هل رفض مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس تلقي لقاح كورونا؟ وما قصة الطبيبة التي انتحرت في النمسا بعد تعرضها لتهديدات من معارضين للقاحات كوفيد-19؟
شارك مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي منشورا يزعم أن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس رفض تلقي لقاح كورونا، فهل هذا صحيح؟
ما المنشور الذي تداوله نشطاء مواقع التواصل؟
المنشور يضمّ مقتطفا تبلغ مدته 35 ثانية من فيلم وثائقي، يظهر رئيس منظمة الصحة العالمية وهو يتحدث في مقابلة عن كيفية انتظاره حتى مايو/أيار 2021 للحصول على أول لقاح لكورونا.
هل فعلا قال أدهانوم إنه رفض تلقي لقاح كورونا؟
لا، هذا كذب، لم يقل أدهانوم إنه رفض تلقي لقاح كورونا.
كما أن متحدثا باسم منظمة الصحة العالمية قال لرويترز إن المزاعم بشأن عدم تلقيح أدهانوم كاذبة.
أين ومتى تلقى أدهانوم لقاح كورونا؟
عدنا إلى حساب أدهانوم الموثق على تويتر، ووجدنا أنه تلقى الجرعة الأولى من لقاح كورونا في مستشفى جامعة جنيف (Geneva University Hospitals) في 12 مايو/أيار 2021.
وشارك أدهانوم صورة له وهو يتلقى التطعيم على حسابه على تويتر، قائلا “اليوم جاء دوري لأحصل على التطعيم ضد كوفيد-19، اللقاحات تنقذ الأرواح. من المهم نقلها إلى جميع المقاطعات بأسرع ما يكون، إذا كنت تعيش مثلي في بلد تتوفر فيه اللقاحات، فيرجى التطعيم عندما يحين دورك”.
Today it was my turn to get vaccinated @Hopitaux_unige against #COVID19. Vaccines save lives. It’s critical to get them to all counties A.S.A.P. If like me you live in a country where vaccines are available, please get vaccinated when it’s your turn. pic.twitter.com/ioNMLH5TW9
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) May 12, 2021
ما أصل الفيديو الذي تم تناقله إذن؟
الفيديو الذي يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي هو مقطع من فيلم وثائقي من إنتاج “إتش بي أو” (HBO) عنوانه: “كيف تنجو من جائحة”، وهو يتبع السباق لتطوير وتوزيع لقاحات كوفيد-19.
والفيديو هو من مقابلة أجراها جون كوهين الكاتب في مجلة “ساينس” (Science)، حيث سأل فيها مديرَ منظمة الصحة العالمية: “أريد أن أسألك عن تطعيمك. ما التاريخ الذي حصلت فيه على الجرعة الأولى؟”، فأجاب أدهانوم 12 مايو/أيار.
وسأله كوهين لماذا لم يتلق -وهو مدير منظمة الصحة العالمية- التطعيم في ديسمبر/كانون الأول 2020، أي مع بداية إعطائه للناس، عندها كان جواب أدهانوم “أشعر أنني أعرف المكان الذي أنتمي إليه: في بلد فقير يسمى إثيوبيا، في قارة فقيرة، أفريقيا. مع الامتيازات التي لدي هنا، ربما أتيحت لي الفرصة للحصول عليه أولا. لا أريد استخدام ذلك، لأنني أريد أن أتذكر كل يوم أن التطعيم يجب أن يبدأ في أفريقيا. كنت أرغب في الانتظار حتى تبدأ أفريقيا ودول أخرى في مناطق أخرى، والبلدان المنخفضة الدخل، التطعيم.
وتابع “لدي خلفية كعامل صحي، وأنا ضمن إحدى المجموعات المعرضة للخطر. لقد بدؤوا تلقيح العاملين الصحيين والفئات المعرضة للخطر (في أفريقيا) في ذلك الوقت تقريبا، لذلك اعتقدت أن دوري كان. كنت أتحقق من دوري، في الواقع، مقارنة بما كنت سأحصل عليه في أفريقيا، وليس في جنيف. كنت أحتج”.
من جهته، أكد كوهين لوكالة أسوشيتد برس أن هذا الادعاء (أن أدهانوم رفض تلقي اللقاح) خاطئ، ووصفه بـ”الكذب”.
من جهته، قال مخرج الفيلم ديفيد فرانس -في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس- إن الجزء المهم من إجابة أدهانوم كان تفسيره بأنه انتظر تحسين العدالة في اللقاح، قبل أن يحصل على الجرعة الخاصة به.
أدهانوم ندد بانعدام المساواة في توزيع اللقاحات
وكان أدهانوم قد ندد في أبريل/نيسان 2021 بغياب العدالة في توزيع لقاحات كورونا، قائلا “إن اللقاحات ما زالت بعيدة المنال عن الدول الأشد فقرا”.
ومرارا ندد بانعدام المساواة في توزيع اللقاحات، وحث البلدان الأكثر ثراء على تقاسم الجرعات الزائدة للمساعدة في تطعيم العاملين الصحيين في الدول ذات الدخول المنخفضة.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها أكاذيب عن رفض علماء أو مسؤولين صحيين تلقي لقاح كورونا.
إذ في العام الماضي، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدّعي أن مخترع لقاح “فايزر-بيونتك” ضد فيروس كورونا البروفيسور أوغور شاهين وزوجته وموظفي شركته لم يأخذوا اللقاح، لكن القصة الحقيقية كانت في عدم أخذ شاهين للقاح وقتئذ تعود لسبب آخر، وهو أنه لم تكن له الأولوية وقتئذ.
وفي مارس/آذار 2021، أعلن شاهين وزوجته أوزليم تورجي -في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية- أنهما وموظفي الشركة قد حصلوا على اللقاح.
انتحار طبيبة تعرّضت لتهديدات من معارضين للقاحات كوفيد
التشكيك في لقاحات كورونا مستمر في الكثير من الأماكن، وهو أمر قاد إلى مضايقات تعرضت لها طبيبة في النمسا، وانتهت بانتحارها، وفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
فقد عثر على ليزا ماريا كيلرماير (36 عاما) ميتة يوم 29 يوليو/تموز في مكتبها بالنمسا العليا (شمال)، وعلى رسائل وداع تركتها. وأكد تشريح الجثة الذي أجري بناء على طلب الأسرة فرضية الانتحار.
وانتحرت الطبيبة بعد تلقيها تهديدات على مواقع التواصل الاجتماعي من مجموعات مناهضة للقاحات كورونا، في قضية تسلط الضوء على المضايقات التي تستهدف علماء كوفيد.
وكانت الطبيبة ذكرت في رسالة نشرت نهاية يونيو/حزيران على موقعها المهني، وقف المعاينات حتى إشعار آخر. وكتبت “منذ أكثر من 7 أشهر، نتلقى تهديدات من حين لآخر من أوساط تعارض إجراءات كوفيد واللقاحات”.
وقالت ليزا ماريا كيلرماير إنها “استثمرت أكثر من 100 ألف يورو” لضمان سلامة مرضاها، وتحدثت عن وضع لا يحتمل، وصرّحت للصحافة “لم أعد أحتمل هذا الوضع، وأصبحت مهددة بالإفلاس”.
وتأكيدا لتصريحاتها، قامت ليزا ماريا كيلرماير بنشر رسائل مستخدم هددها بالتظاهر بأنه مريض قبل ارتكاب مذبحة تكون هي وموظفوها ضحية لها.
وكانت ليزا ماريا كيلرماير قد استهدفت بعد انتقادها حركة احتجاج ضد التلقيح الإلزامي في خريف عام 2021.