بعد تأجيجها الاقتصاد الكندي خلال جائحة كوفيد-19، تُظهر سوق العقارات علامات ضعف، فأسعار المنازل تتراجع وحروب المزايدات لشراء العقارات تتبدّد.وهذا خبر جيد للشارين المحتملين الذين يأملون في الحصول على سعر أفضل.
لكن، مع اقتراب فصل الخريف، يختلف الوكلاء العقاريون مع خبراء الاقتصاد حول مدة انخفاض الأسعار وحجمه.
ولا يزال معدل سعر المنزل أعلى من مستواه الذي سبق وصول الجائحة إلى كندا قبل سنتيْن ونصف. لكنّ ارتفاع أسعار الفائدة، ومن ضمنها أسعار الرهن العقاري، والضغوطَ التضخمية تؤثر على السوق.
فمثلاً عندما ضربت الجائحة البلاد في آذار (مارس) 2020، كان معدل سعر المنزل من مختلف الفئات في منطقة تورونتو الكبرى 902.680 دولاراً، وهو بلغ 1.074.754 دولاراً في تموز (يوليو) الماضي، بزيادة 1,23% عن مستواه البالغ 1.061.724 دولاراً في تموز (يوليو) 2021، ولكن بتراجع 6,22% عن مستواه البالغ 1.145.994 دولاراً في حزيران (يونيو) 2022.
وتتوقع الجمعية الكندية للعقارات (CREA / ACI) ارتفاعاً سنوياً لمعدل سعر المنزل في كندا بنسبة 10,8% ليبلغ 762.386 دولاراً بحلول نهاية عام 2022 و786.252 دولاراً بحلول نهاية عام 2023.
مبنى سكني قيد الإنشاء في منطقة كيبيك العاصمة (أرشيف).الصورة: Radio-Canada / Carl Boivinمن ناحية أخرى، قال ثلاثة خبراء اقتصاد من مجموعة ’’ديجاردان‘‘ (Mouvement Desjardins)، أحد المصارف الكندية الرئيسية، في حزيران (يونيو) إنهم يتوقعون انخفاض معدل سعر المنزل في كندا بنسبة 15% بين سقفه في شباط (فبراير)، البالغ 817.253 دولاراً، ونهاية عام 2023.
وخبراء الاقتصاد الثلاثة هم راندال بارليت وهيلين بيجين ومارك ديزورمو.
ونظراً لأنّ الأسعار تراجعت بسرعة أكبر مما توقعوا، قام الخبراء الثلاثة بتعديل توقعاتهم في آب (أغسطس) وباتوا يتوقعون انخفاضاً في الأسعار يتراوح بين 20% و25% بحلول نهاية العام المقبل.
تستمر أسعار المنازل في الانخفاض، لكنها لم تبلغ بعد حداً أدنى.نقلا عن راندال بارليت وهيلين بيجين ومارك ديزورمو، خبراء اقتصاد لدى مصرف ’’ديجاردان‘‘
’’ومع ذلك، لم نزل نعتقد أنّ أسعار المنازل ستنهي عام 2023 فوق مستويات ما قبل الجائحة على الصعيد الوطني وفي كافة المقاطعات الـ10‘‘، قال الاقتصاديون الثلاثة.
منزل في تورونتو بيع بأكثر من السعر المطلوب.الصورة: Radio-Canada / Michel Bolducتراجع المزايداتلاحظ الوكلاء العقاريون في الأشهر الأخيرة أنّ بعض الشارين المحتملين، وتحسباً منهم لانخفاض الأسعار، يقفون جانباً ويراقبون السوق، بينما يتقبل بعض الباعة واقعاً مفاده أنّ منزلهم لن يجلب مقداراً كبيراً من المال كما كانت الحال في بداية العام.
ويمثل هذا تغييراً عن الوتيرة المحمومة للمبيعات وحروب المزايدات في الأسعار بين الشارين التي تميزت بها السوق العقارية العام الفائت وفي وقت سابق من العام الحالي.
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)