حلّ المعارض الجزائري الذي ينحدر من منطقة القبائل فرحات مهنّي ضيفاً على البرلمان الكندي مؤخراً.يقول فرحات مهنّي ’’إن الدعوة أتت على مستوى دبلوماسي لزيارة أوتاوا والتقاء البرلمانيين الكنديين‘‘ وإنه أراد أن يكون ’’صوت الذين يُسجنون في سبيل الهوية القبائلية من قبل الجزائر التي تتصرف كدولة مستعمِرة في منطقة القبائل‘‘ وإنّ ’’سجناءنا كانوا يستحقون أن أقوم بهذه الزيارة كي تُسمع صرخات ضيقهم لأنه عند كل عميلة توقيف يتعرضون للتعذيب والانتهاكات‘‘ وهذه ’’معاملة غير إنسانية‘‘. ويضيف مهنّي أنه جاء إلى كندا ليقول إنّ هناك ’’عملية إبادة جماعية تقوم الجزائر بتنفيذيها في منطقة القبائل‘‘ وإنّ ’’شعبي يستحق الحياة بسلام وحرية‘‘.
صاحب المبادرة في دعوة زعيم ’’حركة الماك‘‘، وهو الاسم المختصر بالفرنسية لـ ’’حركة تقرير المصير في منطقة القبائل‘‘، هو نائب عن حزب الكتلة الكيبيكية (BQ) في مجلس العموم الكندي المسؤول عن اللغات الرسمية ماريو بوليو. يقول هذا الأخير إنه على تواصل وثيق مع الأعضاء في حركة الـ ’’ماك‘‘ (MAK) في مونتريال منذ أكثر من 12 عاما، في شكل خاص عندما كان رئيسا لـ’’جمعية القديس يوحنا المعمدان‘‘ (نافذة جديدة) (SSJB) التي تدافع عن سيادة مقاطعة كيبيك.
أنا أدعم حرية التعبير، أنا شخصياً استقلالي النزعة، أدافع عن سيادة كيبيك وبطبيعة الحال أدعم أشخاصا آخرين من شعوب أخرى يريدون استقلالهم ويدافعون عن حقهم في تقرير المصير.نقلا عن ماريو بوليو، نائب عن حزب الكتلة الكيبيكية في البرلمان الكندي
دُعيت في الماضي، يتابع المتحدث، للمشاركة في أنشطة عديدة لأبناء الجالية القبائلية في كيبيك، كنت شغوفا لمعرفة المزيد عنهم وعن قضيتهم. إن دفاع القبائليين عن وجودهم وكيانهم وكذلك هويتهم الثقافية ولغتهم الأمازيغية هو حق مشروع.
صوتُ ضِيقٍ مُدوٍلم يأت فرحات مهنّي إلى كندا منذ أربع سنوات بسبب جائحة كوفيد-19 التي أقفلت كل الحدود، وعلى جدوله عدد من المحاضرات واللقاءات مع أبناء الجالية الجزائرية المتحدرين من منطقة القبائل في مونتريال وأوتاوا، وفيهما تعيش غالبية أبناء هذه الجالية. علما أن هذا الزعيم القبائلي لا يحظى بالضرورة بتأييد كل أبناء منطقة القبائل في كندا.
وفي جدول زيارة مهنّي أيضا، حسبما نقل المسؤول الإعلامي مراد املال الذي يرافق زعيم الـ’’ماك‘‘ في هذه الزيارة قادما معه من باريس، زيارة إلى متحف الهولوكوست في مونتريال حيث يلتقي ممثلة أبناء الجالية السفاردية. كذلك يحتفل فرحات مهّني في الثالث والعشرين من يونيو الجاري بالعيد الوطني لكيبيك مع نواب الكتلة الكيبيكية كما يلقي محاضرة يوم 25 يونيو حول ’’مستقبل الأمة القبائلية‘‘.
يستحق سجناؤنا عناء المجيء إلى كندا لنقل ضيقهم ومعاناتهم وضروب التعذيب والهوان التي يتعرضون لها. هؤلاء زجوا في غياهب السجون من دون محاكمة[…] جئت لأقول للسلطات الكندية بأن هناك عملية إبادة جماعية تقوم بها الحكومة الجزائرية في منطقة القبائل. جئت لأقول إن شعبنا يستحق الحياة، والعيش بسلام وبحرية، هذه هي رسالتي التي أحملها اليوم إلى كندا.نقلا عن فرحات مهنّي، زعيم الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل
يعتبر المتحدث أن وجود أبناء منطقة القبائل في مقاطعة كيبيك يعزز في نفوسهم نجاح النظام الكونفدرالي الذي يعطي الصلاحيات لحكومات المقاطعات ’’ويسمح لمقاطعة كيبيك حتى من دون أن تكون مستقلة، في أن يكون لها كيانها وأن تدافع عن لغتها وحضورها‘‘، على حد تعبيره.
Début du widget Youtube. Passer le widget ?Fin du widget Youtube. Retourner au début du widget ?الغضب الروسي على كندا قائم بكل الأحواليقول المعارض القبائلي إنه ’’جاء، عن طريق الدبلوماسية، يطلب من كندا أن تفتح الأبواب لسماع شكواه، وهذه الأبواب بدأت تنفتح ونحن مسرورون بذلك، ونشكر كل الشخصيات السياسية التي استقبلتنا‘‘.
وعن تأجيج غيظ السلطات الجزائرية بهذه الزيارة، علما أن الجزائر وضعت ’’رئيس الحكومة المؤقتة لمنطقة القبائل في المنفى‘‘ على قائمة الإرهابيين وتناشد الدول تسليمه، يقول مهنّي ’’إن الجزائر لم تكن تنتظر زيارتي إلى كندا من أجل أخذ المواقف وردود الأفعال‘‘.
وقفت الجزائر أصلا في صف فلاديمير بوتين وروسيا، وإن كندا هي بكل الأحوال في هذا الوقت عدوة الجزائر.نقلا عن فرحات مهنّي، مؤسس حركة تقرير المصير في منطقة القبائل
يوضح المتحدث بأنه مهما كان موقف الجزائر من أوتاوا، فإن هذا لن يغير بشيء في موقف كندا تجاه الشعب القبائلي. ’’وإذا كانت روسيا تعتبرنا جزائريين فإن المجتمعات الحرّة وكندا من ضمنها، تعتبرنا قبائليين‘‘.
يردف مهنّي ’’إننا نجتاز مرحلة مهمة، العالم يغيّر قواعده، مع غزو روسيا لأوكرانيا ترتسم معادلة جيوسياسية جديدة، سيكون فيها بلا شك مكانة ودور لمنطقة القبائل‘‘.
نحن بكل صدق ممتنون لحزب الكتلة الكيبيكية، لأنه يظهر تعاضده مع شعب يناضل من أجل استقلاله الذاتي. ولكننا أوصلنا الرسالة بأننا نطلب دعم كافة الأحزاب السياسية في البرلمان الكندي من أجل تحقيق الاعتراف الدولي بحكومتنا المستقلّة وشعبنا. إننا نعلم جيدا أنه يعود إلى الدول قرار قبول عضوية بلد آخر في منظمة الأمم المتحدة، وليس من صلاحيات حكومات المقاطعات البت في هذا الأمر.نقلا عن فرحات مهنّي، مؤسس حركة تقرير المصير في منطقة القبائل
يقول فرحات مهنّي ’’إن أبناء منطقة القبائل في كندا شغوفون بمعرفة المزيد عن برنامج حكومتنا المؤقتة وعن الأوضاع في بلدهم الأم. إنهم يطرحون الأسئلة وأنا أجيب عليهم‘‘، علما أنني التقيت بشخص مع الوفد المرافق لمهنّي ذلك اليوم عرّف عن نفسه بأنه سفير الحكومة القبائلية المؤقتة في كندا. الصورة: Radio-Canada / Mourad Amellal’’الناشطون الذين زجوا في السجون لم يقوموا إلا بالقليل مما قام به فرحات مهنّي‘‘يوضح فرحات مهنّي أن مذكرة توقيف بحقه أصدرتها السلطات الجزائرية في العام 2009 ’’غداة زيارته لمقر الأمم المتحدة على هامش الاحتفال باليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم. ولم أطالب يومها غير الحق بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل‘‘.
ولكن ’’استفزاز‘‘ مهنّي للسلطات الجزائرية لم يقف عند هذا الحد، ’’وقد استفحلت وتيرة غضب السلطات الجزائرية عندما أعلنتُ، يضيف فرحات مهّني، الحكومةَ القبائلية المؤقتة في المنفى من فرنسا، وخصصتُ لها نشيدا وعلما وطنيين‘‘. وبعد فإن مهنّي في كندا اليوم من أجل تقديم مشروع دستور للحكومة القبائلية المؤقتة. ويقول إنه جاء يعرض بنود هذا الدستور على أبناء القبائل.
يتابع مهنّي بالقول: ’’الناشطون القبائليون لم يفعلوا إلا القليل مما فعلته أنا، من أجل المطالبة بالحق بتقرير المصير للشعب القبائلي. هؤلاء عذبوا، وزجوا في السجون ولا زالوا قابعين فيها، ونحن نعمل من أجل إطلاق سراحهم’’.
يشدد مهنّي على أن جلّ مهماته كرئيس لحكومة منطقة القبائل المؤقتة في المنفى، هي ’’أن يطمئن شعبه ويمنحه الأمل واللحمة الداخلية ويشعره بأنه ممثل بكل العزة والكرامة‘‘.
الخيبة تقود حتما إلى ارتكاب العنف، الذي نرفضه بكافة أشكاله، لذا فنحن نتحلى بالأمل[….] لقد اخترنا الطريق السلمية من أجل الحصول على الاستقلال وتقرير المصير ومن دوننا كانت سقطت منطقة القبائل في العنف.نقلا عن فرحات مهنّي، مؤسس حركة تقرير المصير في منطقة القبائل
يشير المتحدث إلى أن كل التوصيات التي تعطيها حكومته لأبناء القبائل تلبى وتنفذ، ’’والمثال على ذلك، يضيف مهنّي، هو أن هناك 4 انتخابات جرت منذ العام 2019 إلى اليوم في الجزائر، وقد دعونا أبناءنا إلى مقاطعتها، وقد تم ذلك بالفعل‘‘.
تظاهرة قام بها كنديون من أصل جزائري بالقرب من القنصلية الجزائرية في مدينة مونتريال في 21 أبريل 2019الصورة: Radio-Canada / Karim Ouadiaالحراك الشعبي في الجزائريقول فرحات مهنّي ’’إنه العدو الأول للناشطين الجزائريين، إنهم يقومون بكل شيء من أجل شيطنتي وشيطنة حركة الـ’ماك‘ والحكومة القبائلية المؤقتة وكافة مؤسساتها، لكن هذا لم يؤدِّ إلا إلى تسخيف أنفسهم أكثر فأكثر، مع كل تلك القصص العارية عن الصحة التي يخلقونها حولنا‘‘.
إننا كنا نعلم منذ البداية بأن الحراك سيفشل، قلت في بيان نشرته في السابق: سنجني بعد الحراك الدكتاتورية والفوضى، وها نحن اليوم نعيش الدكتاتورية والأرجح نعيش قليلا من الفوضى أيضا. اتهمونا بأننا حوّلنا مسار الحراك لمصلحتنا[…] بعد ذلك مات الحراك بينما نحن لا زلنا موجودين وكل الأشخاص الذين منيوا بالخيبة من الحراك التحقوا بشكل كبير بالماك.نقلا عن فرحات مهنّي، مؤسس حركة تقرير المصير في منطقة القبائل
برأي فرحات مهنّي ’’كان معروفا بأن الحراك سيفشل، لأنه لم يكن لديه زعيم ولا شرعة أو أهداف محددة، ارتكز فقط على المطالبة بتنحي الرئيس بوتفليقة‘‘.
يشير المتحدث إلى أنه في الأشهر الستة الأخيرة للحراك لم يكن في الشارع سوى أبناء القبائل. وكان يأمل مهنّي ’’في إسقاط النظام الجزائري، والنظام العسكري معاً، من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية، مما كان سيسمح في هذه الدولة الجديدة بإجراء استفتاء على تقرير المصير في منطقة القبائل‘‘، حسب رأيه.
ماريو بوليو: هناك سجناء جزائريون أيضا في السجون الجزائرية وليس سجناء قبائليين فحسب.في سياق متصل، يشير النائب الكندي ماريو بوليو إلى أنه ’’كلما كان المجتمع الدولي على علم بما يحصل من انتهاكات لحقوق الإنسان في أي منطقة في العالم كلما ساهم ذلك بسرعة التحرك لمواجهة ذلك وإيقافه. إننا نلفت إلى أن هناك سجناء جزائريين أيضا في السجون الجزائرية وليس سجناء قبائليين فحسب‘‘.
يقول النائب عن الكتلة الكيبيكية في البرلمان الكندي، المسؤول عن اللغتين الرسميتين في البلاد، ماريو بوليو: ’’أعتقد أن كل شخص عنده الحق في أن يعبّر عن رأيه بطريقة سلمية بعيدة عن العنف، وهذا ما يفعله الأعضاء في حركة الـ (ماك)‘‘. الصورة: Presse Canadienne/Graham Hughes’’إن أيّ تحرك يقتضي فهما واضحا لحقيقة ما يجري في منطقة القبائل‘‘يشير النائب الكندي إلى أنه كوّن كل المعلومات عن حركة الماك عبر اجتهاد شخصي منه، ’’وكان الشك سبيله إلى اليقين في كل الأخبار التي استقاها من عدة مصادر ليصل إلى قناعة بأن المنتمين إلى هذه الحركة في مدينة مونتريال هم مسالمون لا يؤمنون بالعنف و يناضلون من أجل أفكارهم، وهي أمور تمت ملاحظتها على مرّ السنين عند هؤلاء الناشطين من أبناء القبائل‘‘ على حدّ تعبير المتحدث.
نحن نؤيد حق الشعوب في تقرير المصير، وأعتقد أن لكل إنسان الحق في التعبير عن رأيه بحرية[…] في منطقة القبائل كما في الجزائر، نعتبر أن للناس الحق في التعبير عن آرائهم كما لهم الحق في تقرير المصير ولا ينبغي سجنهم بسبب آرائهم.نقلا عن ماريو بوليو، نائب عن حزب الكتلة الكيبيكية في البرلمان الكندي
ويؤكد المتحدث بأن ميثاق الأمم المتحدة يعطي للشعوب الحق في تقرير المصير، لضمان مستقبل لغتها وثقافتها ووضعها السياسي وتقاليدها الخاصة.
يلفت النائب الفيدرالي إلى أنها ليست الزيارة الأولى لمهنّي إلى البرلمان الكندي، وكان لبّى أيضا في الماضي دعوة من زعيم الكتلة الكيبيكية السابق جيل دوسيب.
إن زيارة المعارض الجزائري لأوتاوا هي لنقل ’’حالة القمع التي يعيشها أبناء القبائل، وكل ما يعيشه سجناء الرأي في السجون الجزائرية. ولعل فهمنا لما يحدث في منطقة القبائل يسمح لنا في إيجاد الحلول للمساعدة على تغيير ذلك الواقع. من المهم أن تدين الحكومة الكندية أي انتهاك لحقوق الإنسان سواء كان يحدث ذلك في منطقة القبائل الجزائرية أو في كاتالونيا في إسبانيا أو في أي منطقة أخرى حول العالم تعيش فيها الأقليات‘‘ على حدِّ تعبير الزعيم السابق لحزب الكتلة الكيبيكية ماريو بوليو.
ويؤكد هذا الأخير بأن منظمة العفو الدولية (نافذة جديدة)بدورها تتحدث عن تلك التجاوزات التي تمارسها السلطات الجزائرية بحق الناشطين الجزائريين وسجناء الرأي.
عن رأيه باتهام البعض لفرحات مهنّي والـ’’ماك‘‘ بالراديكالية، يقول النائب الكندي ’’أنا لست مواطنا قبائليا، من المؤكد أن هناك العديد من الحركات التي تخص قضية القبائل في الجزائر، ولكن كل ما أستطيع أن أقوله هو إن كل ما رأيته، وكل ما كنت شاهدا عليه عندما كنت على رأس ’’جمعية مار يوحنا المعمدان‘‘ هو سلمية هذه الحركة والأشخاص المنتسبين إليها، لم ألاحظ عندهم أي عنف. أعتقد أن كل شخص عنده الحق في أن يعبّر عن رأيه بطريقة سلمية بعيدة عن العنف، وهذا ما يفعله الأعضاء في حركة الـ (ماك)‘‘، على حدّ تعبير ماريو بوليو.
شارك عدد من الرسميين الكنديين من كيبيك على رأسهم النائب ماريو بوليو، ورئيسة ’’جمعية القديس يوحنا المعمدان‘‘ في كيبيك ماري-آن ألبين وعدد من المنظمات القبائلية في كندا وطلاب من جامعة كيبيك في مونتريال وحشد كبير من أبناء منطقة القبائل في مونتريال، في المحاضرة التي ألقاها فرحات مهنّي السبت المنصرم في إحدى قاعات جامعة UQAM.الصورة: Radio-Canada / Mourad Amellalأما بالنسبة إلى احتمال أن تشكل زيارة مهنّي للبرلمان الكندي أي رد فعل من قبل السلطات الجزائرية التي تتهمه بالإرهاب، فيقول بوليو ’’كمرحلة أولى، أعتقد أنه يجب التدقيق في كل ما تعتبره السلطات الجزائرية إرهابا وتضع أصحابه على القائمة السوداء. هناك تقارير قامت بها منظمات حقوقية، وأنا قرأتها كلها وليس فيها ما يشير إلى أن حركة الماك التي يقودها مهنّي حركة عنيفة أو إرهابية. الحكومة الكندية ستحقق وتدقق بدورها لتصل إلى النتيجة ذاتها بأن هؤلاء السجناء في الجزائر هم سجناء رأي بسبب مواقفهم السياسية وليس أفعالهم‘‘.
تفيد تقارير لمنظمة العفو الدولية بأنه تم في الجزائر مؤخرا تعديل القوانين التي تحدد ما هو الإرهاب، اتهم على إثرها أشخاص بالإرهاب وزجوا في السجن فقط لأنهم عبروا عن رغبتهم في الاستقلال ليس إلا، ولكن نعلم أن التعبير عن الرأي لا يمكن اعتباره إرهابا.نقلا عن Mario Beaulieu، نائب حزب الكتلة الكيبيكية في البرلمان الفيدرالي الكندي
’’الذباب الإلكتروني ناشط في الجزائر‘‘يعتبر فرحات مهنّي أنّ في الجزائر اليوم ترهيباً سياسياً وعسكرياً وبوليسياً بحق كافة الصحافيين. ’’لا يوجد صحافي معارض يجرؤ على التعبير بكامل الحرية، إن هذا الصحافي يكتب باسم مستعار، حتى لو كان يعيش في الخارج‘‘.
’’في الجزائر ليس هناك صحيفة واحدة لا تمر مقالاتها على الرقابة. لعل مستقبل الصحافة وحرية التعبير هو مظلم إلى حد اليوم ولكننا نسعى للتخلص من هذه الدكتاتورية حيث يمكن للجميع التعبير بكل الحرية‘‘.
الأسوأ من ذلك، يقول زعيم حركة الـ’’ماك‘‘ أنّ ’’الجزائر استعانت بجيش من الذباب الإلكتروني لاستخدامه كسلاح سيبراني. وتدسّ اللجان الإلكترونية المأجورة الأخبار المغلوطة على الصفحات الإلكترونية والمواقع والشبكات الاجتماعية الخاصة بي وبحركة الـ’ماك‘، وتعمل على نشر أخبار مفبركة وإشاعات. وما أن نقوم بتصحيح المعلومات الملفقة، كما حصل مؤخرا على صفحة ويكيبيديا مثلا، حتى نجد سطواً جديدا من قبل الذباب الإلكتروني‘‘.
’’إن هذه الحسابات الآلية والمبرمجة تستخدمها السلطات الجزائرية ضد الديمقراطيين وضد المجتمع القبائلي وضد الغرب وعالم الحرية بشكل عام‘‘، على حد تعبير فرحات مهنّي.
يقول فرحات مهنّي: ’’ إن الجزائر التي تساند بوتين لم تكن تنتظر زيارتي لكندا لتعلن عداوتها لأوتاوا ‘‘.الصورة: Radio-Canada / Mourad Amellal’’أشتاق إلى اشتمام رائحة العشب في مسقط رأسي في تيزي أوزو‘‘عن درجة اشتياقه إلى مسقط رأسه يقول فرحات مهنّي ’’إن منطقة القبائل جزء لا يتجزأ منه، لا يمكنه أن ينفصل عنها. إن اشتمام عشبها و استنشاق هوائها هو بمثابة البعث والقيامة بالنسبة له‘‘.
قبل أن ينخرط في المعترك السياسي، كان فرحات مهنّي يكتب ويلحن الأغنيات باللغة الأمازيغية فقط، وقد نشر مؤخرا أغنية بلغة القبائل في الجزائر بعنوان ’’رسل السلام‘‘ أهداها إلى السجناء القبائليين وإلى كل النشطاء في العالم الذين يتابعون في النضال من أجل الحرية والسلام، كما يقول.
لسوء الحظ منذ عام 2009، أُقصيت عن تنفس هواء منطقة القبائل، ولكن المنفى لم يعد منفى بمعناه القديم بفضل التكنولوجيا الحديثة، أشعر أنني في منزلي في تيزي أوزو، رافقت والدتي على فراش الموت في مسقط رأسي من منفاي في فرنسا[…] إنه ثمن النضال من أجل الحرية الذي أدفعه، تهون التضحيات في سبيل تحقيق السيادة والاستقلال لمنطقة القبائل.نقلا عن فرحات مهنّي، مؤسس حركة تقرير المصير في منطقة القبائل
(أعدّت التقرير كوليت ضرغام منصف)