أطلق قادة المجتمعات المحلية المنتمية لشعب الكْرِي من سكان كندا الأصليين والمتضررة من مأساة سلسلة الهجمات بالسكاكين في أمّة جيمس سميث (James Smith Cree Nation) في مقاطعة ساسكاتشِوان رسالةَ محبة وغفران وطالبوا أيضاً بإجراءات ملموسة حتى لا تتكرر مأساة مماثلة.يُذكر أنّ هذه الهجمات التي وقعت يوم الأحد الفائت تسببت بمقتل 10 أشخاص وإصابة 18 شخصاً آخرين بجراح.
والمشتبه بهما في تنفيذ هذه الجرائم، الشقيقان داميان ومايلز ساندرسون، فارقا الحياة.
فالشرطة عثرت يوم الاثنين على داميان (31 عاماً) مقتولاً، أمّا مايلز (32 عاماً) فتوفي يوم الأربعاء بعد أن تمكنت الشرطة من توقيفه، إذ أُصيب بضائقة تنفسية استدعت نقله إلى المستشفى حيث فارق الحياة. ويجري تحقيق مستقل حول ظروف وفاته.
تعجز الكلمات عن وصف المشاعر التي نمرّ بها. كثيرون منّا، عائلات وفرادى، يطلبون المساعدة.نقلا عن والي بيرنز، زعيم الأمّة الأولى جيمس سميث، في لقاء أمس في أمّة جيمس سميث لشعب الكْري
الزعيم كالفين ساندرسون يُلبس رئيس حكومة ساسكاتشِوان سكوت مو قلادة تقليدية كي لا ينسى هذا الأخير وعده بالوقوف إلى جانب أمّة جيمس سميث في محنتها. الصورة: Radio-Canada / Marie-Laure Josselin’’سيستغرق الأمر بعض الوقت لكي يتعافى مجتمعنا. نحن نبدأ هذه العملية اليوم‘‘، قال الزعيم كالفين ساندرسون من تشاكاستايباسين، أحد المجتمعات الثلاثة التي تشكل أمّة جيمس سميث لشعب الكْري.
’’نجتاز فترة عصيبة‘‘، أضاف كالفين ساندرسون وهو يحبس دموعه.
ثم توقف، وراقب الرياح القوية التي تجبر الزعماء على أن يمسكوا بأيديهم غطاء رأسهم التقليدي. ’’الريح تعصف، إنهم هنا معنا. ريح قوية جداً‘‘، قال ساندرسون.
بقوله ’’إنهم هنا معنا‘‘ قصد ساندرسون الأفراد التسعة من أمّة جيمس سميث الذين لقوا حتفهم يوم الأحد طعناً بالسكاكين في مأساة طبعت هذه الأمّة الأولى المكونة من مجتمعات جيمس سميث وبيتر تشابمان وتشاكاستايباسين.
ومن بين القتلى بوني بيرنز التي ضحت بحياتها لإنقاذ أولادها.
رئيس حكومة ساسكاتشِوان، سكوت مو، حضر اللقاء وألقى كلمة مقتضبة كرّر فيها أنّ المجتمعات المتضررة لن تجتاز هذه المحن بمفردها وأنّ حكومته والشعب الكندي سيكونان إلى جانبها.
وكي لا ينسى مو هذا الوعد، قرّر زعماء أمّة جيمس سميث منحه قلادة ووضعوها له حول عنقه.
المشتبه بهما في سلسلة جرائم القتل بالسكين، مايلز ساندرسون (يمين الصورة) الذي فارق الحياة عقب اعتقاله وشقيقه داميان الذي وُجد مقتولاً.الصورة: Fournie par la GRCوأدى اعتقال مايلز ساندرسون، قبل وفاته، إلى تلاشي الخوف في أمّة جيمس سميث وبدء الحداد.
’’رجاءً، يجب أن يتوقف هذا العنف، الآن!‘‘، قال والي بيرنز.
وكي ’’لا تتكرر مثل هذه الأمور مطلقاً في أيّ أمّة أُخرى‘‘، قال والي بيرنز إنّه قدّم ثلاثة مطالب للحكومة: جهاز شرطة في المجتمعات المحلية ومساعدة في معالجة الإدمان على المخدرات ومراكز لعلاج المدمنين.
وأمامَ مفوَّضة الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) بريندا لوكي، التي حضرت اللقاء الحاشد، شكر الزعماء المحليون الشرطة والمستجيبين الأوائل، وكرّروا على مسامعها مطالب الزعيم بيرنز.
(نقلاً عن موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)