كشف تقرير نشرته الأمم المتحدة، أمس الخميس، عن تراجع متوسط عمر البشر المتوقع بأكثر من عام ونصف العام بين 2019 و2021 (71,4 سنة في 2021 مقابل 73 سنة في 2019)، في حين كان يرتفع بصورة عامة بضعة أشهر كل سنة.
وفي مواجهة تزامن غير مسبوق من الأزمات، وخصوصا وباء كوفيد-19، تراجع العالم 5 سنوات على صعيد التنمية البشرية، مما يثير “الريبة” و”الإحباط” في جميع أنحاء العالم.
وحذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في التقرير من أنه -لأول مرة منذ تبنيه قبل 30 عاما- انخفض مؤشر التنمية البشرية الذي يأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع والتعليم والمستوى المعيشي، لعامين على التوالي في 2020 و2021.
وقال رئيس الوكالة التابعة للأمم المتحدة أكيم شتاينر -في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية- “هذا يعني أننا نموت في عمر مبكر أكثر، وأننا أقل تعليما، وأن دخلنا ينخفض”.
وشدد على أنه “عبر هذه المعايير الثلاثة، يمكن تكوين فكرة عن السبب خلف مشاعر اليأس والإحباط والقلق بشأن المستقبل التي بدأ الناس يحسون بها”.
وبعدما بقي المؤشر في ارتفاع متواصل منذ عقود، عاد عام 2021 إلى المستوى الذي كان عليه في 2016 “ماحيا” بذلك سنوات من التطور.
والسبب الرئيسي هو كوفيد-19 إلى جانب الكوارث المناخية التي تتزايد والأزمات التي تتراكم من دون إعطاء الشعوب وقتًا لالتقاط أنفاسها.
متوسط الحياة المتوقعة يواصل تراجعه
وأكد شتاينر “مررنا بكوارث من قبل، وحدثت نزاعات من قبل، لكن تضافر ما نواجهه اليوم يمثل انتكاسة كبيرة للتنمية البشرية”.
وهذا التراجع يكاد يكون معمّما على العالم أجمع؛ إذ يطول أكثر من 90% من الدول.
وإن كانت بعض الدول بدأت تتعافى من تبعات الوباء، فإن دولا عديدة من أميركا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا والكاريبي لم تكن تعافت بعد حين حلت عليها أزمة جديدة مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال أكيم شتاينر “لا شك أن الآفاق للعام 2022 قاتمة” على ضوء الانعكاسات الخطيرة للحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وهي انعكاسات لم يأخذ بها المؤشر الحالي الذي يتوقف عند أرقام 2021.
وأوضح واضع التقرير بيدرو كونسيساو -خلال مؤتمر صحفي- أنه “بالرغم من الانتعاش الاقتصادي الكبير عام 2021، فإن متوسط الحياة المتوقعة يواصل تراجعه” واصفا هذا التراجع بأنه “صدمة غير مسبوقة”.
وأضاف أنه “في الولايات المتحدة تراجع متوسط الحياة المتوقع عامين، والتراجع أكبر من ذلك في دول أخرى”.