مرض الثعلبة الذي يؤدي إلى تساقط الشعر يترك أثرا سلبيا على نفسية المصابين به بسبب البقع التي يخلّفها في الشعر، لكنّ هناك أملا لإنهاء معاناة المصابين بهذا المرض بعد الإعلان عن دواء جديد أثبت فعاليته ضد داء الثعلبة.
في الولايات المتحدة الأميركية يعاني 300 ألف شخص سنويا من داء تساقط الشعر المعروف باسم الثعلبة، وفي ألمانيا يعاني مليون ونصف مليون شخص من أشكال مختلفة من داء الثعلبة وحتى المشاهير على غرار زوجة الممثل الأميركي ويل سميث لم تسلم من هذا المرض، وفقا لتقرير في دويتشه فيله.
ولكل هؤلاء الأشخاص هناك خبر سعيد يتمثل في موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء جديد وفعال ضد الثعلبة يحمل اسم “أوليمانت” (Olumiant) من شركة الدواء الأميركية “إيلي ليلي” (Eli Lilly).
ويتعلق الأمر بدواء موجود في السوق لكن لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.
استعادة 80% من الشعر
وخضع الدواء الجديد لدراسةدامت 6 أشهر وشملت أشخاصا فقدوا على الأقل 50% من شعرهم بسبب مرض الثعلبة.
وأظهر الدواء فعالية كبيرة فقد استعاد الأشخاص الذين خضعوا للاختبار 80% من شعرهم خلال 6 أشهر من تناول الدواء، حسب ما جاء في موقع “فيت بوك” الألماني.
وفي كلتا الدراستين قسم العلماء 1200 شخص بشكل عشوائي إلى مجموعتين: المجموعة الأولى حصلت على دواء تساقط الشعر والمجموعة الثانية حصلت على دواء وهمي.
وانطلاقا من هذه الدراسة فإن ثلث المرضى تقريبا الذين أخذوا دواء “أوليمانت” تعافوا من تساقط الشعر.
أمر مدهش
عن هذا الدواء يقول بريت كينغ البروفيسور في كلية الطب بجامعة “ييل” والمشرف على هذه الدراسة “إنه لأمر مدهش أن نتوفر على دواء يمكن أن يساعد الناس على استعادة ثقتهم بأنفسهم والعودة إلى طبيعة حياتهم واكتشاف ذواتهم من جديد وإظهارها للآخرين”، حسب ما جاء في موقع “فيت بوك” الألماني المتخصص في أخبار الصحة.
ما الثعلبة؟
وفقا لتصريحات سابقة لطبيب الأمراض الجلدية الألماني كريستوف ليببيش -لوكالة الأنباء الألمانية- فإن الثعلبة تندرج ضمن أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة الجسم مسبّبا تساقط الشعر.
وأضاف ليببيش أنه ليس هناك دليل علمي على أن التوتر النفسي أو العامل الوراثي يلعبان دورا في الإصابة بالثعلبة، مشيرا إلى أنها قد تصيب أي شخص بغض النظر عن العمر أو الجنس.
وأردف أن الثعلبة تظهر في البداية على شكل بقعة صلعاء بحجم العملة المعدنية على الرأس، كما قد تظهر هذه البقعة في مواضع أخرى من الجسم مثل الذقن. وبالإضافة إلى ذلك، قد يمتد تساقط الشعر ليشمل الجسم كله، وهو ما يعني تساقط الحاجبين والرموش أيضا.
وقال طبيب الأمراض الجلدية البروفيسور هانز فولف إن أقراص الزنك من علاجات الثعلبة، فتعطى للمريض مدة تراوح بين 3 و6 أشهر، غير أنه لا توجد أدلة علمية على فعالية هذا العلاج.
السقوط المفاجئ للشعر
وفي حال السقوط المفاجئ للشعر، يمكن اللجوء إلى العلاج بالكورتيزون الذي قد يترتب عليه بعض الآثار الجانبية مثل زيادة الوزن، فضلا عن أنه غالبا لا يؤدي إلى نمو الشعر بشكل مستديم.
وبالإضافة إلى ذلك، يلجأ بعض الأطباء إلى العلاج المثبط للمناعة، كما يحدث عند علاج الصدفية أو الروماتيزم، حيث يتم تثبيط جهاز المناعة بالأدوية للحيلولة دون تساقط الشعر؛ إلا أن هذا العلاج يجعل المرضى أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى.
ولا تشكل الثعلبة خطرا على الحياة ولا تتسبّب في الشعور بألم أو حكة، ولكنها تمثل عبئا نفسيا كبيرا على المريض لا سيما لدى النساء اللاتي ينتابهنّ الرعب من تساقط الشعر الذي يعدّ رمزا للأنوثة والجمال، لذا فإن من المفيد استشارة طبيب نفسي إلى جانب العلاج الدوائي.