– يخوض السكّان الأصليّون في كندا، معركة قضائيّة مع “التاج البريطانيّ”، وذلك من أجل إثبات حقّهم بملكيّتهم التاريخيّة للأرض، فيما يعرف يقضيّة قبيلة “ناتشلات”، والتي رفعت من قبل شعب “ناتشلات” عام 2017، للمطالبة بعودة ملكيّتهم لأرضهم التي تبلغ نحو 200 كيلومتر مربّع، وتقع في جزيرة فانكوفر.
وذلك أمام محاولات نفي “التاج البريطانيّ” وزعمه بأنّ هذه الأرض لم تكن ذات صلة مستمرّة بشعب “ناتشلات”.
ويحاول شعب “ناتشلات” إثبات حقوق ملكيّته التاريخيّة للأرض، مستعينًا ببراهين من أشجار الأرز الأحمر العمّرة ومذكرات المستكشف البريطاني القبطان جيمس كوك.
وقالت واحدة من سكّان القبيلة، والمدافعة عن حقّها في الأرض، ميليسا جاك، في مظاهرة أمام المحكمة العليا في بريتش كولومبيا “لقد أثبتنا من نحن، ومن أين أتينا، ولن نذهب إلى أيّ مكان”.
وحسب التقرير، فإنّ أهميّة هذه القضيّة لن تكون لمجتمع ناتشلات فحسب، فإنّما ستكون ذات تأثيرات كبيرة على قضايا تخصّ باقي مجتمعات السكّان الأصليين في البلاد، والذي يصفه أحد الخبراء، بأنّه الحجر الأوّل للدومينو الخاصّة بحقوق السكّان الأصليين.
ويستند محامي القبيلة في دفاعه، إلى أنّ القبيلة أُجبرت على ترك أراضيها، وذلك بسبب إنشاء نظام المحميّات في كندا، بالإضافة إلى أنّ الحكومة الفيدراليّة قد خصّصت مساحة من الأرض، من أجل استخدامها لما يسمى “الأمم الأولى”، وهي واحدة من ثلاث مجموعات من السكّان الأصليين في كندا، وتنتمي إليها القبيلة.
كما جاء في التقرير، وعلى القبيلة إثبات أنّها كانت تعيش على الأرض بشكل مستمرّ وحصري عام 1846، وذلك قبل أن تؤول السيادة إلى التاج البريطاني، ومن جهتها، لم تعلّق حكومة المقاطعة على القضيّة، على الرغم من أنّها قالت سابقًا إنّها تحترم حقّ السكّان الأصليين في اختيارهم لطريقة تسوية قضاياهم القانونيّة. ومن المتوقّع صدور الحكم في القضيّة خلال الأسابيع المقبلة.
وأحد الأدلّة التي قدّمها شعب “ناتشلاب”، كانت الأشجار المعمّرة، من أجل إثبات أنّهم عاشوا بشكل متواصل على الأرض التي يطالبون بها، حيث يتعلّق هذا البرهان، بإمكانيّة إثبات الأرض، من قبل السكّان الأصليين، من خلال الأشجار (المعدّلة ثقافيًّا).
ووجد الخبير إيرنشو، أنّ الأرض تحتوي على نحو 2500 شجرة معدّلة ثقافيًّا، وتظهر كيفيّة التئام فصوص جذوع الأشجار عند مواضع اللحاء المقطوع.
من جهته، يدّعي التاج البريطانيّ أنّ شعب “ناتشلات” كانوا مجموعة صغيرة بالنسبة لمجموعات السكّان الأصليين الأخرى في المنطقة، وبالتالي، فإنّ قدرتهم قليلة ومحدودة على منع الآخرين من استخدام أراضي المنطقة ومواردها، كما ورد في التقرير المنشور.
وتعتبر هذه القضيّة، أوّل اختبار لقرار سابق من المحكمة العليا الكنديّة، صدر عام 2014، بشأن ملكيّة السكّان الأصليين للأراضي في كندا، وهو القرار الذي منح قبيلة “سيلكشيو” حقّ ملكيّة أكثر من 1700 كيلومتر مربع في بريتش كولومبيا، وكانت هذه هي المرّة الأولى التي يتمّ فيها تأكيد ملكيّة السكّان الأصليين لأراضيهم.