنتائج السلامة والأمن والازدهار في كندا. لن تكون هناك لحظة واحدة يتبلور فيها هذا التهديد ويكشف عن نفسه ، لأنه قيد التنفيذ بالفعل وسيتزايد تدريجياً عبر العقود القادمة.”
في نفس الصدد، أشار مسؤول كبير في CSIS إلى اهتمام الخدمة بتتبع تداعيات التحولات المناخية في مؤتمر أمني في نوفمبر 2021 ، قائلاً إن الوكالة يجب أن تستمر في توقع “التهديد التالي”.
من جهته، قال سيمون دالبي ، الأستاذ الفخري في جامعة ويلفريد لوريير الذي يدرس الآثار المناخية والأمن البيئي والجغرافيا السياسية: “ليس من المستغرب أن تبدأ الأجهزة الأمنية في إيلاء المزيد من الاهتمام لهذا الأمر لأنه من الواضح أن تغير المناخ بدأ يؤثر”.
و قال ويل جريفز ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فيكتوريا ، إن موجز CSIS هو تأطير أكثر تعقيدًا لتغير المناخ كقضية أمنية “مما نراه في معظم سياسات ووثائق الحكومة الفيدرالية الأخرى.إنه لمن المنعش أن نرى ذلك قادمًا من مثل هذا الجهاز الأمني المدبب للدولة الكندية.”
و قال الموجز إن الغطاء الجليدي المتراجع في القطب الشمالي سيسمح بالملاحة الروتينية للممر الشمالي الغربي وقد يصبح استخراج النفط والرواسب المعدنية في المنطقة أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية.
اما ارتفاع منسوب المياه فيمكن أن يسبب خسارة لا يمكن تعويضها للبنية التحتية وحتى مجتمعات بأكملها على طول السواحل ، كما حذرت CSIS.
ايضا قال الموجز إن اتخاذ خطوات لتقليل شدة مخاطر الفيضانات والطقس قد يكون غير عملي ، كما أن شراء التأمين أو إعادة البناء بعد وقوع كارثة سيكون مكلفًا للغاية في بعض الحالات.
