في حين يحتدم النقاش في مقاطعة كيبيك حول عدد المهاجرين الذين يتعيّن استقبالهم سنويّاً بمناسبة الانتخابات العامة، يقول وزير العمل والهجرة في أونتاريو إن هناك إجماع حول عتبات الهجرة الحالية في هذه المقاطعة المجاورة لكيبيك.في عام 2021، استقبلت مقاطعة أونتاريو 200.000 مهاجر، أي أربع مرات أكثر من كيبيك. وبالنسبة للوزير الأونتاري مونتي ماكنوتون، هذا ما يجب عمله لمواجهة نقص العمالة.
ويقول الوزير ماكنوتون إن هذا هو ’’التحدي الاقتصادي الأكبر الذي يواجه أونتاريو وكندا.‘‘
ويكرّر الوزير هذه العبارة كثيرًا، كما هو الحال بالنسبة للعدد 400.000 الذي يمثل عدد الوظائف الشاغرة في أونتاريو. وعلى سبيل المقارنة، هناك ما يقرب من 255.000 وظيفة شاغرة في مقاطعة كيبيك، وفقًا لوكالة الإحصاء الكندية.
يكلفنا النقص في العمالة مليارات الدولارات سنويًا في شكل خسارة للإنتاجية. نقلا عن مونتي ماكنوتون ، وزير العمل والهجرة والتدريب وتنمية المهارات في أونتاريو
وفي أونتاريو، يتكفّل الوزير نفسه بقضايا العمل والهجرة ، على عكس كيبيك. ويوضح هذا الفرق الاختلاف في النهج بين المقاطعتين.
ويقول مونتي ماكنوتون إنّه لا يعتقد أنّ الهجرة ’’قضية سياسية. بالنسبة لنا ، إنها مسألة اقتصادية.‘‘
وهناك إجماع في أونتاريو حول الهجرة لدرجة أن هذا الموضوع لم يتم تناوله تقريبًا كرهان انتخابي خلال الانتخابات التشريعية في المقاطعة في الربيع الماضي.
لكنّ هناك تباين بين المقاطعتين من حيث التحدّيات اللغوية والديموغرافية. ففي أونتاريو، ولد ما يقرب من ثلث السكان خارج كندا، مقارنة بحوالي 15٪ في كيبيك.
لا يبدو أن [الهجرة] قضية خلافية في أونتاريو وأنا فخور جدًا بذلك. نقلا عن مونتي ماكنوتون ، وزير العمل والهجرة والتدريب وتنمية المهارات في أونتاريو
وغالبًا ما يأتي طلب رفع عتبات الهجرة من الأقلية الفرنكوفونية في أونتاريو التي تعتبرها أداة لمحاربة تراجع اللغة الفرنسية في المقاطعة.
وأوضح الوزير ماكنوتون أنّه من بين 9.700 مهاجر تختارهم المقاطعة، تُعطى الأولوية للأشخاص الذين يتحدثون الفرنسية. الهجرة
الهجرة هي الحلّ الوحيد ؟إذا كانت حكومة أونتاريو تقدّم الهجرة على أنّها حل لمشكلة نقص العمالة، فإن لبعض الخبراء تحفظات على ذلك.
ويقول جيل غرينيه الأستاذ الفخري بجامعة أوتاوا :’’يوجد في أونتاريو الكثير من المهاجرين، لذلك إذا كانت الهجرة تلبي احتياجات [العمالة] ، لكنّا قد حللنا ذلك بالفعل.‘‘
ويذكر الخبير الاقتصادي أنه بالإضافة إلى كونهم عمالًا، فإن المهاجرين هم أيضًا مستهلكون يمارسون ضغطًا متزايدًا على السلع والخدمات، بما في ذلك الإسكان والصحة والتعليم.
وتعتقد من جانبها مونيكا هيلر، عالمة الأنثروبولوجيا والأستاذة الفخرية بجامعة تورنتو، أنه يمكن رفع عتبات الهجرة، بشرط ضمان الاندماج المهني للقادمين الجدد.
ليس من العدل أن نقول إننا سنأخذ مليونًا بدلاً من 400.000. أين سيذهبون وكيف سيعيشون؟نقلا عن مونيكا هيلر، الأستاذة الفخرية بجامعة تورنتو
(نقلاً عن تقرير لياسمين مهدي على على موقع ، ترجمة وإعداد سمير بن جعفر)