في نتيجة غير متوقعة توصلت دراسة حديثة إلى أن استخدام الهاتف الذكي قد يساعد على تحسين الذاكرة، ولا تعني هذه النتيجة أن الهواتف الذكية مفيدة للصحة، لكن الدراسة قد تشير إلى احتمالية وجود بعض الآثار الإيجابية التي بحاجة للمزيد من الأبحاث.
وكشفت الدراسة أن استخدام الهواتف الذكية قد يساعد على تحسين مهارات الذاكرة لدى الشخص بدلا من جعله كثير النسيان، وأن الأجهزة الرقمية يمكن أن تخزن معلومات مهمة، مما قد يؤدي إلى تحسين القدرة على تذكر الأشياء وقت الحاجة، وفق ما نقل موقع دويتشه فيله، ونشرت الدراسة في “مجلة علم النفس التجريبي”.
استخدام الهاتف كـ”ذاكرة خارجية”
وأوضحت الدراسة أن استخدام الهاتف كـ”ذاكرة خارجية” لا يساعد فقط الأشخاص على تذكر ما يتم تخزينه فيه، ولكن يساعدهم أيضا على تذكر المعلومات غير المحفوظة.
يشار إلى أن خبراء الصحة عبروا سابقا عن قلقهم من أن كثرة استخدام التكنولوجيا يمكن أن تقلل وظائف المخ، وربما تؤدي إلى شكل من أشكال “الخرف الرقمي”.
وشارك في الدراسة 158 متطوعا تتراوح أعمارهم بين 18 و71 عاما، حيث طلب منهم أداء “مهمة ذاكرة” طورها الخبراء على أجهزة رقمية.
وعُرضت على المشاركين 12 دائرة مرقمة على شاشات الأجهزة، وتم تكليفهم بتذكر سحب بعضها إلى اليسار وبعضها الآخر إلى اليمين، إذ سيحدد عدد الدوائر التي تذكروا سحبها إلى الجانب الصحيح من الشاشة مكافأتهم بعد الانتهاء من التجربة.
أيضا، حدد الخبراء جانبا واحدا من الشاشة على أنه “قيمة عالية”، فالدوائر التي ستسحب إلى هذا الجانب ستساوي 10 أضعاف المال على الجانب الآخر.
وقام المشاركون بهذه المهمة 16 مرة، وكان عليهم استخدام ذاكرتهم الخاصة 8 مرات لتذكر الدوائر الواجب سحبها إلى أي جانب، أما في المرات 8 الأخرى فسمح لهم بالاستعانة بالأجهزة الرقمية للتذكر، حسب المصدر نفسه.
ولاحظ الخبراء أن المشاركين مالوا إلى استخدام الأجهزة الرقمية من أجل تذكيرهم بسحب الدوائر إلى الجانب الخاص بـ”قيمة عالية”، كما تحسنت ذاكرتهم لتلك الدوائر بنسبة 18%.
قدرات الذاكرة
بدوره، قال سام جيلبرت المشرف على الدراسة وأستاذ علم الأعصاب في جامعة كوليدج لندن “أردنا معرفة كيف يمكن أن يؤثر تخزين المعلومات في جهاز رقمي على قدرات الذاكرة”.
وأضاف “وجدنا أنه عندما سمح للأشخاص باستخدام ذاكرة خارجية ساعدهم الجهاز على تذكر المعلومات التي حفظوها فيها، ووجدنا أيضا أن الجهاز حسّن ذاكرة الأشخاص بالنسبة للمعلومات غير المحفوظة كذلك”.
وتابع جيلبرت “هذا لأن استخدام الجهاز غيّر الطريقة التي يستخدم بها الأشخاص ذاكرتهم لتخزين المعلومات ذات الأهمية العالية مقابل المعلومات ذات الأهمية المنخفضة”، مضيفا “تظهر النتائج أن أدوات الذاكرة الخارجية تعمل بعيدا عن التسبب في الخرف الرقمي، إذ يمكن أن يؤدي استخدام جهاز ذاكرة خارجي إلى تحسين ذاكرتنا للحصول على معلومات لم نحفظها مطلقا”.