لا يوجد مكان آمن من تلوث المواد البلاستيكية الدقيقة، هذا ما كشف عنه العلماء عند العثور على ألياف بلاستيكية صغيرة بالقرب من قمة جبل إيفرست، أعلى نقطة على الأرض، حيث تم اكتشاف الجزيئات البلاستيكية على ارتفاع أكثر من 8000 متر (26000 قدم) فوق أعلى جبل في العالم فيما يسمى بـ “منطقة الموت”، حيث لا يكفي الأكسجين لاستمرار حياة الإنسان.
وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، حصل العلماء على أدلة وجود جزيئات في الجبل وفي الوادي أدناه، ويعتقدون أنها تأتي من الملابس الخارجية المصنوعة من البوليستر والاكريليك والنايلون.
لكن القطع البلاستيكية المجهرية ربما طفت إلى قمة جبل إيفرست على تيارات الهواء، فالبلاستيك الدقيق عبارة عن جزيئات صغيرة يبلغ طولها أقل من خمسة ملليمترات (0.2 بوصة)، ولا يزال التأثير الصحي لهذه الجسيمات لغزًا مثيرًا للقلق.
أخذ باحثو جامعة بليموث 19 عينة عالية الارتفاع من جبل إيفرست والمناطق المحيطة بها، وفي قمة جبل إيفرست، على ارتفاع 8440 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وجد العلماء 12 أليافًا بلاستيكية دقيقة لكل لتر من الثلج.
قال البروفيسور ريتشارد طومسون OBE FRS، رئيس وحدة أبحاث القمامة البحرية الدولية: “منذ الخمسينيات من القرن الماضي، تم استخدام البلاستيك بشكل متزايد في جميع أنواع المنتجات بسبب عملياتها، مما خلق الأزمة البيئية العالمية التي نشهدها اليوم”.
وهناك الآن اعتراف عالمي بالحاجة إلى اتخاذ إجراءات، حيث تفرض نيبال نفسها لوائح على رحلات التسلق في محاولة للحد من المشكلات البيئية التي تسببها النفايات.
في حين أن هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة One Earth، هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة بالقرب من قمة إيفرست، تم العثور سابقًا على اللدائن الدقيقة في أنتاركتيكا والقطب الشمالي والمحيط الأطلسي وجبال الألب.
ووجد بحث سابق أجرته جامعة إكستر وجامعة كوينزلاند، أن المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة في كل مكان في محيطات العالم، وتم العثور على البلاستيك بالسردين ليكون الأكثر تضررا، وقد تناول أكبر كمية من البلاستيك تصل إلى 30 ملج لكل حصة، وهو نفس وزن حبة الأرز.