من الممكن أن يتم تأجيل مطالبة حوالي 100000 طالب بتسديد الدفعات التي حصلوا عليها من برنامج الإعانة الكندية للاستجابة لحالات الطوارئ CERB خلال جائحة كوفيد 19.
حيث قالت كارلا كالترو وزيرة التشغيل وتنمية القوى العاملة وإدماج المعاقين، أنه عندما دققت الحكومة بدفعات المساعدات التي قدمتها أثناء الوباء أدركت أن العديد من الطلاب الذين حصلوا على الإعانة بموجب برنامج الإعانة الكندية للاستجابة لحالات الطوارئ (CERB) كان من المفترض أن يتقدموا بطلب للحصول على دعم برنامج مختلف مثل برنامج الإعانة الكندية الطارئة للطلاب (CESB).
في حين كان الهدف من برنامج CERB هو تقديم مساعدات مالية للعمال الذين فقدوا وظائفهم بسبب جائحة كوفيد 19، كان الهدف من برنامج CESB تقديم المساعدة للطلاب الذين لم يتمكنوا من العثور على عمل في المقام الأول بسبب الوباء.
بينما تم إبلاغ الطلاب في بعض الحالات بضرورة تسديد آلاف الدولارات كجزء من مساعدات برنامج CERB التي حصلوا عليها، في حين كان الوقت قد تأخر كثيرًا لتقديم طلب للحصول على المساعدة المخصصة للطلاب.
وفي 2 يونيو أقر مجلس الوزراء قرار عفو بهدف معالجة ما تصفه كالترو بحالة عدم الإنصاف.
وخلال مقابلة مع CBC News قالت كالترو: “إذا قررنا أنك مدين بمبالغ مالية لبرنامج CERB، لا بد أنك ستقول بينك وبين نفسك حسنًا، لو كنت أعلم أنني لست مؤهلًا لبرنامج CERB، كنت سأقدم طلبًا للاستفادة من البرنامج المخصص للطالب لأنني واثق عندها من أهليتي له”.
“أنت الشخص الذي نحاوله مساعدته في هذا الموضوع. ونعمل على تصحيح هذا الظلم الواقع من أجله”.
وقد توقعت كالترو أن تعود هذه الخطوة بالمنفعة على حوالي 98000 طالب.
كالترو: لا توجد أوامر إعفاء أخرى
قالت كالترو أنه في الوقت الذي وصلت فيه مدفوعات CERB إلى 2000 دولار شهريًا، اقتصر برنامج المساعدات للطلاب على مبلغ 1250 دولارًا شهريًا.
وأضافت أيضا أنه من الممكن استخدام هذا المبلغ لتسديد جزء من المبلغ المطلوب من الطلاب إعادته.
“وهذا ما سيعوض وبشكل كبير أي مبلغ يترتب على الشخص تسديده لقاء برنامج CERB”
عندما أرسلت الحكومة برقية لأول مرة تتضمن الخطط التي تقترحها لتسوية هذه المشكلة، وذلك خلال التوقعات المستقبلية للضرائب لشهر ديسمبر الماضي، خصصت 67.9 مليون دولار لتخفيف الديون.
وقالت كالترو بأن التأخير الجزئي الحاصل في تفعيل أمر الإعفاء كان نتيجة تعليق الحكومة مجموعات المدفوعات الزائدة لبرنامج CERB بسبب انتشار المتحور أوميكرون ضمن وباء كوفيد 19.
وأوضحت كالترو: “لقد قررنا التوقف عن المطالبة بتسديد دفعات برنامج CERB خلال تلك المرحلة نتيجة لانتشار أوميكرون”. وأضافت: “الآن وبعد أن عدنا إلى الحالة التي تتيح لنا متابعة التواصل مع الأشخاص المدينين لبرنامج CERB، أصبحنا أيضا في وضع يسمح لنا بتفعيل أمر الإعفاء”.
وليعتبر الطالب مشمولًا بأمر الإعفاء، يجب أن يكون قد تقدم لبرنامج الإعانة CERB خلال موعد لم يتجاوز 30 سبتمبر 2020، ولم يحصل في نفس الوقت على مساعدات بموجب برنامج CESB أو برنامج تأمين البطالة، أو إجازة رعاية الوالدين أو إجازة الأمومة الإقليمية.
كما يجب توافر أحد المعايير الثلاثة: في حال لم يستطع الطالب العمل خلال كوفيد 19 أو كان يبحث عن عمل خلال تلك المرحلة، أو أنه وجد عملًا وحقق دخلًا لم يتجاوز 1000 دولار بدون الضرائب، وذلك خلال المدة المحددة بأربعة أسابيع للتقديم لبرنامج CESB.
وكانت قد أنشأت وكالة الإيرادات الكندية موقعًا على شبكة الإنترنت يتضمن شروط أمر الإعفاء ورابطًا لنموذج الطلب.
وقد طرحت قناة CBC News سؤالًا على وكالة الإيرادات الكندية حول قيامهم بإبلاغ الطلاب حول أمر الإعفاء عند إرسال إشعارات التسديد. حيث قال كريستوفر دودي المتحدث باسم وكالة الإيرادات الكندية أنهم لا يذكرون اي شيء عن إمكانية تأجيل الدفعات للطلاب في إشعارات السداد لأنهم كوكالة لا يوجد لديهم طريقة لتحديد من سيشمله أمر الإعفاء”.
قالت كالترو أنه في حال سدد الطالب بالفعل مساعدات برنامج CERB التي حصل عليها، سيتم تعويضه بالفرق.
وأضافت أيضا أن الحكومة لا تفكر في الوقت الحالي بإصدار أي أوامر إعفاء أخرى.
وفي الوقت الذي تبلغ الحكومة لبعض الحاصلين على إعانات برنامج CERB بضرورة تسديد ما حصلوا عليه، قالت كالترو “تعمل الحكومة ما في وسعها كي لا يتسبب الأمر بأي أذية للأشخاص” وذلك من خلال السماح لهم بتسديد المبالغ على مدى شهور أو حتى سنوات.
وقالت أيضا: “في الحقيقة نحاول أن نكون مرنين قدر الإمكان، والتأكد أن هذا الإجراء لن يكون عائقًا في قدرة الشخص على تسديد الأقساط والفواتير المترتبة عليه”.
وأضافت أن غالبية الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على مساعدات برنامج CERB كان ذلك بحسن نية، معتقدين أنه يحق لهم الاستفادة من هذا البرنامج.
ضغوطات مالية
قال تايلان ماكراي يو مدير الإستراتيجية في الاتحاد الكندي للطلاب أن مجموعته سعيدة برؤية هذه الجهود لتقديم المساعدة للطلاب، ولكنها تعتقد بضرورة أن تبذل الحكومة المزيد من الجهود في هذا الصدد.
“أجبر وباء كوفيد 19 والأزمة الحاصلة من ارتفاع تكاليف المعيشة بالإضافة إلى ارتفاع الرسوم الدراسية بعض الطلاب على الاختيار بين تسديد أقساط قرض إضافي وتأمين الاحتياجات الأساسية والنجاح دراسيًا.”
جوانا كلارك هي واحدة من الطلاب السابقين الذين أرسلت لهم وكالة الإيرادات الكندية CRA إخطار التسديد في شهر مايو. قالت أنها في البداية تقدمت بطلب للحصول على المساعدات المتعلقة بتأمين البطالة، لكنها بدلاً من ذلك حصلت على المساعدات من برنامج CERB. والآن يطلب منها وهي التي تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية تسديد مبلغ 2000 دولار لا تملك منها شيء.
قالت كلارك إن الحكومة لم تبلغها بأمر الإعفاء. إلا أنها تأمل أن تكون مؤهلة لذلك.
“إن كان ذلك يعني أنني لست مضطرة إلى تسديد مبلغ 2000 دولار، سيحدث ذلك فرقًا كبيرًا”
وقد اتهم دانيال بلايكي العضو في الحزب الوطني الديمقراطي لأمور البطالة وتنمية القوى العاملة الحكومة اتباع معايير مزدوجة، قائلاً إنها تسمح للشركات بالتهرب من التزاماتها في حين تلاحق المواطنين لإعادة تسديد الإعانات.
وخلال بيان لبلايكي قال:”يكافح الكنديون لتأمين السكن ومستلزمات البقالة بأسعار مقبولة”. “لم يأتي الوقت الذي يفرض علي الحكومة ملاحقة الفئات ذات المستوى المادي الضعيف لتحصيل مبالغ مالية لا يملكونها. لا يتعدى أمر الإعفاء سوى مهلة صغيرة للطلاب، التي ما إن تشارف على نهايتها حتى تعود بمطالبتهم بتسديد قسم كبير من مساعدات برنامج CERB”.
وأضاف أيضا أنه يتوحب على الحكومة تقديم عفو نهائي عن إعادة تسديد مساعدات برنامج CERB للكنديين الذين يعيشون تحت خط الفقر، وتأجيل ديون الكنديين من الطبقة الوسطى الذين يكافحون للاحتفاظ بمنازلهم وسط أسعار فائدة مرتفعة.
اقرأ أيضا: