الرئيسيةالطب والصحةالتقزم يهدد أطفال مصر.. "يونيسيف" تحذر والحكومة تتحرك لحل مشكلة نقص التغذية

التقزم يهدد أطفال مصر.. “يونيسيف” تحذر والحكومة تتحرك لحل مشكلة نقص التغذية



القاهرة – يبدو أن الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي يعاني منها المصريون خلال العقود الماضية بدأت تؤثر في الأطفال، إذ دق المؤتمر الإقليمي الأول لسياسات الرعاية الاجتماعية في العاصمة القاهرة ناقوس الخطر، محذرا من تفاقم أزمة “التقزم” بين الأطفال في البلاد والناجم عن سوء التغذية.
وعلى خلفية زيارة إلى عدد من المؤسسات التعليمية في محافظة المنيا جنوبا دعا ممثل الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في القاهرة جيريمي هوبكنز إلى مضاعفة الجهود للحد من سوء التغذية، مشيدا في الوقت نفسه بخطوات حكومية في هذا الاتجاه.
واعتبر ممثل اليونيسيف خلال كلمته في المؤتمر أن مصر شهدت تقدما ملحوظا في العديد من المجالات المتعلقة بحقوق الطفل، بما في ذلك التغذية، مع جهود خفض معدلات التقزم والهزال ونقص الوزن وزيادته، إلى جانب الحد من العنف ضد الأطفال.
وحسب تقديرات اليونيسيف، فإن سوء التغذية يسبب ثلثي وفيات الأطفال، فيما تعتبر مصر ضمن 36 بلدا يتركز فيها 90% من سوء التغذية العالمي.
ووفقا للتحذيرات الطبية، فإن الأنيميا (فقر الدم أو نقص في الخلايا الحمراء/ الهيموغلوبين في الدم الذي يؤدي إلى شحوب وإرهاق) تمثل تحديا كبيرا في مصر حيث تؤثر على 27.2% من الأطفال دون سن الخامسة، ونحو 25% من النساء في سن الإنجاب (15-49 سنة).
ويعد فقر الدم أثناء الحمل أحد الأسباب الرئيسية لفقر الدم عند الرضع والأطفال، ويمكن لسلسلة من العلاجات ذات التكلفة المعقولة خلال الأيام الألف الأولى من حمل المرأة أن تخفف من المشكلة.
فقر الدم يمثل تحديا كبيرا في مصر حيث يؤثر على 27.2% من الأطفال دون سن الخامسة (شترستوك)
الآثار المدمرة لسوء التغذية على الأطفال
في هذا السياق، تقول خبير التغذية سلوى حفني إن حالات سوء التغذية لا تتمثل فقط في نقص الغذاء، وإنما تمتد إلى زيادة الوزن والسمنة أو العيوب المرتبطة بالنظام الغذائي ونمط الحياة عموما لدى الأفراد.
وتتحدث حفني عما تسميها سلسلة طويلة من الآثار المدمرة في مرحلة الطفولة المبكرة مع ضعف النمو البدني، محذرة من ظهور جيل من الأقزام وقصار القامة.
وأشارت إلى أن التقزم قد يتزامن مع حالات من الهزال بين قطاعات من طلاب المدارس.
بدوره، تحدث الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري محسن سرحان عن جهود مواجهة التقزم، مشيرا إلى أن معدل انتشاره بین الأطفال دون سن الخامسة يبلغ حوالي 13%، فيما یبلغ الهزال ونقص الوزن عند الأطفال 8% و6% على التوالي، أما معدل الأنيميا لدى الأطفال دون سن الخامسة فیصل إلى 43%.
وعبر صفحته على فيسبوك، قال سرحان إن مشكلة التقزم مرتبطة بسوء التغذية في أول ألف يوم من الحياة، والتي تؤدي إلى ضعف في النمو البدني والذهني للأطفال، وهو ما يمكن تداركه وعلاجه قبل سن العامين بشكل أساسي، مضيفا “بعد هذا السن يصبح العلاج غاية في الصعوبة”.
ويشير سرحان إلى أن بنك الطعام المصري سعى للحد من انتشار التقزم من خلال توفير التغذية السليمة والأنشطة التوعوية والاحترازية لمنع حدوثه في سن مبكرة، موضحا أن البرنامج يخدم أكثر من 37 ألف طفل عبر 10 محافظات.
اليونيسيف: مصر ضمن 36 بلدا يتركز فيها 90% من مشاكل سوء التغذية في العالم ()
تحرك حكومي عاجل لحل أزمة التغذية
من جهتها، أعلنت الحكومة المصرية عن تحرك عاجل لتوسيع برنامج التغذية المدرسية، ضمن خطة رسمية للدولة في رؤيتها الإستراتيجية لعام 2030.
ودشنت وزارة التعليم مؤخرا تطبيقا إلكترونيا لمتابعة تسليم وجبات التغذية المدرسية، موضحة أنه تم تعميم التطبيق على المدارس المستهدفة في جميع المحافظات بداية الفصل الدراسي الثاني.
وأشادت مؤسِسة “ائتلاف أولياء أمور مصر” داليا الحزاوي باستخدام التطبيق، قائلة إن “هذا الإجراء سيسهم بشكل كبير في ضمان وصول الوجبات للمستحقين من الطلاب وأيضا سلامة الوجبة”.
وفي بيان صادر عن الائتلاف، اعتبرت الحزاوي أن الوجبات المدرسية تعكس اهتمام الدولة بصحة الطلاب، مشددة على أنها اختلفت عما كان موجودا قبل ذلك، حيث تمت مراعاة احتواء الوجبة على جميع العناصر الغذائية وعلاج سوء التغذية من خلالها.
كما دخلت وزارة التنمية المحلية على الخط، وأعلنت تخصيص 1.1 مليار جنيه خلال العامين المقبلين لإنشاء مخازن التغذية المدرسية وضمان انتظام الوجبات لتحسين صحة التلاميذ، خاصة في الأماكن النائية والفقيرة التي تشهد تسربا من التعليم وانتشار أمراض التقزم والأنيميا والسمنة.
شكاوى من انقطاع الوجبات المدرسية
في مقابل ذلك، يقول خليفة (ر) -وهو ولي أمر- إن أولاده لا يتسلمون حصتهم من التغذية المدرسية بانتظام في مدارسهم بمحافظة الدقهلية، زاعما وجود حالات تسمم في محافظات مجاورة بسبب انتهاء صلاحية الوجبات، فيما يرد عليه (س) -ولي أمر أيضا- بأن التغذية مناسبة، ويقول “شيء أفضل من لا شيء”، ورفض الاثنان ذكر اسميهما.
وخلال افتتاح المرحلة الثانية لمدينة “سايلو فودز” الصناعية الغذائية في محافظة المنوفية شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة وجود منظومة تغذية مدرسية مستقرة وآمنة، مؤكدا أن كل ما يجري إنتاجه من مواد غذائية يتم وفق الاشتراطات العالمية.

Most Popular

Recent Comments