يريد رئيس الوزراء جاستن ترودو من الدول الأوروبية الانضمام إلى كندا في معاقبة النخب في هايتي بسبب صلات مزعومة بالعصابات العنيفة التي تشل هذا البلد.
كما قال إنه يتعين على كندا تجنب بعض أخطائها السابقة لأنها تستجيب لطلب من حكومة هايتي التي لا تحظى بشعبية بتدخل عسكري أجنبي.
وقال ترودو بالفرنسية يوم الإثنين خلال مقابلة نهاية العام مع “كنديان برس”: “لدينا تاريخ طويل في هاييتي وما زلنا نجد أنفسنا ، بعد 30 عامًا ، في أزمة خطيرة إن لم تكن أسوأ من الآخرين”.
و قد شهدت هايتي العديد من الغزوات والتدخلات العسكرية الأجنبية على مدى عقود ، بما في ذلك ست عمليات للأمم المتحدة منذ التسعينيات. و استمرت إحدى تلك السنوات 13 عامًا ، وانتهت في عام 2017 بتفشي وباء الكوليرا الذي جلبته قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ايضا لم تجر هايتي انتخابات منذ ما قبل جائحة COVID-19، حيث تولى رئيس الوزراء أرييل هنري منصب الرئيس بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويس في يوليو 2021.
و سمح عدم الاستقرار في البلاد للعصابات العنيفة المتناحرة بالسيطرة على البنية التحتية الحيوية وعاصمة بورت أو برنس. وقد أدى ذلك إلى انقطاع الكهرباء والمياه ، ومذابح سافرة وتفشي وباء الكوليرا.
كذلك طالبت حكومة هنري بتدخل عسكري أجنبي لإنشاء ممر إنساني ، وهي الخطوة التي أقرها الأمين العام للأمم المتحدة، اذ حدد المسؤولون الأمريكيون كندا كقيادة محتملة لمثل هذه المهمة في وقت سابق من هذا العام.
و قالت مجموعة الأزمات الدولية إن الفكرة قد توقف العنف ، لكن كثيرين في المعارضة السياسية في هايتي رفضوا ذلك، حيث يجادلون بأن ذلك لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى وترسيخ حكم هنري ، الذي يشككون في قيادته على أسس دستورية.
و قال ترودو إن كندا لم تغلق الباب لكونها جزءًا من تدخل عسكري ، أو حتى قيادة تدخل. لكنه قال إن أوتاوا عاقبت عشرات السياسيين وكبار رجال الأعمال الهايتيين في محاولة لإحداث تغيير دائم.
و اضاف ترودو إن الفكرة من وراء العقوبات هي محاولة تحقيق توافق في الآراء من خلال محاسبة النخب السياسية بدلاً من ضخ الموارد التي لا تؤدي إلى إصلاحات دائمة.
