الرئيسيةكندا اليومسوريون في الساحة الكندية من تجمع “قهوة وسط” إلى منظمة”الساحة” ما...

سوريون في الساحة الكندية من تجمع “قهوة وسط” إلى منظمة”الساحة” ما الذي تسعى إليه إدارة السَّاحَة – Common Ground! جاكلين سلام – تورنتو


حيث يهاجر السوري أو العربي أول ما يفعله البحث عن جماعة أو أفراد يتقاسم معهم هموم وأحلام التجربة ويبحث بالضرورة عن حاضنة تجيب على بعض احتياجاته الشخصية العملية والاجتماعية.
وحين ازداد عدد السوريين المهاجرين واللاجئين إلى كندا بعد عام 2015 وبعد الأحدا ث الدامية في البلد الأم سوريا، ظهرت على الساحة الكندية عدد من التجمعات كتعويض عن الحاضنة الأولى، البلد الأم. ومنها جماعة “قهوة وسط”
*
خلال اقامتي في كندا لربع قرن، كانت لي تجربة واسعة في تأسيس وتنشيط تجمعات عربية من دول مختلفة، عراقية، فلسطينة، لبنانية، سودانية…وما إليه. وفي النهاية وجدتني في خانة الكتابة والتفاعل مع المحيط عن بعد وخاصة بعد موجة الوباء ” كوفيد 19″.
تعرفت على هذه الصفحة السورية بعنوان” قهوة وسط” وصدف أن ذهبت لأول مرة جلسة اجتماع في صيف 2022 وبعد فكّ حصار كورونا، وفي تلك الجلسة أعلن عن تغيير اسم المجموعة من “قهوة وسط” إلى السَّاحَة – Common Ground

*
ذهبت إلى التجمع وأنا لا أعرف أحداً إطلاقاً في هذا التجمع سوى بعض الوجوه التي تعرفت عليها في صفحة فيسبوك. التقيت بسوريين آخرين تجمعهم ذاكرة المكان الأول الذي أتوا منه، والرغبة في التحقق في المكان الجديد. كنديون قدامى وجدد تجمعهم اللغة المشتركة والأمل في خلق مساحة اجتماعية تكون بمثابة شبكة لتمتين الروابط بين القادمين الجدد وسوق العمل واكتساب الخبرة وما إليه من تطلعات يحتاجها الفرد المهاجر سواء أكان قادما جديداً أو متجذراً في هذا المكان، كندا، بلد اللجوء أو الهجرة.
بقيت أشعر بتلك الغربة وسط الجماعة إلى أن جاءت الفقرة الموسيقية والنغم الشرقي الجميل الحنون.
*
بعد الجلسة أجريت اتصالاً بالأستاذ جبران الخانجي، الأداري وأحد المؤسسين، المسؤول عن الرؤية الاستراتيجية والتسويق، تكلمنا هاتفيا بقصد التعرف على رسالة هذه التجمع وأهدافه. ووجدتُ أن الصياغة الرسمية التي اعتمدتها المنظمة على موقعها تقدم فكرة وافية ومترابطة عن الأهداف والمسعى والقيم التي تحاول الجمعية الالتزام بها والعمل لتحقيقها، والتي تم تليخصها بالشكل التالي”
 
“السَّاحَة: هي منظمة مجتمعية غير ربحية نشأت كي تساهم في تشكيل وتطوير الهوية المشتركة للكنديين المنحدرين من بلدانٍ عربية، وتعزيز دورهم الفعّال والإيجابي في بناء المجتمع الكندي الأوسع وذلك من خلال تفعيل مساهمتهم في الشأن العام، وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً.
سنستهدف في عملنا المحاور الثلاثة التالية:
1) التضمين المدني: بالتنسيق مع شركائنا المجتمعين، سنعمل على خلق فرص تعزز من مساهمة الكنديين من أصول عربية في الحياة والشأن العام في كندا،  والانتقال بهم من مرحلة العزلة والتردد إلى مرحلة المشاركة والانتماء.
2) تعزيز الاستقرار الاجتماعي (المرونة الاجتماعية): ستعمل “السَّاحَة” على تعزيز الاستقرار الاجتماعي للكنديين من أصول عربية وذلك من خلال:
– خلق مساحة آمنة يشعر فيها جميع الأفراد بالقبول والاحترام والمحبة.
– مساعدة الأفراد في بناء رأس المال الاجتماعي.
– الترويج لقيم الانفتاح والتعاون.
– ادماج الأفراد القادمين من خلفيات اجتماعية مختلفة في دوائر عمل مشتركة.
3) تعزيز الاستقرار الاقتصادي: ستعمل “السَّاحَة” بشكل وثيق مع الكنديين من أصول عربية بهدف تمكينهم من تحقيق الاستقرار الاقتصادي (المرونة الاقتصادية) وذلك من خلال توفير فرص الوصول إلى الأدوات المعرفة والتدريب في مجالات: الإدارة، القيادة، التشبيك والابتكار.
السَّاحَة: هي مشروع قام بتأسيسه جبران الخانجي في أوكتوبر 2018 و تتم ادارته من قبل فريق مؤلف من:
– اياس مخول مسؤول عن الإدارة والتواصل.
– جبران الخانجي مسؤول عن الرؤية الاستراتيجية والتسويق.
– وافي كسيري مسؤول عن اللوجستكس والعمليات.
لجعل هذا المساحة آمنة تحترم آراء الجميع قام أعضاء من المجتمع بالتوافق على بنود الإتفاقية المجتمعية التالية، التي خضعت للمراجعة الثاني بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإنطلاق المشروع 27 تشرين الأول، 2019 :
1) الساحة: هي فضاء خالي من التمييز، سواء كان مبنياً على الإنتماء العرقي، القومي، الديني، الطائفي، السياسي، الجندر، الميول الجنسي، أو الفئة العمرية.
2) السياسة والدين هما من الأمور المثيرة للخلاف، لذا نتجه في الساحه للإبتعاد عن هذين الموضوعين بشكل كامل.
3) في هذه المساحة: نقوم بكل شيء معاً، ونتأكد من أن الجميع موجود على الطاولة.
4) الالتزام بأن يكون الحوار موجهاً للجميع دون تخصيص، والابتعاد عن المجادلات الثنائية.
5) إعطاء مساحة متساوية لجميع الحضور كي يعَبروا عن آرائهم بدون مقاطعة.
6) أن نركز دوماً على الفكرة المطروحة، لا على الشخص الذي قام بطرحها.
7) جميع الآراء تستحق نفس القدر من الاحترام، طالما أنها لا تشجع على العنف أو الكراهية، ولا تسيء إلى أي فرد أو جماعة.
8) يعطى حق التصويت في صياغة واقتراح مشاريع مستقبلية لجميع أعضاء الساحة الذين التزموا بحضور معظم الاجتماعات، وذلك من خلال اجتماع نصف سنوي تدعو إليه اللجنة المنظمة للمشروع. ”
*
في صفحة الجمعية لاحظت مؤخراً اعلانات عن أنشطة فنية تجري في المدينة ويتم تشجيع الأعضاء للحضور والمشاركة. الصفحة على فيسبوك مخصصة للأعضاء فقط وتوثق بالتواريخ والصور جميع الأنشطة التي حصلت منذ بداية تشكل هذا النشاط الاجتماعي المميز.
يلاحظ المتابع لهذه النشاطات أن فقرات العزف والغناء والروح الودية اللطيفة بين الحضور تعيد الذاكرة إلى ذلك البيت السوري البعيد الذي في الجهة الأخرى من العالم وفي مركز الروح والقلب.
*
تمنياتي “للساحة” والأعضاء فيها التألق والفائدة المتبادلة، وأن تبقى حاضنة حيادية تجمع عشاق البيت السوري في المهجر، وبعيداً عن السياسات المتناحرة التي كانت سبباُ في وتشرد وهجرة الكثيرين حول العالم في العقد الأخير من هذا القرن.
 
جاكلين سلام، شاعرة، صحفية، مترجمة سورية كندية

Most Popular

Recent Comments