الرئيسيةكندا اليومترودو و لوغو... مَن مِن بين الإثنين لديه ما يخسره إذا استمر...

ترودو و لوغو… مَن مِن بين الإثنين لديه ما يخسره إذا استمر الوضع الراهن


 

عقد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اجتماعا مع نظيره رئيس حكومة كيبيك فرنسوا لوغو على هامش قمة الفرنكوفونية الـ 18 التي انعقدت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في جزيرة جربة في تونس.

و حرص ترودو في الأيام الأخيرة على توضيح نيته في عدم الانصياع لنظيره فرنسوا لوغو، حيث كرر وزير الصحة الفيدرالي جان إيف دوكلو أنه من غير الوارد تحويل المزيد من الأموال إلى المقاطعات من دون قيد أو شرط. و في حين حذر النائب في حكومة ترودو الوزير السابق مارك غارنو زملائه في البرلمان الفيدرالي من الميول اللغوية لحكومة فرنسوا لوغو، التي من شأنها أن تهدد حقوق الأنغلو فون.

كما يملك رئيس الوزراء الكندي كل الأسباب التي تحمله على الاعتقاد بأنه في موقع قوة مقارنة بنظيره في كيبيك. ففي الواقع إن لوغو هو الذي يسأل ترودو عن تلبية بعض الطلبات أكان على صعيد الهجرة أم على صعيد التحويلات في القطاع الصحي، اذ ليس لدى ترودو الكثير ليخسره إذا استمر الوضع الراهن.

و على صعيد آخر، يحاول فرنسوا لوغو رفع سقف التوقعات منذ سنوات، مطالبا بتجديد القومية، حيث أكد هذا الأخير لسكان مقاطعة كيبيك أن الأغلبية القوية ستسمح له بتحقيق مكاسب ضد الحكومة الفيدرالية و انه يجب عليه الآن أن يفي بالتزاماته.

و بعد أن تضاءل الحماس الانتخابي، واتخذًا مقياسًا لتوازن قوته الحقيقي، لم يعد رئيس حكومة كيبيك يتحدث حقًا عن إعادة السلطات في مجال الهجرة. وكما أشار في خطابه الافتتاحي خلال أعمال القمة الفرنكوفونية، فإن حكومته تريد بدلاً من ذلك إجراء مناقشات جيدة مع أوتاوا من أجل الحصول على تدفق أكبر للمهاجرين الناطقين بالفرنسية. هذا ولا يبدو أن تدفق طالبي اللجوء على طريق روكسام في كيبيك يثير قلق الحكومة الفيدرالية كثيرًا، على الرغم من الصرخات الصاخبة التي أطلقها فرانسوا لوغو.

و حتى لو كان الوضع مختلفًا قليلاً من حيث الصحة، فإن مقاطعة كيبيك والمقاطعات الكندية الأخرى ليس لديها الكثير من الصلاحيات أيضًا. وتستمر مساهمة الحكومة الفيدرالية في الإنفاق على البرامج الصحية في الانخفاض، وفي كل الأحوال فإن أوتاوا ليست هي التي تعاني.

كذلك، بعد أن شهدت العلاقة بين ترودو ولوغو أياما جيدة في ربيع 2021، أظلمت هذه العلاقة فجأة عندما دعا لوغو، من دون تحفظ، سكان كيبيك للتصويت لصالح إيرين أوتول خلال الحملة الانتخابية الفيدرالية الأخيرة.

و بعيدا عن تأثير دعوة لوغو على النتيجة الانتخابية، فإن ذلك الخروج المفاجئ له دلّ قبل كل شيء على أن هناك حدودا للتأثير الذي يمكن أن يمارسه الزعيم الكيبيكي على الرأي العام في المقاطعة ذات الأغلبية الناطقة بالفرنسية.

في الواقع، وعلى الرغم من الشعبية التي يحظى بها شخصه، فإن ذلك لم يمنع ترودو من جمع أغلبية أصوات الناخبين في كيبيك، وبالتالي المقاعد النيابية لانتخابات ثالثة على التوالي.

و مع ذلك، سيكون ترودو مخطئًا في إظهار الاستياء من خلال ترك المجال للمناقشات التي بدأت، وفي بعض الحالات، منذ عدة سنوات، حيث إن رئيس وزراء كندا قدم بنفسه التزامات صحية واضحة للغاية خلال الانتخابات الفيدرالية الأخيرة.لكننا نرى الفوضى التي تسود العناية المركزة للأطفال في ألبرتا حاليا، واستدعاء الصليب الأحمر الكندي لتأمين التعزيزات في بعض مستشفيات مقاطعة أونتاريو. و من الواضح أنه ليست كيبيك وحدها من تحتاج إلى المساعدة من أوتاوا.

Most Popular

Recent Comments