تزايد عدد جرائم الكراهية في مدينة كيبيك لسنة رابعة على التوالي. فوفقاً لبيانات صادرة عن وكالة الإحصاء الكندية يوم أول من أمس، تمّ الإبلاغ عن 76 جريمة كراهية في عام 2021، أي بزيادة 9 جرائم عن العام السابق.وكيبيك هي عاصمة المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه وثانية كبريات مدنها بعد مونتريال، وهي من بين المدن الكندية التي تعاني الأكثر من هذا النوع من الجرائم، متجاوزة كالغاري وإدمونتون، على التوالي كبرى مدن مقاطعة ألبرتا وعاصمتها، ومونتريال.
وبلغ معدل جرائم الكراهية في مدينة كيبيك العام الماضي 9,2 لكل 100.000 نسمة.
وهذا أعلى من المعدل الكندي البالغ 8,8 جرائم لكل 100.000 نسمة، لكنه يبقى أدنى بكثير من المعدلات المسجلة في كلّ من العاصمة الفدرالية أوتاوا (23,2) وكبرى مدن مقاطعة بريتيش كولومبيا، فانكوفر (15,5)، وعاصمة مقاطعة أونتاريو وكبرى مدن كندا، تورونتو (13,3).
المدير العلمي والاستراتيجي لمركز الوقاية من التطرف المؤدي إلى العنف (CPRMV) الواقع مقره في مونتريال، لويس أوديت غوسلان، يُبدي حذراً إزاء هذه الأرقام.
’’هذا يعطينا فكرة عامة عن الوضع فيما يتعلق بما تعلنه الشرطة‘‘، يقول أوديت غوسلان في حديث مع ، مضيفاً ’’لكنه لا يعطينا بالضرورة صورة حقيقية، كوننا نعلم أنّ غالبية جرائم الكراهية لا يتمّ الإبلاغ عنها‘‘.
ويضيف غوسلان أنّ الشرطة قد تكون أكثر حساسية لهذا الواقع وأفضل تدريباً لاكتشافه.
لويس أوديت غوسلان، المدير العلمي والاستراتيجي لمركز الوقاية من التطرف المؤدي إلى العنف.
الصورة: Radio-Canadaهيكلية جديدة في جهاز شرطة كيبيكمنذ الهجوم المسلّح على المسجد الكبير في مدينة كيبيك في كانون الثاني (يناير) 2017، الذي أوقع ستة قتلى عدا الجرحى، وضَعَ جهاز شرطة بلدية كيبيك هيكلية جديدة جعلت العناصر الذين يقومون بدوريات أكثر وعياً للكشف عن الأحداث ذات دلالات الكراهية المحتمَلة.
ما إن يتولّد لديهم أدنى شك يبلغون عنه. وعندما يتم الإبلاغ عن جريمة كراهية، يوكَل أمرُها بسرعة إلى محقق وتصبح أولوية.نقلا عن قسم الاتصالات في جهاز شرطة بلدية كيبيك
ويقول جهاز شرطة كيبيك إنه استباقي للغاية من حيث الإعلان عن جرائم الكراهية، وهو يدعو المواطنين إلى الإبلاغ عن أيّ حالة قد تكون مشابهة لجريمة كراهية.
ويضيف الجهاز أنه على اتصال بأفراد الجاليات الثقافية كي يتمكنوا من تبادل الأخبار عن الأحداث التي يقعون ضحايا لها.
القتلى الأربعة ضحايا الهجوم المتعمَّد في لندن (أونتاريو) في 6 حزيران (يونيو) 2021، من اليمين: سلمان أفضال ووالدته طلعت وزوجته مديحة وابنتهما يُمنى.الصورة: Photo fournie par la famille Afzaalتزايد التوترات الاجتماعيةوهذه الزيادة في جرائم الكراهية ملحوظة أيضاً على الصعيد الوطني. ففي عام 2018 تمّ الإبلاغ عن 1817 جريمة كراهية في كل كندا، مقارنة بـ3360 جريمة كراهية العام الماضي.
’’من الواضح أنّ هناك زيادة في التوتر الاجتماعي بشكل عام منذ عاميْن وأنّ جرائم الكراهية تتبع الأخبار‘‘، يحلل أوديت غوسلان.
ويشير أوديت غوسلان إلى أنه إذا كان هناك نقاش يركز على جالية معينة، فسوف تلاحظ هذه الجالية زيادة في حوادث وجرائم الكراهية المرتكبة ضدها.
ما يبلغنا به الناس من مختلف الجاليات الثقافية والدينية ومن التنوع الجنسي هو أنّ هناك مناخاً أكبر من انعدام الأمن.نقلا عن لويس أوديت غوسلان، المدير العلمي والاستراتيجي لمركز الوقاية من التطرف المؤدي إلى العنف
تشرح الأستاذة في المعهد الوطني للبحث العلمي (INRS) في مدينة كيبيك، البروفيسورة دنيز هيلي، أنه في كندا يمكن أن تكون جريمة الكراهية خطابَ كراهية أو إهانة أو عنفاً جسدياً مع كلمة تعبّر عن الكراهية.
’’سُجل ارتفاع في الجرائم الخطيرة في كندا في عام 2021، أي أنه كانت هناك زيادة في العنف الاجتماعي‘‘، تقول البروفيسورة هيلي.
’’مع جائحة الكوفيد-19 سُجّل ارتفاع في جرائم الكراهية، مضروب بـ300 في الولايات المتحدة، وفي كندا أقلّ قليلاً، ضدّ أيّ شخص ينظر إليه على أنه قادم من شرق آسيا، أي الصينيين واليابانيين والكوريين، والبعض لا يفرّقهم عن الفيتناميين‘‘، تقول هيلي، ’’على ما يبدو، تأثير الكوفيد هذا مستمر‘‘.
(نقلاً عن تقرير للويس سيمون لابوانت على موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)