مع ارتفاع التضخم الى أعلى مستوى ، يشعر الكنديون بالضغوط المالية لاسيما الذين هم فوق سن الأربعين ، اذ يعيش العديد من كبار السن الكنديين على معاشات تقاعدية ثابتة أو يعتمدون على المزايا الحكومية مثل خطة المعاشات التقاعدية الكندية ، والتي – مع تعديلها مرة واحدة سنويًا في شهر يناير من كل عام لمواجهة التضخم – لم تلاحق الزيادات المذهلة في تكلفة المعيشة مؤخرًا.
فكبار السن قلقون أيضًا بشأن محافظهم الاستثمارية ، حيث يؤثر التضخم على سوق الأسهم. وبالنسبة لأولئك الذين كانوا يعتمدون على الأسهم في منازلهم لدعم تقاعدهم ، فإن ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها على سوق الإسكان يشكلان مصدر قلق حقيقي، :”الكثير من كبار السن الذين نراهم يمرون بهذه الأزمة – لم ترتفع استثماراتهم أو معاشاتهم التقاعدية ، وقد ترتفع مزاياهم الحكومية في نهاية المطاف ، لكنهم الآن ينتظرون في طي النسيان ، وارتفعت أسعار كل شيء ، قال لاري ماثيسون ، الرئيس التنفيذي لمركز كيربي ، وهي مؤسسة غير ربحية تقدم برامج وخدمات لكبار السن في كالجاري ومديسين هات.
أما بالنسبة لدوروثي باغان ، التي تعيش وحدها في المنزل الذي تملكه في كالجاري ، فهي تشعر بالفعل بالأزمة فقد ألغت هاتفها الخلوي وقلصت التلفزيون الكبلي ، و هي أيضا تحتفظ بقائمة منسقة بعناية عند التسوق من البقالة، كما أنها لا تمتلك سيارة وعلى الرغم من أنها تستخدم وسائل النقل العام ومتطوعة في المجتمع ، إلا أن حياتها الاجتماعية ضاقت، في الواقع ، قالت باغان إنها اتخذت قرارًا مؤخرًا بالعودة إلى العمل بدوام جزئي – ليس بسبب المال ، على الرغم من أن هذه ميزة إضافية ، ولكن لأنها بحاجة إلى الخروج من المنزل و قالت “أحب الانخراط والتفاعل مع الناس … أحب أن أكون بالخارج وجزءًا من الأشياء”.
و قد فسر تامبلين واتس و هو دكتور في علم النفس أن العزلة الاجتماعية هي جزء من “تأثير التدفق الهابط للتضخم”. إذا كان كبار السن غير قادرين على شراء الإنترنت ، فلن يتمكنوا من التواصل مع عائلاتهم عبر Zoom أو FaceTime و إذا لم يكن بمقدورهم تحمل تكاليف المعينات السمعية أو النظارات ، فإن لديهم قدرة أقل على التفاعل مع العالم ، وإذا كانت الأجيال الشابة منشغلة في الحصول على ساعات إضافية في العمل لمواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة الخاصة بهم ، فمن غير المرجح أن يكونوا قادرين على التحقق من أمهم وأبيهم.
