يتوجه البابا فرنسيس، اليوم الجمعة، إلى القطب الشمالي المحطة الأخيرة من رحلته إلى كندا للقاء الإينويت الذين ينتظرون بدورهم اعتذارًا عن سوء معاملتهم في مدارس داخلية، لكنهم يأملون أيضًا في سماع كلام مهم بشأن “الانتهاكات الجنسية”.
,في مدينة كيبيك، قبل أن يتوجه إلى إيكالويت عاصمة منطقة نونافوت وأكبر مدينة فيها، التقى البابا فرنسيس (85 عامًا) في الصباح اليسوعيين ثم وفدا من السكان الأصليين.
وقال “الآن، بطريقة ما، أشعر أيضًا بأنني فرد من أفراد عائلتكم، ويشرفني ذلك” مشيرا إلى أنه عاد “أكثر إثراءً” من اللقاءات التي “أثرت به”.
قال البابا فرنسيس لزعماء السكان الأصليين في اليوم الأخير من زيارته لكندا إنه يشعر بالألم لدعم الكاثوليك “سياسات قمعية وغير عادلة” ضدهم.
وأضاف “جئت كأخ لأكتشف بشكل مباشر الأشياء الطيبة والسيئة التي تحملها أفراد الطائفة الكاثوليكية المحلية على مر السنين.. لقد جئت بروح التكفير عن الذنب لأعبر عن ألمي العميق للخطأ الذي لحق بكم من قبل عدد غير قليل من الكاثوليك الذين دعموا السياسات القمعية والظالمة تجاهكم”.
وكان البابا يشير إلى المدارس الداخلية التي تم فيها فصل أكثر من 150 ألف طفل من السكان الأصليين عن عائلاتهم وتم نقلهم اليها بين عامي 1870 و 1996. وكانت جماعات دينية، ومعظمها كاثوليكية، تدير هذه المدارس لحساب الحكومات في ذلك الوقت لتنفيذ سياسة الاستيعاب الثقافي.
وتعرض الأطفال للتجويع أو الضرب لتحدثهم بلغتهم الأصلية كما تعرض كثيرون لاعتداء جنسي في نظام أطلقت عليه لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية وصف “إبادة ثقافية”.
وتابع البابا “لقد جئت كزائر، على الرغم من القيود الجسدية، لاتخاذ المزيد من الخطوات معكم ومن أجلكم”.
وواصل قائلا “أفعل ذلك حتى يمكن إحراز تقدم في البحث عن الحقيقة وحتى تستمر عمليات مداواة الجراح والمصالحة وحتى يمكن زرع بذور الأمل للأجيال القادمة، الأصلية وغير الأصلية على حد سواء، الذين يرغبون في العيش معا في وئام كأخوة وأخوات”.
ومن المتوقع وصول الحبر الأعظم عند الساعة 15,50 (19,50 بتوقيت جرينتش) إلى إيكالويت الواقعة في أرخبيل القطب الشمالي الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بالطائرة ويعني اسمه “مكان الأسماك”، حيث يعيش نحو سبعة آلاف شخص معظمهم من السكان الأصليين.
في شوارع إيكالويت التي تتألف من منازل صغيرة ملونة مبنية على أجراف صخرية تمتد إلى البحر، تابع السكان بدقة المراحل الأولى من رحلة “التوبة” التي يقوم بها الحبر الأعظم.
وفي المدينة، سيلتقي سكانا أصليين أدخلوا إلى مدرسة داخلية في المدينة وسيلقي أمامهم خطابه الأخير.
وبين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين، تم تسجيل حوالى 150 ألف شخص من الإينويت أو الميتي (الخلاسيون) أو الأمم الأولى قسراً في أكثر من 130 من هذه المؤسسات، وعزلهم بذلك عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم.
وقد تعرض كثير منهم لاعتداءات جسدية أو جنسية ولم يعد آلاف منهم بعد ذلك، بعدما سقطوا ضحايا أمراض أو سوء تغذية أو إهمال.
لكن في إيكالويت، ينتظر كثر أيضا إجابات محددة من البابا حول الأب جوهان ريفوار الذي أصبح بالنسبة للكثيرين رمزًا لإفلات مرتكبي الاعتداءات الجنسية من العقاب تحت حماية الكنيسة.
هذا القس الفرنسي الذي أمضى ثلاثة عقود في شمال كندا، صدرت في حقه مذكرة توقيف لكن لم يطله أي إجراء حتى الآن. وقد غادر كندا في 1993 ويعيش في فرنسا في ليون.
وزار الزعيم الروحي للكاثوليك البالغ عددهم 1,3 مليار، غرب كندا ثم كيبيك في هذه الرحلة. وهو يتنقل على كرسي متحرك بسبب ألم في ركبته اليمنى.