أعاد مالك تويتر، إيلون ماسك، تفعيل حساب الرئيس الأمريكي السابق، الجمهوري دونالد ترامب، منذ ثمانية أيام، بعد استفتاء أجراه على صفحته الخاصة في تويتر. وغرد ماسك باللاتينية وقتها قائلاً “صوت الشعب، صوت الله”.أقدم ماسك المؤيد “لحرية تعبير لا تعرف الحدود” كما ردّد دائماً على الخطوة على الرغم من انتقادات كثيرة تعرّض لها، أغلبها متعلق بخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام وتويتر بشكل خاص. وكان ترامب الذي لديه 87.7 مليون متابع لحسابه طرد من تويتر بعد أحداث العنف واقتحام الكابيتول (الكونغرس) في السادس من كانون الثاني/يناير إثر خسارته الانتخابات الرئاسية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن. في ذلك الوقت اتهم الجمهورية بأنه استخدم تويتر من أجل تأجيج التوتر في بلد لم يشهد انقساماً عمودياً وحاداً بهذ الشكل منذ سنوات طويلة. وعليه، ارتأى مجلس إدارة تويتر السابق أن الحل في حظره. ولكن حتى الآن، بعد مضيّ 8 أيام على تفعيل حسابه، لم يغرّد دونالد ترامب، ولم يلج حسابه، ما دفع بماسك نفسه إلى نشر صورة سوقية -حذفها لاحقاً- تصوّر راهباً كاثوليكياً يصلّي أمام امرأة عارية كي لا يرتكب خطيئة ويقترب منها. فلماذا لم يغرّد الرئيس السابق حتى الآن رغم أنه قال في 2017 إنه لم يكن ليصبح رئيساً للولايات المتحدة من دون العصفور الأزرق؟ ابحث عن المالفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر عبّر ترامب عن سروره لشراء ماسك المنصة، وقال إنها أصبحت في أياد أمينة ولن يديرها بعد الآن “مجانين يساريون راديكاليون”. مع ذلك، لا يزال ترامب غائباً ولا يمكن إلا للرئيس السابق نفسه أن يجيب عن سبب غيابه حتى الآن. ولكن هناك عدّة نقاط قد تساهم في فهم ما يحصل: عندما طُرد ترامب من تويتر أطلق وسيلته الخاصة للتواصل الاجتماعي واسمها “تروث سوشال”. هي في الواقع نسخة، رديئة إلى حدّ ما، عن تويتر. والرئيس السابق مرتبط مالياً بأعمال “تروث سوشال” التي أعلنت الشركة المالكة لها “Trump Media & Technology Group” عن رغبتها في دمجها مع شركة أخرى العام الماضي. الشركة الأخرى ما هي “Digital World Acquisition Corp” وهي شركة متداولة في البورصة، وأعلنت موافقتها المبدئية على عملية الدمج مع “تروث سوشال” -غير المتداولة في البورصة- ولكنها لم تُنجَز بعدُ. وتقدر قيمة “ديجيتال وورلد أكيزيشن كورب” بنحو 800 مليون دولار، فيما تقدّر قيمة “مجموعة ترامب ميديا آند تكنولوجي” بنحو 3 إلى 4 مليارات دولار. إذا نجح مشروع ترامب فسيكون أحد أنجح مشاريعه التجارية. غير أن الحفاظ على قيمة أسهم عالية في البورصة يتطلب من ترامب أن يبقى حصراً على “تروث سوشال”. فمن الصعب استمرار المنصة، التي تعاني من مشاكل كثيرة أولها جذب المستخدمين، إذا تركها ترامب وبدأ التغريد في منصات أخرى مثل تويتر. سيكون ذلك بمثابة هدر ملايين الدولارات يومياً. في العقود المبرمة بين ترامب وشركة “ديجيتال وورلد أكيزيشن كورب” هناك بند قضائي يتيح مقاضاة الرئيس السابق في حال عودته إلى تويتر. الأمر لا يتعلق بالمال فقط إذاً. وينص البند على أن الرئيس ملزم عموماً بنشر أي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي على “تروث سوشال” ولا يجوز له نشر نفس المنشور على موقع آخر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال أقل من 6 ساعات.شاهد: ترامب يعلن رسميا ترشحه للانتخابات الرئاسية ويتقدم بأوراق الترشح أمام هيئة الانتخابات الفدراليةمع إعادة تفعيل حساب ترامب على تويتر.. حقوقيون يهاجمون ماسك بسبب التضليل وخطاب الكراهيةكل هذا يعني أن الرئيس الأمريكي السابق قد يكون راغباً في العودة إلى تويتر حقاً ولكنه مقيّد مالياً وقانونياً من القيام بذلك. مع ذلك قد تدفع عوامل قانونية ومالية، خصوصاً تلك المرتبط بقيمة أسهم الشركة في البورصة، ترامب إلى التغريد مجدداً.