ما حالة الطوارئ الصحية العالمية؟ وكيف يتم اتخاذ قرار إعلانها؟ وما الإجراءات التي تترتب على هذا الإعلان؟ وما أبرز الحالات التي أعلنت فيها منظمة الصحة العالمية الطوارئ الصحية؟
تعريف حالة الطوارئ الصحية
تعرّف حالة طوارئ الصحة العمومية التي تسبب قلقا دوليا (public health emergency of international concern) (PHEIC)، بأنها “حدث استثنائي يحدد على أنه يشكل خطرا محتملا يحدق بالصحة العمومية في الدول الأخرى بسبب انتشار المرض دوليا، وقد يقتضي استجابة دولية منسقة”، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويشير تعريف حالة الطوارئ الصحية إلى وضع يتسم بأنه:
خطر أو مفاجئ أو غير اعتيادي أو غير متوقع.
ينطوي على انعكاسات على الصحة العمومية تتجاوز الحدود الوطنية للدولة المتأثرة.
قد يقتضي إجراءات دولية فورية.
كيف يُتخذ قرار إعلان حالة الطوارئ الصحية العالمية؟
تتشكل لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية من خبراء دوليين يقدمون المشورة التقنية للمدير العام للمنظمة عند أي “طارئة صحية عمومية تسبب قلقا دوليا” (PHEIC)، وذلك وفقا للمنظمة نفسها.
وتقدم اللجنة آراءها بشأن ما يأتي:
كون الحدث يشكل طارئة من طوارئ الصحة العمومية التي تسبب قلقا دوليا.
التوصيات المؤقتة التي ينبغي أن يتبعها البلد الذي يشهد طارئة تسبب قلقا دوليا، أو التي ينبغي أن تتبعها البلدان الأخرى لمنع انتشار المرض أو الحد من انتشاره على الصعيد الدولي، وتفادي التدخل غير اللازم في حركة السفر والتجارة الدولية.
إنهاء الطارئة الصحية العمومية التي تسبب قلقا دوليا.
ويرجع القرار النهائي للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشأن إعلان حالة الطوارئ الصحية العمومية التي تسبب قلقا دوليا والتوصيات المؤقتة الصادرة لمعالجة الوضع.
ويتخذ المدير العام قراره بعد استشارة لجان الطوارئ، والمعلومات المقدمة من الدول الأطراف والخبراء العلميين، وتقييم المخاطر المتعلقة بالصحة البشرية وبانتشار المرض على الصعيد الدولي، وبمدى التدخل في حركة السفر الدولية.
وبموجب اللوائح الصحية الدولية (2005)، تنتهي صلاحية التوصيات المؤقتة تلقائيا بعد 3 أشهر من صدورها. لذلك تنعقد لجان الطوارئ كل 3 أشهر على الأقل؛ لاستعراض الوضع الوبائي والبت في ما إذا كان الحدث المعني لا يزال يشكل طارئة من طوارئ الصحة العمومية التي تسبب قلقا دوليا، وما إذا كان يتعين إدخال تغييرات على التوصيات المؤقتة.
ما الإجراءات التي تترتب على إعلان حالة الطوارئ الصحية؟
يؤدي الإعلان عن حالة طوارئ عالمية إلى تقديم توصيات لجميع البلدان، تهدف إلى منع انتشار المرض عبر الحدود أو الحد منه، مع تجنّب التدخل غير الضروري في التجارة والسفر.
ويشمل الإعلان توصيات مؤقتة للسلطات الصحية الوطنية في جميع أنحاء العالم، تشمل تكثيف إجراءات الرصد والتأهب والاحتواء.
مثلا، مع إعلان فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حالة طارئة صحية تثير قلقا دوليا، تم ما يأتي:
تسريع تطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيصات.
مكافحة انتشار الشائعات والتضليل.
مراجعة خطط الاستعداد، وتحديد الثغرات، وتقييم الموارد اللازمة للتعرف على الحالات وعزلها ورعايتها ومنع انتقال العدوى.
مع إعلان #فيروس_كورونا المستجد طارئة صحية تثير قلقاً دولياً، علينا:
– تسريع تطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيصات ؛
– مكافحة انتشار الشائعات والتضليل.
– مراجعة خطط الاستعداد ، وتحديد الثغرات ، وتقييم الموارد اللازمة للتعرف على الحالات وعزلها ورعايتها ومنع انتقال العدوى”
DrTedros@ pic.twitter.com/6maFQ8midV
— WHO Eastern Mediterranean Regional Office (EMRO) (@WHOEMRO) January 30, 2020
حالات تم فيها إعلان الطوارئ الصحية العالمية
وباء أنفلونزا الخنازير “إتش1 إن1” (H1N1) في 25 أبريل/نيسان 2009.
شلل الأطفال في 5 مايو/أيار 2014.
فيروس إيبولا في غرب أفريقيا في 8 أغسطس/آب 2014.
وباء فيروس زيكا في 1 فبراير/شباط 2016.
فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية في 17 يوليو/تموز 2019.
وباء كوفيد-19 في 30 يناير/كانون الثاني 2020.
جدري القرود في 23 يوليو/تموز 2022.
درجات انتشار الأمراض
1- التفشي (outbreak)
وفيه تحدث زيادة قليلة في عدد الإصابات، لكنها تكون غير عادية. فمثلا، إذا كان المعتاد أن تسجّل 10 حالات من الإسهال في منطقة معينة يوميا، ثم ارتفع العدد إلى 20، فهذا يصنف تفشيا. والحال نفسه إذا ظهرت فجأة إصابات بمرض لم يكن موجودا.
لذلك فإن مرض كورونا عند بداية انتشاره في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول 2019، كان يصنف تفشيا.
وبمجرد أن تكتشف السلطات الصحية تفشي مرض، تبدأ في إجراء تحقيق لتحديد المصابين وعددهم، وذلك لمعرفة أفضل طريقة لاحتواء هذ التفشي ومنع تمدده.
2- الوباء (epidemic)
ويعرف بأنه تفش في منطقة جغرافية أكبر، قد تكون محصورة في دولة واحدة أو عدد قليل من الدول. وفيروس كورونا تحول من مستوى التفشي المحلي في ووهان إلى مستوى الوباء في مساحة جغرافية كبيرة شملت الصين.
كما أن متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد “سارس” شكلت وباء في عامي 2002 و2003، إذ ظهر المرض في إقليم غوانغ دونغ في جنوب الصين، وسبب أكثر من 8 آلاف إصابة، وأكثر من 800 وفاة، قرابة 350 منهم في الصين.
3- الجائحة (pandemic)
وهي الانتشار العالمي لمرض جديد يشمل العديد من الدول. ويشير البعض إلى أن مصطلح “الجائحة” يعني أيضا أن المرض الذي يتحدى السيطرة، وهذا يفسر انتشاره دوليا وعدم انحصاره في دولة واحدة.
كما يشير تعريف الجائحة إلى جانب سياسي، عبر إيصال رسالة إلى الحكومات والمنظمات في جميع أنحاء العالم، بأن المرض أصبحت له تداعيات اقتصادية وسياسية واجتماعية على نطاق عالمي.
الإعلان عن جائحة حدث غير عادي، وحتى فيروس “سارس” المنتمي لعائلة الفيروسات التاجية التي ينتمي إليها كورونا، لم يصنف “جائحة”، وإنما ظل عند مستوى “الوباء”.
مراحل تطور التفشي والتحذير من الجائحة
هناك نظام للتحذير من الجائحة في منظمة الصحة العالمية (World Health Organization pandemic alert system)، ويشمل المراحل التالية:
المرحلة 1: اكتشاف فيروس في الحيوانات لم تسجل إصابات معروفة به لدى البشر.
المرحلة 2: تسبب فيروس حيواني في إصابة الإنسان بالعدوى.
المرحلة 3: وجود حالات متفرقة أو مجموعات صغيرة من المرض في البشر، أو إذا كان هذا المرض ينتشر من إنسان إلى آخر، لكن بشكل محدود لا يكفي للتسبب في تفشي المرض على مستوى المجتمع.
المرحلة 4: عند انتشار المرض من شخص لآخر وتفشيه على مستوى المجتمع المحلي.
المرحلة 5: عند انتشار المرض بين البشر في أكثر من دولة بمنطقة جغرافية متقاربة، (مثلا الشرق الأوسط، أو شمال أفريقيا، أو أوروبا…).
المرحلة 6: امتداد المرض إلى بلد آخر في منطقة جغرافية مختلفة.
ومع أنه لا يوجد تحديد واضح للمرحلة التي يتم عندها إعلان الطوارئ الصحية، فإن ذلك عادة ما يكون مع المرحلة الخامسة، عندما يصبح الانتشار في أكثر من دولة.