في ظلّ ارتفاعٍ قوي في معدلات التضخم وارتفاعٍ في أسعار الفائدة، قامت وزيرة المالية الفدرالية كريستيا فريلاند بتفصيل الالتزامات المالية لحكومة جوستان ترودو لـ’’المساعدة في جعل تكلفة المعيشة أكثر يسراً لملايين الكنديين‘‘، وهي إجراءات تمّ الإعلان عنها جميعاً في وقت سابق.وجاء ذلك في عرضٍ حول وضع الاقتصاد الكندي قدّمته فريلاند، التي تشغل أيضاً منصب نائبة رئيس الحكومة الفدرالية، بعد ظهر اليوم في منتدى ’’امباير كلوب أوف كندا‘‘ (Empire Club of Canada) في تورونتو، كبرى مدن كندا وعاصمتها الاقتصادية والمالية.
وفي خطابها، الأول لها منذ تقديمها الميزانية العامة في 7 نيسان (أبريل)، وصفت فريلاند الارتفاع الشديد مؤخراً في تضخم الأسعار بأنه ’’ظاهرة عالمية لا تستطيع كندا تجنبها‘‘ تغذيها التأثيرات المستمرة لجائحة ’’كوفيد – 19‘‘ وعمليات الحجر الصحي في الصين والغزو العسكري الروسي لأوكرانيا.
ورداً على كلّ ذلك قدّمت وزيرة المالية في حكومة جوستان ترودو الليبرالية ’’خطة الحكومة الفدرالية لجعل الحياة أكثر يسراً‘‘ التي تتضمن سلسلة من الإجراءات تبلغ قيمتها الإجمالية 8,9 مليارات دولار وتشكل دعماً جديداً للكنديين في عام 2022.
أطفال في دار حضانة في مقاطعة أونتاريو.الصورة: iStockوتقع كلّ هذه الإجراءات في آخر ميزانيتيْن فيراليتين وتدخل الآن حيّز التنفيذ، ومن ضمنها زيادة الإعانة الكندية للعمال بمقدار 1,7 مليار دولار هذه السنة، وزيادة معاش ضمان الشيخوخة بنسبة 10%، وتقديم دفعة لمرة واحدة قدرها 500 دولار لمن يجدون صعوبة في العثور على سكن ميسور التكلفة.
ومن بين الإجراءات أيضاً خفضُ تكلفة خدمات رعاية الأطفال بمعدل 50% بحلول نهاية السنة وجعلها بتكلفة معدلها 10 دولارات في اليوم بحلول السنة المالية 2025 – 2026.
كما تتضمن الإجراءات توفير رعاية طب أسنان مجانية للأسر التي يقل دخلها السنوي عن 90 ألف دولار بحلول عام 2025، وللأطفال دون سن الثانية عشرة في هذه الأسر ابتداءً من السنة الحالية.
ومن ضمن الإجراءات أيضاً زيادةُ ملحق الدخل المضمون (SRG – GIS) ومعاشِ نظام التقاعد الكندي (RPC – CPP) والإعانةِ الكندية للأطفال (ACE – CCB) وائتمانِ ضريبة السلع والخدمات.
زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاغميت سينغ، يعطي مقابلة صحفية لإذاعة .الصورة: Radio-Canada / Marie-Eve Cloutierويحثّ حزب المحافظين، الذي يشكل المعارضة الرسمية، والحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، الحكومةَ منذ عدة أسابيع على اتخاذ إجراءات بشأن التضخم.
وخلال فترة الأسئلة في مجلس العموم يوم أمس حذّر زعيم الديمقراطي الجديد، جاغميت سينغ، من أنّ الإعلان المتكرر عن البرامج التي تمّ الإعلان عنها في الميزانية الأخيرة لن يكون كافياً لدعم المواطنين.
واحدٌ من كلّ أربعة كنديين سيفقد منزله إذا استمرت أسعار الفائدة في الارتفاع بالوتيرة الحالية. واحدٌ من كلّ أربعة كنديين يعاني من الجوع لأنه لا يستطيع تسديد ثمن البقالةنقلا عن جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد
’’كان من المفترض أن تلقي وزيرة المالية خطاباً تشرح فيه كيف تنوي الحكومة مساعدة الكنديين، لكنها بدلاً من ذلك ستعلن عن إجراءات معروفة، ولن يساعد أيٌّ منها الناس على المدى القصير‘‘، قال سينغ أمس.
(نقلاً عن موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)