– لطالما أكد Cary Wu، المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة حديثا، إن الثقة ترتبط ارتباطا وثيقا بكمية الأموال التي يجنيها الشخص، إذ قال Wu عالم الاجتماع بجامعة يورك الذي نشر للتو دراسته في مجلة أبحاث العلوم الاجتماعية: “الدخل هو مؤشر جيد”.
وأضاف: “قد أصبح معظم الكنديين أكثر ثقة، لكن (بعض) الكنديين أصبحوا أقل ثقة بكثير”.
وبينما توثق الأبحاث السابقة العديد من المواقف الكندية خلال الوباء، إلا أن Wu واثنين من المؤلفين المشاركين أرادوا النظر في كيفية تغير الأحداث بمرور الوقت.
وتوجد ثلاث نظريات حول ما يحدث للثقة الاجتماعية خلال أوقات التوتر الاجتماعي، حيث يرى بعض الباحثين أن مستويات الثقة الاجتماعية تُحدد في وقت مبكر من الحياة وأن الأحداث اللاحقة لا تغير ذلك إلا قليلا.
بدأ المؤلفون الثلاثة بمسح قياسي أجراه أنجوس ريد على حوالي 2500 كندي في سبتمبر 2019، قبل تفشي الوباء مباشرة، وطرح هذا الاستطلاع سلسلة من الأسئلة الروتينية مثل: ” هل تعتقد أن معظم الناس يمكن الوثوق بهم؟ ”
وأخذ Wu هذه البيانات الأصلية وعاد إلى نفس المستجيبين على مدى سبع مرات حتى فبراير 2021.
وقال Wu إن الكنديين هم من بين أكثر الناس الذين يثقون في العالم، حيث سجلوا مستويات ثقة أعلى مرتين من الأمريكيين على سبيل المثال، وقال إنه على الرغم من كورونا، إلا أنهم ما زالوا كذلك.
وبالنسبة لنحو ثلثي المجيبين، تحسنت الثقة العامة في المجتمع ومؤسساته تحسنا طفيفا خلال ذلك الوقت، حيث يثق نحو 58 في المئة بعد الوباء بمعدل أكثر من ذي قبل.
وقال Wu: “كنت قلقا بشأن الثقة الاجتماعية، وأنه قد يكون هناك انخفاض كبير، لكن البحث يظهر أن الأمر ليس كذلك”.
وسجل نحو 19 في المئة منهم تغيرا طفيفا فيما يخص الثقة، وما يقرب من الربع شعروا بنفس الشيء تجاه جيرانهم كما كانوا يفعلون قبل كورونا.
لكن ما يقرب من 18 في المئة من المستجيبين سجلوا انخفاضا حادا، وعندما قام Wu بفهرسة تلك البيانات مع معلومات عن الدخل والأمن الاقتصادي، كان النمط واضحا، حيث أن الكنديين ذوي الدخل المنخفض والوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، فقدوا الكثير من ثقتهم بسبب الوباء.
في هذا السياق، تشير مجموعة كبيرة من الأبحاث السابقة إلى أن الأشخاص الذين يشعرون بأنهم يسيطرون على حياتهم ويمكنهم تغيير مصيرهم يميلون إلى الحصول على مستويات أعلى من الثقة، كما أنهم يميلون إلى أن يكونوا أفضل حالا من الناحية الاقتصادية.
في الختام، يعتقد Wu أن الأمر يتعلق حقا بما إذا كان هؤلاء الأشخاص لديهم الموارد اللازمة لتحمل المخاطرة، مؤكدا أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي هو أقوى مؤشر منفرد للثقة، حتى قبل الوباء.