بعد ساعات قليلة من توقيع اتفاق حاسم في اسطنبول للإفراج عن حوالي 25 مليون طن من الحبوب مكدسة في صوامع أوكرانيا، أعرب أمس رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بصراحة شديدة عن شكوكه بشأن التزام روسيا بهذه العملية.’’ثقة كندا في مصداقية روسيا شبه معدومة، فروسيا لم تظهر سوى سوء النية‘‘، قال ترودو عن اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا في مؤتمر صحفي عقده في جزيرة الأمير إدوارد في شرق كندا.
وتمّ التوصل إلى هذا الاتفاق بصعوبة بالغة (نافذة جديدة) تحت إشراف تركيا ومنظمة الأمم المتحدة، ويُفترض أن يخفف من انعدام الأمن الغذائي، في مناطق عدة حول العالم، الناجم عن الحرب في أوكرانيا.
وينص الاتفاق على إنشاء ممرات ملاحية آمنة، ما يتيح مرور السفن التجارية في البحر الأسود وتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في جزيرة الأمير إدوارد صباح أمس.الصورة: Radio-Canadaوفي مؤتمره الصحفي أمس واصل ترودو انتقاده اللاذع لنظام الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو وقدّم روسيا على أنها مسؤولة عن أزمتيْن في العالم جراء إعلانها الحرب على أوكرانيا.
لقد تسببوا في حدوث أزمة طاقة عالمية وأزمة غذاء عالمية بغزوهم غير الشرعي لأوكرانيا، ويعمل بقيتنا بجد للغاية لمحاولة التخفيف من هذه المشكلات حول العالمنقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية، منتقداً نظام فلاديمير بوتين
كما أشار رئيس الحكومة الليبرالية إلى أنّ كندا تعمل مع دول أخرى ومع الأمم المتحدة لإطلاعها على الخبرة الكندية في مجال تخزين الحبوب وشحنها.
وقال ترودو إنه تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في الأسابيع الأخيرة وكان ’’متفائلاً‘‘ بشأن الاتفاق، لكنه أضاف أنه يريد ضمان عدم تعريض سيادة أوكرانيا وأمنها للخطر.
’’هذا ما سنراقبه بدقة شديدة للتأكد من أنّ ذلك لن يعرّض أوكرانيا لمزيد من الخطر‘‘، أضاف رئيس الحكومة الكندية.
وزيرة الزراعة والأغذية الزراعية في الحكومة الكندية، ماري كلود بيبو (أرشيف).الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyldلكنّ وزيرة الزراعة والأغذية الزراعية في حكومة ترودو كانت أمس أكثر تفاؤلاً.
’’آمل بصدق أن تمضي هذه الاتفاقية قُدُماً وأن تتمكن (أوكرانيا) من تصدير حبوبها ومنتجاتها الغذائية الأخرى إلى البلدان المحتاجة إليها‘‘، قالت وزيرة الزراعة الكندية ماري كلود بيبو في مؤتمر صحفي.
يُشار إلى أنّ الحصار الذي فرضه الأسطول الروسي على الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود أدّى إلى تفاقم اضطرابات سلسلة التوريد العالمية. ومع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، أدى الحصار أيضاً إلى التضخم القوي في أسعار المواد الغذائية والطاقة منذ أن غزت القوات الروسية أوكرانيا في 24 شباط (فبراير).
(نقلاً عن موقعيْ و’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)