بعد 24 عام من مغادرته موطنه فى الإسكندرية ، استطاع أن يحقق إنجاز سياسى مهم هو الأول من نوعه للمصريين على مدار تاريخهم فى كندا ، رغم أنه لم يكن له فى السياسة طوال فترة دراسته أو عمله فى مصر ، ولم يكن يحب العمل السياسى ، إلا أن شريف سبعاوى فتح الباب للمصريين ليكون لهم تواجد قوى فى صفوف السياسة والأحزاب الكندية ، ليصبح أول مصرى فى تاريخ كندى يدخل البرلمان.
النائب المصرى شريف سبعاوى، عضو برلمان أونتاريو الكندى، لم يفارقه التفكير فى تلك الأجيال المصرية التى ولدت بكندا، وعلاقتهم بثقافة وطنهم، وخلال أشهر استطاع دفع البرلمان إلى اتخاذ قرار بتخصيص يوليو من كل عام شهرًا للتراث المصرى على أن يكون 2019 بداية التنفيذ، فى خطوة يعتبرها مهمة للأجيال المصرية الجديدة التى ولدت فى كندا .
رحلة عمرها 24 عاما فى كندا ، تحدث عنها النائب المصرى شريف سبعاوى، عضو برلمان أونتاريو الكندى، فى حوار خاص كشف عن كيف كانت رحلته من مصر لكندا وكواليس دخوله برلمان أونتاريو الكندى ، وكيف نجح فى دفع البرلمان لاتخاذ قرار تخصيص يوليو من كل عام شهرا للتراث المصرى بكندا .
فى البداية، قال النائب المصرى شريف سبعاوى، عضو برلمان أونتاريو الكندى، إنه تخرج عام 1987 من كلية الهندسة قسم مدنى جامعة الإسكندرية ، وكان شغف كبير بتكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسب ، قائلا:”كنت غاوى إليكترونيا”، لافتا إلى أنه سافر مع بعثة طلابية عام 1982 لأمريكا وتأكد من تلك الزيارة أن المستقبل لتكنولوجيا المعلومات وهو ما دفعه للحصول على الكثير من الدورات التأهيلية فى علوم الحاسب ومجال تكنولوجيا المعلومات ، وتتطور فى هذا المجال وعمل فى إحدى شركات البترول وساهم فى إعداد نظام مراقبة كامل للشركة لأكواد المنتجات البترولية للشركة وعرض النموذج الذى صممه فى مؤتمر دولى بتكساس وتم اختياره كأفضل النماذج.
وأضاف عضو برلمان أونتاريو الكندى، أنه واجه العديد من العقبات الوظيفية وخلال تكليفه للتوجه لموقع الشركة التى عمل بها لاحظ طابورا من المتقدمين على الهجرة لكندا وسأل وقتها عن الشرط وقام بكتابة طلب الهجرة وفوجى بعد 40 يوما عقب عودته من المأمورية المكلف بها برد السفارة بقبول طلبه.
وعن الصعوبات التى واجهته عقب انتقاله لكندا ، أوضح سبعاوى أنه واجه صعوبات فى البداية ليجد فرصة عمل فى تخصصه فى مجال الـ”IT”، وطوال تواجده كان يبحث عن فرصة عمل وتقدم لعمل مقابلات شخصية حتى تدرج فى عدد من المواقع والشركات والبنوك حتى أصبح حاليا أستاذ تكنولوجيا المعلومات لدى جامعة جورج براون سينتيال كوليدج ، لافتا إلى أنه خلال تواجده فى مصر لم يكن له أية علاقة بالعمل السياسى ولكن الوضع اختلف فى كندا فكان نشيط ومتطوع فى المجتمع الكندى وعلى اتصال بأعضاء البرلمان هناك ومتواصل مع العديد من الثقافات والجاليات حتى أصبح لدية علاقات قوية داخل المجتمع الكندى .
وعن دخوله البرلمان فى كندا ، أوضح سبعاوى، أنه نجح فى الحصول على مقعد فى البرلمان الكندى بعد منافسة مع 6 مرشحين آخرين على مقعد إيرن ميلز بمسساجا، فى الانتخابات ، لافتا إلى أنه كان مرشح عن حزب المحافظين التقدمى بدائرة إيرن ميلز فى ميسساجا بمقاطعة أونتاريو وهى المقاطعة التى يمثل تعدادها نصف التعداد السكانى لكندا، موضحا أن مدينة ميسساجا هى سادس أكبر مدينة فى كندا ويبلغ تعداد سكانها مليون ونصف، غير أنها معروفة بأنها تضم أكبر كثافة من الجاليات العربية حيث تشكل الجالية المصرية حوالى 35 ألف نسمة داخل المدينة من أصل ما يبلغ حوالى 55 ألف عربى يعيشون فى المدينة، مضيفا أنه يعمل فى السياسة منذ 17 عاما واستطاع نيل ترشيح حزبه للبرلمان بعد منافسة شرسة مع مرشح باكستانى
وفيما يتعلق بالجالية المصرية فى كندا وإسهامتها فى المجتمع الكندى ، أوضح سبعاوى، أن هناك حوالى 300 ألف مصرى فى كندا ، منهم 200 ألف فى أونتاريو، لافتا إلى أن التواجد المصرى فى مسيساجا كبير بين 20 لـ 25 ألف مصرى ، قائلا :”احنا أعلى جالية فى التعليم كلها أطباء ومهندسين وصيادلة و42% من صيادلة أونتاريو مصريين وهناك الكثير من المهندسين المصريين يعملون فى الطاقة الذرية”.
وعن نجاحه فى دفع البرلمان إلى اتخاذ قرار بتخصيص يوليو من كل عام شهرًا للتراث المصرى بكندا، قال سبعاوى، إنه خلال فترة مكوثه في كندا، حضر العديد من الاحتفالات الخاصة بتراث عدد من الدول، مثل الهند وإيطاليا واليونان ولبنان، وكان يحلم طيلة الوقت بأن يكون لمصر شهر يحتفل فيه أبناء جاليتها بتراثها، لهذا سعى إلى تقديم طلب بتخصيص شهر يوليو كشهر للحضارة المصرية في كندا.
وأكد النائب المصرى شريف سبعاوى على دعم وزارة الهجرة للفكرة منذ اللحظة الأولى، وتشجيعها على طرحها وبقوة في البرلمان الكندي، ما كان له عظيم الأثر داخل البرلمان، كاشفا أن بداية الفعاليات ستكون السبت المقبل 13 من يوليو الجارى، بحضور فرق قومية لفنون شعبية مصرية تؤدي بعض الاستعراضات في مدينة ميسيساجا، ومعرضًا للكتاب وآخر للحرف التراثية والتقليدية تعرض بعض المشغولات اليدوية المصرية، على رأسها صناعات بدوية من سيناء، وأمسيات أدبية وشعرية بمشاركة نخبة من أعلام وشباب المفكرين والأدباء، بما يحقق استراتيجية الدولة في ترسيخ الهوية لأبنائها في الخارج ويغرس روح الانتماء للوطن في وجدان الأجيال الجديدة منهم.
وأشار سبعاوي إلى أنه تم الاتفاق على أن يكون هناك يوم آخر لتلك الاستعراضات في مدينة أوتاوا في 16 يوليو الجاري، مع إقامة محاضرات التي تتناول تاريخ مصر منذ العصر الفرعوني وتلقي الضوء على موروثها الحضاري، وكذلك عقد أمسيات تستعرض الاكتشافات الأثرية الحديثة ومدلولها في التراث الإنساني، وسيتم ذلك بالتنسيق مع عدد من الجامعات والمتاحف، كما سيُرفع العلم المصري أمام برلمان أونتاريو في يوم 21 يوليو بحضور رئيس وزراء أونتاريو ووزارة الهجرة.
وعن دور المصريين فى الخارج وما يمكن أن يقدموه لوطنهم الأم مصر، أكد النائب المصرى شريف سبعاوى، عضو برلمان أونتاريو الكندى، فى ختام حواره أعلن أن المصريين فى الخارج يقدروا يساعدوا مصر ومش محتاجين حاجه من مصر وبيحبوا بلدهم ونفسهم تبقى كبيرة بس يلاقوا الطريق الصح عشان يساعدوا بلدهم”، مختتما :” المصريين فى الخارج سفراء تحت الطلب” .