تلاشت ابتسامة جاجيت سينغ ، طالب العلوم الصحية بالسنة الأولى عندما سئل عن تكلفة المعيشة في كندا منذ انتقاله من الهند العام الماضي. و قال سينغ وزملاؤه إن الضغوط المالية المتزايدة على الطلاب الدوليين تلقي بظلالها على إمكانيات وفرص العام الدراسي الجديد . كما صرح سينغ: “يعتقد بعض الناس أننا أتينا إلى هنا لنعيش حياة فاخرة ، لكن هذا ليس صحيحًا” ، مضيفًا أن العديد من آباء أصدقائه قد أنفقوا مدخراتهم على تعليم أطفالهم و إن ارتفاع تكاليف الإيجار والطعام ، بالإضافة إلى البعد عن المنزل والأحباء ، يدفع بالعديد من الطلاب الدوليين نحو نقطة الانهيار. ايضا ، يقول الطلاب والمدافعون الاجتماعيون إن الطلاب الدوليين يواجهون عبئًا كبيرًا بشكل خاص من ارتفاع التضخم بسبب سلسلة من العوامل المتفاقمة والقواعد التي تحد من مقدار العمل المدفوع الأجر الذي يمكنهم القيام به ومشاكل أسعار الصرف. و قال أحد بنوك الطعام في فانكوفر إن ثلاثة أرباع الطلاب المسجلين هم من خارج كندا.
في غضون ذلك ، ارتفعت الرسوم الدراسية حوالي ثمانية في المائة في 2022-23 ، حيث ارتفعت إلى متوسط 36،123 دولارًا سنويًا لطالب جامعي دولي و هذا أعلى بقليل من معدل التضخم البالغ 7 في المائة في أغسطس. و قالت كاشيش هوكو جاني ، 22 عامًا ، طالبة تصميم اتصالات في السنة الرابعة بجامعة إميلي كار للفنون والتصميم ، إن تكاليف المعيشة كانت مرتفعة منذ البداية والآن ارتفعت أكثر. و قالت جاني إن دخل أسرتها أصبح غير مستقر خلال جائحة COVID-19 ، مما أجبرهم على البحث في مدخرات لدفع رسومها الدراسية التي تبلغ حوالي 9000 دولار لكل فصل دراسي. و اضافت جاني إنها كانت تعمل بدوام جزئي ، لكن ساعات العمل المحددة كانت تعني أنها لا تستطيع مواكبة ارتفاع التكاليف ، اذ ان الطلاب الأجانب الذين يعملون أكثر من 20 ساعة في الأسبوع خلال فترات الدراسة يتعرضون لخطر الترحيل ، لكنها اضطرت الآن للتخلي عن عملها بدوام جزئي للتركيز على مشروع تخرجها.
و في السنة التي سبقت شهر يونيو ، سجل بنك الطعام في فانكوفر الكبرى 7،725 عميلًا جديدًا ، بما في ذلك 1844 طالبًا ، وفقًا لمديرة العمليات سينثيا بولتر. الغالبية العظمى من هؤلاء ، 1،377 ، كانوا من الطلاب الدوليين. و قال بولتر إن حد العمل البالغ 20 ساعة كان سببًا شائعًا للطلاب الأجانب لطلب المساعدة و إن أسعار الصرف الدولية بين كندا ودول أخرى وضعت المزيد من الطلاب الدوليين في “وضع أكثر صعوبة”، فعلى سبيل المثال ، ارتفع الدولار الكندي بنحو 25 في المائة مقارنة بالروبية الهندية في خمس سنوات ، على الرغم من انخفاضه بنحو خمسة في المائة منذ أواخر أغسطس.
