الرئيسيةكندا اليومالداعية الكندي المسلم محمد الشريف الذي نقل الدعوة من المساجد للجامعات

الداعية الكندي المسلم محمد الشريف الذي نقل الدعوة من المساجد للجامعات


– توفي الداعية الكندي من أصل عربي، محمد الشريف في دبي وعمره 47 سنة، يوم الخميس 21 يوليو 2022، وووري جثمانه الثرى في منطقة نيبين بكندا.

 

وبعد مسيرة حافلة ومميزة، من هو محمد الشريف وانجازاته؟

 

محمد الشريف داعية كندي من أصل عربي أسّس أكبر معهد إسلامي باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة، أسهم بأسلوبه وشهرته في نقل الدروس الدعوية الإسلامية في الغرب من المساجد إلى حرم الجامعات.

 

ولد محمد الشريف ونشأ في وينبيغ، كبرى مدن مقاطعة مانيتوبا، عام 1975، وحصل على الجنسية الكندية، كذلك يعرف بأصوله العربية.

 

حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ودرس الثانوية في مدرسة داكوتا بكندا، ثم ذهب مع زوجته إلى المملكة العربية السعودية من أجل الدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل منها على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية عام 1999، وكان من أوائل من درسوا فيها من الطلاب المسلمين العرب في كندا.

 

حصل على درجة الماجستير في الاتصالات المتكاملة في مجال التسويق من جامعة “ويست فرجينيا” عام 2015.

 

الدعوة الإسلامية في كندا

 

بدأت فكرة مشروعه في إنشاء معهد إسلامي في كندا عام 1997 عندما كان طالبا جامعيا، إذ قال الشريف إن لديه طموحا عند عودته لأميركا، في تعليم الإسلام لمسلمي الغرب، كما أراد أن ينشئ معهدا يعلّم فيه الجيل القادم ما تعلمه من العلوم الإسلامية في جامعة المدينة.

 

وحسب زملائه والمقربين منه، لم يستوعب الكثير من الناس في الغرب الفكرة التي طرحها الشريف، فقد تعوّدوا أن تحصيل العلم الشرعي يكون بالسفر إلى الجامعات الإسلامية في الشرق الأوسط، لانعدام المدارس التي تعلّم “العلم الشرعي” في الغرب وقتئذ.

 

عمل الشريف على استثمار التقنيات الغربية المتقدمة والاستفادة في الوقت نفسه من خبرات دعاة كثيرين في العالم العربي والإسلامي، وشرع في تطبيقها حتى أنشأ أكبر معهد لدراسة العلوم الشرعية في أميركا عام 2002، يدرّس 5 برامج في العقيدة والفقه والآداب والتاريخ الإسلامي والسيرة والتفسير.

 

يقول القادحي إن قدرة الشريف في التواصل باللغة الإنجليزية مكّنته من “كسب الشباب” من الجاليات المغتربة، فمعظم الشيوخ وأئمة المساجد في أميركا في ذلك الوقت كانوا لا يتقنون الإنجليزية، والحلقات كانت بلغات مثل العربية والأردية.

 

بدأ الشريف بجمع المال لأجل “التسويق” لمشروعه، لكنه تعرض لانتقادات بين الأوساط الدعوية الغربية، وذلك لصرفه المال على منشورات وإعلانات وأقراص مدمجة (كانت من أوائل الأقراص المدمجة ذات المحتوى الإسلامي).

 

وهو ما عدّه منتقدوه “إنفاقا في غير محله”، لكنه أراد أن يشعر الشباب بـ”جودة واحترافية” المادة التي يقدمها.

 

واستطاع جذب مجموعة من الأشخاص من أنحاء العالم للعمل على المشروع، وبدأ طباعة مناهج مبسطة وتدريسها بشكل مكثف ليومين بمقدار 9 ساعات لليوم في عطلة نهاية الأسبوع.

 

كان أول أهداف الشريف في التغيير نقل الشباب من المساجد إلى القاعات الأكاديمية لتعلّم العلم الشرعي، فاستأجر قاعات وجهّز عروضا محترفة، ووظّف أكاديميين للتعليم، كما عمد الشريف إلى توظيف محترفي تصميم وتسويق وإنتاج، وإلى تدريب الأكاديميين، وصياغة المناهج التعليمية باحتراف.

 

وانتقل الشريف بعدئذ إلى دبي، لرغبته “العيش في بيئة إسلامية تجمع بين الغرب والشرق”، وعمل على تقديم دروسه عن بعد في المعهد.

 

قالت امرأة مقيمة في أوتاوا بكندا تبلغ من العمر 34 عامًا إن الشريف ساعد في جعل الإسلام منتشرا بين أبناء جيلها في أميركا الشمالية، وأضافت أنها غير عربية لكنه ساعدها في فهم دينها بطريقة تفاعلية ممتعة، وذلك جعلها أكثر ارتباطا بهويتها الإسلامية ومكّنها من فهم كيفية ممارسة العبادات بطريقة دقيقة رغم أصولها الصومالية.

 

الوظائف والمسؤوليات

 

شارك الشريف في كثير من الأعمال الدعوية في العالم، حيث بدأ عام 2002 تعليم الإسلام لغير الناطقين باللغة الإنجليزية، وأسس معهد المغرب لدراسة الإسلام عام 2002 في أميركا، وكان يضم وقتئذ 30 طالبا، وتوسع المعهد خلال 20 سنة منذ التأسيس ليقدم دروسا في 40 مدينة في العالم، حتى غدا يتسع لـ120 ألف طالب عام 2022.

 

توسع المعهد وصارت له فروع في كثير من الدول في العالم، بينها كندا وماليزيا وسنغافورة وبريطانيا وأيرلندا والدانمارك والسويد وأستراليا.

 

وأسس أيضا معهد التنمية الشخصية “ديسكافر يو”  DiscoverUالإسلامي عام 2007، وله خبرة في مجال التربية والتعليم.

 

عمل مدة طويلة في مجال التسويق الإلكتروني عبر البريد ومواقع التواصل الاجتماعي وريادة الأعمال، كما تقول صفحاته على مواقع التواصل إنه محترف في مجال تطوير الأعمال.

 

وكان من أوائل المدرسين للعلوم الشرعية باللغة الإنجليزية في أميركا الشمالية، كما نشرت له مقالات خلال موسم الحج في الصحف السعودية.

 

وأعدّ كثيرا من الدروس والمحاضرات في الدعوة إلى الإسلام والتعريف به باللغة الإنجليزية، واستطاع التأثير في فئة كبيرة من جيل الشباب في أميركا الشمالية وكندا وربطهم بالعقيدة الإسلامية.

 

 

Most Popular

Recent Comments