عشية رحلة دبلوماسية إلى منطقة المحيطيْن الهندي والهادئ، رفعت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي النبرة بوجه الصين، وهي قوة لا يمكننا تجاهلها على الصعيد الاقتصادي ولكن يجب علينا أيضاً أن نكون حذرين منها، على حدّ قول الوزيرة.ففي خطاب ألقته في تورونتو صباح اليوم اعترفت وزير الخارجية الكندية بذلك: وزن الصين الديموغرافي ونفوذها ’’يجعلان التعاون معها ضرورياً لمواجهة التحديات العالمية‘‘، مثل التغيرات المناخية.
لكنّ جولي حرصت أيضاً على أن تؤكد أنه، عند الضرورة، لن تتردد كندا في مواجهة الصين التي هي ’’قوة عالمية تزعج النظام العالمي بشكل متزايد‘‘ و’’تسعى إلى تشكيل البيئة العالمية بحيث تكون أكثر تساهلاً مع مصالح وقيم تبتعد أكثر فأكثر عن قيمنا‘‘.
ووعدت الوزيرة جولي بمواصلة الدفاع عن حقوق الإنسان في الصين، ’’حيث تُوثَّق بشكل جيّد ادعاءات ذات مصداقية عن انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية‘‘، وبمواصلة الاعتراض على إجراءات أُحادية تعرّض الوضع الراهن لتايوان للخطر، وأيضاً بمواصلة الدفاع عن حرية التعبير في هونغ كونغ.
وتوجهت وزيرة الخارجية في حكومة جوستان ترودو إلى الكنديين الذين لديهم مصالح اقتصادية في الصين.
’’يجب أن نرى الأمور بوضوح (…). وظيفتي تقتضي أن أخبركم أنّ هناك مخاطر جيوسياسية مرتبطة بممارسة الأعمال التجارية مع هذا البلد‘‘، قالت جولي واعدة بمساعدتهم.
ولكن كيف يمكن لكندا أن تعمّق روابطها مع دول الهندي والهادئ دون معاداة الصين، البلد العملاق الواقع في قلب المنطقة؟
أعلن اليوم أننا نستثمر في تعميق فهمنا للطريقة التي تفكّر بها الصين وتعمل وتخطط، وللطريقة التي تمارس بها نفوذها في المنطقة وفي العالم.نقلا عن ميلاني جولي، وزيرة الخارجية الكندية
وهذا الاستثمار البالغة قيمته 50 مليون دولار سيذهب بشكل خاص إلى ’’السفارات الرئيسية‘‘ لكندا لإرسال خبراء إليها يكونون ’’مكرَّسين لتعميق فهمنا للتحديات التي تفرضها الصين وللفرص التي تتيحها‘‘، قالت ميلاني جولي.
ويتوجه رئيس الحكومة الكندية ووزيرة خارجيته قريباً إلى آسيا حيث يشاركان في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN) التي تنعقد في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، ثم في قمة مجموعة الدول العشرين في مدينة بالي الإندونيسية، ثم في اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في العاصمة التايلاندية بانكوك.
الهدف لكندا من هذه الرحلة، وفقاً للوزيرة جولي، هو أن نكون ’’واضحين‘‘ بشأن الطريقة التي لن تكون فيها كندا ملتزمة فحسب، بل أيضاً كيف ’’سنكون قادة على المسرح العالمي، وذلك من خلال تعميق صداقاتنا الحالية والبحث عن حلفاء جدد‘‘.
(نقلاً عن موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)