وصل البابا فرنسيس جواً إلى إدمونتون، عاصمة مقاطعة ألبرتا، أمس في زيارة إلى كندا تستمرّ لغاية 29 تموز (يوليو) الجاري سبق له أن وصفها بأنها ’’حجّ للتكفير عن الذنوب‘‘. ورحّب برئيس الكنيسة الكاثوليكية حاكمةُ كندا العامة ماري سايمون، وهي من شعب الإنويت من سكان كندا الأصليين، ورئيسُ الحكومة الكندية جوستان ترودو وقادةٌ من السكان الأصليين خلال حفل أقيم في مطار إدمونتون.
ومن المتوقع أن يكرّر رئيس الكنيسة الكاثوليكية اعتذاره من السكان الأصليين عن الإساءات التي تعرّض لها عدد كبير من أطفالهم على أيدي رهبان وراهبات كاثوليكيين بين عاميْ 1870 و1997 في مدارس داخلية أوجدتها الدولة الكندية.
وبعد أن اعتذر البابا في الأول من نيسان (أبريل) الماضي، في حاضرة الفاتيكان، عن ’’السلوك الباعث على الأسى‘‘ لبعض أعضاء الكنيسة الكاثوليكية المتورطين في ملف المدارس الداخلية، أراد تقديم الاعتذار لسكان كندا الأصليين مجدداً، وهذه المرة في أراضيهم.
فيكتوريا أركان، إحدى الناجيات من نظام المدارس الداخلية للسكان الأصليين، تُحيّي البابا فرنسيس عند وصوله أمس إلى مطار إدمونتون.الصورة: Capture d’écran
وهناك عدة أحداث، ابتداءً من اليوم، على جدول زيارة البابا البالغ من العمر 85 عاماً، وسيحضرها ناجون من المدارس الداخلية ومنحدرون منهم.
ويزور البابا فرنسيس صباح اليوم موقع مدرسة إرمينسكين (Ermineskin) الداخلية السابقة في قرية ماسكواسيس التي يسكنها السكان الأصليون والواقعة على مسافة 70 كيلومتراً إلى الجنوب من إدمونتون في غرب كندا. وهذه إحدى أهم المدارس الداخلية للسكان الأصليين في تاريخ كندا.
في نهاية اليوم يزور البابا كنيسة القلب الأقدس للأمم الأُوَل في إدمونتون حيث يلتقي مؤمنين من السكان الأصليين ومن سائر أفراد الرعية.
وقبل ظهر غد الثلاثاء يحيي البابا الأرجنتيني المولد قداساً في استاد الكومنولث في عاصمة ألبرتا أمام أكثر من 60 ألف شخص.
ويزور البابا حوالي الخامسة من بعد ظهر غد بحيرة سانت آن، وهي مكان تاريخي للحج لدى الأمم الأُوَل والخلاسيين.
والخلاسيون، أو الميتي (Métis)، في كندا هم شعب ينحدر من التزاوج الذي حصل بين رجال من الأوروبيين البيض، صائدي فراء فرنسيين بالدرجة الأولى، ونساء من السكان الأصليين.
أفراد من أمّة ألكسيس ناكوتا سيو (Alexis Nakota Sioux) من السكان الأصليين (في الصف الأمامي) شاركوا أمس في مراسم الترحيب بالبابا فرنسيس في مطار إدمونتون.الصورة: Reuters / AMBER BRACKEN
كيبيك وإيكالويت
ويصل رئيس الكنيسة الكاثوليكية إلى مدينة كيبيك يوم الأربعاء ويمضي فيها يومين.
ويلتقي البابا في عاصمة مقاطعة كيبيك بحشد من الناس في موقع تاريخي يُعرف بسهول أبراهام ثمّ بوجهاء من السكان الأصليين وسواهم في قلعة كيبيك.
وفي اليوم التالي يحيي البابا قداساً آخر في صرح سانت آن دو بوبرييه (Sainte-Anne-de-Beaupré) الكاثوليكي الواقع على بعد حوالي 35 كيلومتراً شمال شرق كيبيك العاصمة. ويتاح للمؤمنين متابعة القداس عن بُعد من موقع سهول أبراهام.
ويلتقي البابا صباح الجمعة بوفد من الأمم الأُوَل من شرق كندا قبل أن يستقلّ ظهراً الطائرة إلى إيكالويت، عاصمة إقليم نونافوت الذي يشكل شعب الإنويت الغالبية الساحقة من سكانه.
وعند وصوله إلى إيكالويت يلتقي البابا فرنسيس ناجين من المدارس الداخلية قبل أن يشارك في نشاط عام أمام مدرسة ناكاسوك الابتدائية.
ومن المقرَّر أن يعود البابا البالغ من العمر 85 عاماً إلى روما مساء الجمعة.
(نقلاً عن تقرير لغابرييل بول على موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)