يتواصل التباطؤ في سوق العقارات في منطفتيْ تورونتو وفانكوفر، أكثر سوقيْ عقارات سخونة في كندا، واستمرت الأسعار فيهما بالانخفاض منذ أعلى مستوى لها على الإطلاق في شباط (فبراير) الفائت.وتُظهر بيانات حزيران (يونيو) الفائت أنّ عدد المنازل المباعة في تورونتو وفانكوفر قد انخفض بأكثر من الثلث مقارنة بالقمم القياسية. كما أنّ معدل سعر المنزل يسجل تراجعاً منذ عدة أشهر.
وأفادت الغرفة العقارية في منطقة تورونتو (TRREB) أنه تمّ بيع 6.474 منزلاً في منطقة تورونتو الكبرى في حزيران (يونيو) الماضي، بانخفاضٍ نسبته 41% مقارنة بشهر حزيران (يونيو) من العام الماضي.
وكما كانت الحال في مناطق عديدة من كندا، ارتفعت أسعار المنازل في تورونتو والمدن المحيطة بها بشكل كبير خلال جائحة ’’كوفيد – 19‘‘، إذ أتاحت أسعار الفائدة المنخفضة بشكل استثنائي للمشترين شراء منازل أكثر تكلفة. لكنّ هذا الاتجاه تغيّر فجأة في آذار (مارس) الفائت عندما بدأ بنك كندا (المصرف المركزي) برفع أسعار الفائدة.
وكان التأثير على السوق العقارية شبه فوري، إذ تباطأت المبيعات والإدراجات الجديدة. وبدأت المزايداتُ بالأسعار، التي كانت شائعةً، تهدأ، ما أفسح المجال للمشترين أن يكونوا أكثر انتقائية.
أبراج سكنية في تورونتو ويبدو في وسط الصورة برج ’’سي ان‘‘ (CN Tower)، أعلى بناء في العالم عند الانتهاء من تشييده عام 1976.الصورة: La Presse canadienne / Cole Burston’’تأثرت مبيعات المنازل في الوقت نفسه بالتحدي المتمثّل بالقدرة على تحمل التكاليف الذي أوجده رفعُ أسعار الرهن العقاري وبالأثر النفسي الذي دفع المشترين القادرين على تحمل تكاليف اقتراض أكثر ارتفاعاً لتعليق قرارهم (بالشراء) بانتظار معرفة ما إذا كانت أسعار المنازل ستتوقف عن الارتفاع‘‘، قال رئيس الغرفة العقارية في منطقة تورونتو، كيفين كريغر.
توقعوا أن تظلّ ظروف السوق الحالية هي نفسها خلال أشهر الصيف البطيئةنقلا عن كيفين كريغر، رئيس الغرفة العقارية في منطقة تورونتو.
وعلى صعيد الأسعار في منطقة تورونتو هناك أيضاً تباطؤ، على الرغم من أنه ليس بارزاً مثل التباطؤ الجاري على صعيد المبيعات.
فقد بلغ معدل سعر المنزل المباع خلال حزيران (يونيو) الفائت 1.146.254 دولاراً، أي بزيادة نسبتها 5% عن مستواه في الشهر نفسه من العام الماضي، لكنّه كان في تراجع لشهر رابع على التوالي.
فقد تراجع في حزيران (يونيو) معدل سعر المنزل في كبرى مدن كندا ومحيطها بنحو 6% عن مستواه في الشهر السابق، أيار (مايو)، وبنحو 14% عن السقف الذي بلغه في شباط (فبراير) والذي تخطى 1,3 مليون دولار.
أبراج سكنية في فانكوفر.الصورة: Radio-Canada / Noémie Moukandaوالوضع مشابه بالنسبة للمبيعات على الساحل الغربي لكندا حيث انخفض عدد المنازل المباعة في فانكوفر في حزيران (يونيو) الماضي بنسبة 35% مقارنة بمستواه في الشهر نفسه من العام الماضي.
لكنّ الأسعار في كبرى مدن مقاطعة بريتيش كولومبيا تراجعت في الأشهر الأخيرة بنسبة أقلّ من تراجعها في عاصمة أونتاريو وكبرى مدن كندا.
فقد بلغ معدل سعر المنزل المباع في فانكوفر الكبرى الشهر الماضي 1.235.900 دولار، مرتفعاً 12% عن مستواه في حزيران (يونيو) 2021، ولكن متراجعاً بأكثر من 2% في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وقال الوكيل والمدوّن العقاري في فانكوفر، ستيف ساريتسكي، لـ’’سي بي سي‘‘ (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية) إنّ هناك ’’تغيراً كبيراً في الاتجاه‘‘ حصل منذ شباط (فبراير) الفائت، لاسيما في ضواحي فانكوفر، خارج وسط المدينة، حيث سجلت الأسعار الارتفاعات الأعلى عندما كان العمل عن بُعد، عبر الإنترنت، هو القاعدة بسبب الجائحة.
كلّ ما يقع على بعد أكثر من ساعة بالسيارة من المدينة يشهد الانخفاض الأكبر، ولكن هذه هي أيضاً الأمكنة التي سجّلت فيها الأسعار الارتفاعات الأعلىنقلا عن ستيف ساريتسكي، وكيل ومدوّن عقاري في فانكوفر
ووفقاً لساريتسكي، أدّى ارتفاع أسعار الفائدة إلى تصحيحٍ في سوق العقارات.
(نقلاً عن موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)
