يمكن أن يشكل تقطيع البطيخ والشمام والبابايا خطرا على الصحة، وهو ما أكدته اللجنة العلمية للوكالة الإسبانية لسلامة الأغذية والتغذية.
وتقول الكاتبة مارتا شافارياس، في تقرير نشرته صحيفة “الدياريو” (eldiario) الإسبانية، إن تناول الفاكهة الطازجة والحلوة الآن مع ارتفاع درجات الحرارة أصبح مرغوبا فيه بشكل أكثر، بخاصة إذا كانت الفاكهة مقطعة ومقشرة، وجاهزة للأكل، من دون حاجة إلى تقشيرها ولا حتى غسلها.
وأوردت الكاتبة أن وجود الفاكهة المقطعة الذي أصبح “موضة” في السنوات الأخيرة لم يملأ فقط أرفف المحالّ التجارية بالألوان ويسهّل من استهلاك هذا النوع من الطعام، بل أصبح أيضا تحديا كبيرا لسلامة الأغذية نظرا لاحتياجات المناولة والتخزين الخاصة.
أين تكمن مشكلة تقطيع الفاكهة؟
الكائنات الحية
تُزرع الثمار في ظروف خاصة جدًّا تعرضها لمخاطر لا تتعرض لها الأطعمة الأخرى. فأثناء الزراعة تتلامس مع التربة، وهو جانب يزيد من خطر ظهور الكائنات الحية الدقيقة على سطحها، ومن ثم إذا لم تُعالج وتُغسل جيدا؛ كما في تقطيع الفاكهة مثل البطيخ، فيمكن أن يدخل جزء من هذه الكائنات الدقيقة إلى الجزء الصالح للأكل.
ويمكن أن تكون هذه الأطعمة وسيلة لنقل الجراثيم المسببة للأمراض والطفيليات، فمخاطر ظهور الأمراض تزيد إذا لم تُحترم الظروف المناسبة أثناء الزراعة والحصاد والتخزين والبيع. فعلى سبيل المثال، ينبغي الاهتمام بالعفن اهتماما خاصا، وذلك بالحفاظ على درجة الحرارة المناسبة عند حفظ الأطعمة.
زيادة خطر الأكسدة
يؤدي تقطيع الفاكهة أو تقشيرها إلى تعريض باطنها للضوء والهواء وذلك يسبب الأكسدة ويؤثر على الملمس واللون والنكهة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تبدأ بفقدان العناصر الغذائية إذا مرّ وقت طويل بين تقطيعها واستهلاكها، إذ تعدّ الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، مثل فيتامين “سي” (C) و”بي” (B)، حساسة بشكل خاص للأكسدة.
وهذا لا يعني أن الفاكهة المقطعة ليست مغذية، ولكن يمكننا الحصول على المحتوى الضروري من الماء والألياف والفيتامينات إذا لم يمض وقت طويل على الشراء.
مدة الصلاحية
عند تقطيع الفاكهة إلى شرائح، تتفكك السكريات وتطلق ثاني أكسيد الكربون، وذلك يتسبب في تلف أسرع، ويسبب بعض التغييرات في المذاق والقوام.
تقطيع البطيخ والشمام والبابايا إلى النصف
وتشير الكاتبة إلى أنه من أجل تقديم إجابات وحلول لبعض هذه التحديات؛ وافقت اللجنة العلمية للوكالة الإسبانية لسلامة الأغذية والتغذية على تقرير قبل أسابيع قليلة سلط الضوء على ظروف تخزين الفاكهة المقطعة إلى نصفين مثل البطيخ والشمام والبابايا، وتوصلت الاستنتاجات إلى أن:
تقطيع البطيخ والشمام والبابايا إلى النصف قد يؤدي إلى مخاطر صحية، إذا لم تُخزّن في درجة حرارة ملائمة.
درجة حرارة التخزين هي مفتاح الخطر والوقاية.
يُنصح بالتخلص من تلك الثمار التي بلغت درجة مفرطة من النضج أو التي بها تشققات على السطح؛ إذ يمكن أن تكون مصدرا للتلوث.
وتتناول الكاتبة أيضًا شروط تخزين الفاكهة المقطعة إلى النصف في متاجر البيع بالتجزئة، إذ يمكن حفظ ثمار البطيخ والبابايا المقطعة إلى نصفين عند 25 درجة مئوية لمدة تقل عن 3 ساعات في مكان جيد التهوية محمي من أشعة الشمس.
وبعد هذا الوقت يجب تخزينها في المبرد عند درجات حرارة أقل من 5 درجات مئوية. فحسب الخبراء، فإن تخزين الفاكهة المقطعة في درجة حرارة الغرفة مدة قصيرة من الوقت لا يبدو أن له تأثيرا كبيرا على تطور مسببات الأمراض، إذا حظيت قطع الفاكهة بالتبريد بعد ذلك واستهلكت في مدة زمنية قصيرة.
أما في المنزل فيستحسن وضع الفاكهة في الثلاجة في أسرع وقت ممكن والاحتفاظ بها في درجة حرارة مناسبة إلى حين استهلاكها.
وختاما، إذا كان المتجر الذي تشتري منه الفاكهة المقطعة يتبع إجراءات السلامة من حيث النظافة ودرجة حرارة التخزين فعندئذ يمكنك الشراء منه، وإلا فالأفضل أن تشتري الفاكهة ثم تغسلها وتقطعها في المنزل.