ما المحليات الصناعية؟ وما أبرز أنواعها؟ وما فوائدها؟ وما محاذير استعمالها؟
المحليات الصناعية
المحليات الصناعية هي مواد تستخدم بدلا من السكر لتحلية الأطعمة والمشروبات وغيرها من المنتجات، مثل منتجات العناية بالفم وبعض الأدوية، وذلك وفقا لموقع “كليفلاند كلينيك” (clevelandclinic).
تحتوي المحليات الصناعية (وتسمى أيضا بدائل السكر) على القليل من السعرات الحرارية أو المغذيات أو لا تحتوي على أي منها. وقد تكون مستخرجة من النباتات أو الأعشاب، أو حتى السكر نفسه.
وللمحليات الصناعية كثافة حلاوة أكبر مقارنة بالسكر، لذلك هناك حاجة لكميات أقل لتذوق الأطعمة والمشروبات. ولا يتم استقلاب بعض المحليات الصناعية، مما يعني أنها تمر عبر الجهاز الهضمي بشكل أساسي دون تغيير.
بعض المحليات الصناعية
“الأسبارتام” (Aspartame)
الأسبارتام أكثر حلاوة بحوالي 200 مرة من سكر المائدة، ويوجد في مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك الحبوب واللبن والحلويات المجمدة والجيلاتين والحلوى والعلكة الخالية من السكر والعصائر والمشروبات الغازية الدايت والعديد من المنتجات الأخرى. كما أنه يستخدم في العقاقير مثل مكملات الفيتامينات والملينات، وغالبا ما توجد في علبة زرقاء.
ويجب تجنب هذا المحلى من قبل الأشخاص الذين يعانون من “بيلة الفينيل كيتون” (Phenylketonuria PKU)، وهو اضطراب وراثي نادر.
“أسيسولفام البوتاسيوم” (Acesulfame potassium)
يستخدم أسيسولفام البوتاسيوم بشكل عام في تركيبة مع المحليات غير الغذائية الأخرى ويوجد بشكل متكرر في المشروبات الغازية الخالية من السكر.
صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية في 1988 كمُحلٍ لبعض الأغذية، وسُمح به عام 2002 كمحلٍ للأغراض العامة باستثناء اللحوم والدواجن.
ويتحمل أسيسولفام البوتاسيوم درجة الحرارة المرتفعة ولذلك يصلح للطبخ والخبز.
ولا يسبب تسوس الأسنان ولا يحتوي على سعرات حرارية والحد اليومي المسموح به من أسيسولفام البوتاسيوم هو 15 ملليغراما لكل كيلوغرام من وزن الشخص، أي 1125 ملليغراما لشخص وزنه 75 كيلوغراما.
“نيوتام” (Neotame)
يستخدم نيوتام أيضا في الأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات الحرارية، ولكن بدرجة أقل من المحليات الأخرى. فهو أكثر حلاوة بحوالي 7 آلاف إلى 13 ألف مرة من السكر.
صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2002 كمحل للأغراض العامة باستثناء اللحوم والدواجن، وهو لا يحتوي على سعرات حرارية ولا يسبب تسوس الأسنان.
الحد اليومي المسموح به من الـ”نيوتام” يبلغ 200 ملليغرام لكل كيلوغرام من وزن الشخص.
“السكرين” (Saccharin)
“السكرين” هو أقدم محلٍ صناعي في السوق. تم اكتشافه في أواخر القرن الـ19. والسكرين أحلى 200 إلى 700 مرة من سكر المائدة.
“السكرالوز” (Sucralose)
السكرالوز أحلى بـ600 مرة من السكر، وهو متعدد الاستخدامات يمكن استعماله بديلا للسكر في الطهي والخبز، أو استخدامه مع السكر في الوصفات.
صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية 1999 كمُحلٍ للأغراض العامة، ويوجد في العديد من الأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات الحرارية، مثل المخبوزات والحلويات الأخرى والفواكه المعلبة ومنتجات الألبان والعصائر. يمكن أيضا استخدام السكرالوز محليا على الطاولة.
ولا يحتوي السكرالوز على سعرات حرارية ولا يسبب تسوس الأسنان. والحد اليومي المسموح به منه هو 5 ملليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الشخص.
ومن الضروري قراءة المعلومات الموجودة على عبوة المنتج كالطعام أو الشراب أو المحلي، أو استشارة الطبيب أو الصيدلاني لمعرفة مقدار ما فيه من السكرالوز، وهذا ينطبق على جميع المحليات.
“ستيفيا” (Stevia)
يتم استخراج ستيفيا من أوراق نبات ستيفيا في أميركا الجنوبية، وهو أحلى 200 إلى 300 من السكر.
ويستخدم الستيفيا في مجموعة واسعة من الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك الشاي والعصائر، وكذلك يستخدم محليا على الطاولة. وغالبا ما يتم مزجه مع محل آخر غير مغذي لتقليل المرارة.
“كحول السكر” (بوليولات) (Sugar alcohols Polyols)
كحول السكر عبارة عن كربوهيدرات تعد من المحليات المغذية لاحتوائها على بعض السعرات الحرارية وتوفر الطاقة عند تناولها. ومع ذلك، في المتوسط لديها فقط حوالي 50% من السعرات الحرارية لكل غرام مقارنة بالسكر. وبينما يحتوي السكر على 4 سعرات حرارية لكل غرام، فإن كحول السكر يوفر في المتوسط حوالي اثنين من السعرات الحرارية لكل غرام. (يختلف محتوى السعرات الحرارية باختلاف كحول السكر المحدد). وعلى الرغم من أن كحول السكر يمتلك تركيبة كيميائية مشابهة لتلك الموجودة في الكحول والسكر، إلا أنها لا تؤثر على الجسم مثل الكحول.
يمكن استخلاص كحول السكر من الفواكه والخضروات؛ ومع ذلك، يتم تصنيع معظمها. غالبا ما يتم استخدامها في المنتجات المصنفة على أنها “خالية من السكر” أو “قليلة السكر”.
تتضمن أمثلة البوليولات
“الإريثريتول” (erythritol)
“الإيزومالت” (isomalt)
“اللاكتيتول” (lactitol)
“المالتيتول” (maltitol)
“المانيتول” (mannitol)
“السوربيتول” (sorbitol)
“الزايليتول” (xylitol)
“محللات النشا المهدرجة” (hydrogenated starch hydrolysates HSH).
يتحمل الجسم جرعات معتدلة تصل إلى 10 إلى 15 غرام في اليوم بشكل عام، وعند تناول جرعات أعلى، قد يؤدي تناول بعض الكحوليات السكرية، وخاصة السوربيتول والمانيتول، إلى الغازات وآلام المعدة والإسهال.
فوائد المحليات الصناعية
التحكم في الوزن
قد تكون المحليات الصناعية مفيدة للأشخاص الذين يحاولون إنقاص الوزن أو الحفاظ على وزنهم الحالي.
السيطرة على مرض السكري
قد يختار الأشخاص المصابون بداء السكري تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على محليات صناعية مقابل تلك التي تحتوي على سكريات مضافة لأن هذه المحليات ستؤثر على سكر الدم بدرجة أقل بكثير.
الوقاية من تسوس الأسنان
لا تزيد المحليات الصناعية من فرص حدوث تسوس الأسنان. هذا هو سبب استخدامها في منتجات نظافة الفم، مثل غسول الفم ومعجون الأسنان. وقد أظهرت الدراسات أن الزايليتول قد يساعد في منع تسوس الأسنان.
مخاطر المحليات الصناعية
التأثير على التغذية
المشروبات التي تحتوي على مواد تحلية غير مغذية قد تحل محل المشروبات المغذية مثل الحليب قليل الدسم.
الطهي عند درجات عالية
مع استثناءات قليلة، تخضع المحليات الصناعية لتغييرات كيميائية عند تعرضها لدرجات حرارة عالية، مثل تلك المطلوبة للطهي والخبز. ويجب على المستهلكين قراءة ملصق المنتج لمعرفة كيفية استخدام المحليات الصناعية. حتى إذا تمت الموافقة على المحلي للطبخ والخبز، فقد تحتاج الوصفة إلى التعديل لتحقيق النتائج المرجوة.
ما مدى سلامة المحليات الصناعية؟
تعد المحليات الصناعية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية آمنة بالكميات التي يأكلها الناس أو يشربونها عادة.
حددت إدارة الغذاء والدواء الأميركية مستوى استهلاك يومي مقبول لكل محلٍّ غير مغذٍ معتمد للاستخدام العام في الولايات المتحدة (بما في ذلك النساء الحوامل والمرضعات).
والاستهلاك اليومي المقبول هو الحد الأقصى من كمية التحلية التي يمكن استهلاكها كل يوم على مدى العمر دون التسبب في مخاطر صحية. يكاد يكون من المستحيل بالنسبة للمستهلك العادي أن يتجاوز مستوى الاستهلاك اليومي بناء على مستويات الاستهلاك العادية للأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات الحرارية.
وهناك استثناء فيما يتعلق باستخدام الأسبارتام، إذ يجب على الأشخاص المصابين باضطراب “بيلة الفينيل كيتون” تجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي عليه.
ويفتقر جسم المصاب باضطراب “بيلة الفينيل كيتون” إلى الإنزيم الذي يكسر حمض أميني يسمى “فينيل ألانين”. وما لم يتجنب الشخص بعض الأطعمة التي تحتوي على “فينيل ألانين”، يمكن أن يتراكم في الجسم ويسبب تلفا للدماغ والجهاز العصبي المركزي.
ونظرا لأن الأسبارتام يتغير إلى “فينيل ألانين” وحمض الأسبارتيك عندما يدخل الجهاز الهضمي، يجب على المصاب تفاديه.
مشاكل مرتبطة بالمحليات الصناعية
وعلى الرغم من اعتبارها آمنة من قبل إدارة الغذاء والدواء، والأدلة التي تدعم على الأقل فائدة قصيرة الأجل لإدارة الوزن، إلا أن هناك عيوبا مرتبطة بالمحليات الصناعية.
والمحليات الصناعية بشكل عام، لا تقدم أي ميزة غذائية. والتوصيات الغذائية لاستهلاكها غير متسقة عبر المنظمات الصحية المختلفة وغالبا ما تكون غير حاسمة. وقد يكون من الحكمة اتباع نهج حذر حتى يكون هناك المزيد من البحث في هذا المجال.
وتقترح جمعية القلب الأميركية “بالنسبة لأولئك الذين يستهلكون المشروبات المحلاة بالسكر بانتظام، فإن المشروبات المحلاة منخفضة السعرات الحرارية أو بالمحليات الصناعية قد تكون بمثابة إستراتيجية بديلة قصيرة المدى، ولكن بشكل عام، يتم تشجيع الأشخاص على تقليل كل من المشروبات المحلاة غير المغذية واستخدام بدائل أخرى، مع التركيز على تناول الماء”.
السكرين وسيكلامات الصوديوم
يعد السكرين من أقدم المحليات الصناعية وأشهرها، فقد اكتشف في القرن الـ19، ومنذ ذلك الوقت استخدم بديلا للسكر في كثير من المنتجات.
واكتشف السكرين عام 1879، وهو يدخل في تكوين العديد من المأكولات والمشروبات، كما أنه متوفر كمحلٍ منفصل للمشروبات كالشاي والقهوة، ويستخدم بديلا من السكر بسبب عدم احتوائه على سعرات حرارية، مما يجعله ملائما لمرضى السكري.
ولا يذكر السكرين إلا ويذكر معه صديقه “سيكلامات الصوديوم” (Sodium cyclamate)، وهو مُحلٍّ صناعي آخر كان يستخدم مع السكرين في التحلية كمنتوج واحد، وفي عام 1970 اتهما بالتسبب بالسرطان، ولكن الأيام والأدلة برأت الأول، فيما لا يزال هناك نقاش بشأن الثاني.
وللسكرين طعم معدني أو طعم مر يشعر به شاربه بعد تناوله، ولذلك فقد كان يمزج مع سيكلامات الصوديوم -والذي هو محلٍ صناعي آخر- للحصول على طعم أفضل.
والسكرين أحلى من السكر الأبيض، وهو لا يحتوي على سعرات حرارية ولا يسبب تسوس الأسنان، ويدخل في الكثير من أطعمة ومشروبات الحمية، ولكنه لا يستخدم مع المنتوجات المطبوخة أو المخبوزة.
أما الـ”سيكلامات” فهو أحلى من السكر بقرابة 30 ضعفا، وكان يمزج مع السكرين ويباعان كمنتج واحد يستخدم للتحلية، وذلك للحصول على منتج طعمه أحسن.
وفي عام 1970 أظهرت دراسة أجريت على الفئران أن السكرين والسيكلامات يرتبطان بإصابتها بسرطان المثانة، وقد نتج عن هذه المعطيات في الولايات المتحدة اتخاذ قرارين:
الأول: منع السيكلامات كمحلٍ صناعي على الإطلاق ومنع إضافته إلى الأغذية أو الأطعمة أو المشروبات، وذلك بقرار من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
الثاني: استمرار السماح بالسكرين لكن مع وضع عبارة تحذيرية على منتجاته مثل عبارة التحذير الموجودة على علب السجائر، وتنص على “استخدام هذا المنتج قد يكون خطرا على صحتك، هذا المنتج يحتوي على السكرين والذي تم تحديده مسببا للسرطان في حيوانات المختبر”.
وفيما بعد تم إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث بشأن تأثير المادتين، وكانت الخلاصة:
– بالنسبة للسكرين، أظهرت الأبحاث أنه لا يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وأنه آمن للاستهلاك البشري. أما بخصوص الدراسة التي ربطته بالإصابة بسرطان المثانة لدى الفئران فقد تبين أن ذلك ناتج عن آلية موجودة في أجسام الفئران فقط ولا تنطبق على البشر، وبالتالي فإن تأثير السكرين على الإنسان يختلف عن الفئران، ولا يؤدي إلى الإصابة بسرطان المثانة.
ولذلك في عام 2000 تمت إزالة السكرين من تقرير برنامج علم السموم الوطني الأميركي عن المواد المسرطنة، كما تمت إزالة التحذير الذي كان يوضع على منتجاته.
– أما بالنسبة لسيكلامات الصوديوم فقد أظهرت الأبحاث أنه أيضا لا يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، أي أنه ليس مسرطنا، كما أنه ليس عاملا مساعدا على الإصابة بالسرطان.
ومع ذلك فلم يتم رفع الحظر عن السيكلامات من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وهو لا يزال محظورا في الولايات المتحدة، وقد تكون مخاوف إدارة الغذاء والدواء الأميركية من سيكلامات الصوديوم متعلقة بجوانب أخرى غير السرطان.
ومع أن سيكلامات الصوديوم ممنوع في الولايات المتحدة فإنه مسموح في دول أخرى. ويعتقد أن منتجات السكرين في الدول التي تسمح به تكون مخلوطة مع السيكلامات، وذلك لأغراض تحسين طعم المنتج.
وتم تحديد الحد اليومي المسموح من السكرين بكمية مقدارها 5 مليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الشخص، أي 375 مليغراما لشخص وزنه 75 كيلوغراما. ويجب عليك قراءة المعلومات الموجودة على كل منتج تشربه أو تأكله أو على أقراص أو مسحوق التحلية، أو استشارة الطبيب أو الصيدلاني لمعرفة مقدار ما في المنتج من سكرين.
الأسبارتام محل اتهام
كيميائيا يتكون الأسبارتام -بشكل رئيسي- من نوعين من الأحماض الأمينية، حمض الأسبارتيك، والفينيل ألانين، وقد تمت المصادقة عليه والسماح ببيعه عام 1981 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
ولعل أشهر استخدامات الأسبارتام التي نعرفها هي تحلية المشروبات الغازية التي تستخدم في الحمية، كما أنه قد يوجد في بعض المنتجات الأخرى في بعض أغذية الحمية، وهو يباع منفصلا لتحلية الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى.
ولا يعطي الأسبارتام سعرات حرارية، وهو أيضا لا يسبب تسوس الأسنان، لذلك فإنه قد يكون مناسبا للأشخاص الذين يريدون التحكم في أوزانهم أو السيطرة على داء السكري.
وقد اتُّهم الأسبارتام بأن له دورا في الإصابة بأورام الدماغ، وذلك وفقا لدراسة نشرت عام 1996، كما زعم البعض أيضا أنه يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الدم، وذلك وفقا لتجربة أجريت على الفئران عام 2005، الأمر الذي استدعى المزيد من الدراسة والاستقصاء من قبل المؤسسات الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.
ومع ذلك فقد خلصت نتائج الاستقصاء إلى عدم وجود أدلة علمية تدعم هذه المزاعم، وذلك عبر مراجعة الدراسات والمعطيات التي أجريت خلال العقود الماضية.
أما بالنسبة للدراسة التي اتهمت الأسبارتام بزيادة مخاطر سرطان الدماغ، فقد تبين أنها كانت تعاني من مشاكل في التصميم البحثي، ووقعت في ما يسمى في علم الإحصاء الحيوي بـ”المغالطة البيئية” (ecological fallacy)، وهي مغالطة تحدث عندما يتم ربط مؤشرين في بيئة معينة بشكل غير صحيح، مما يعني أن نتائج الدراسة لم تكن دقيقة.
وبخصوص سرطان الدم فقد أجرت المؤسسة الوطنية للسرطان في الولايات المتحدة عام 2006 دراسة شملت نصف مليون شخص لمحاولة الاستقصاء عن وجود علاقة بين الأسبارتام وسرطان الدم، ولكن النتائج لم تظهر أية علاقة بين استهلاك الأسبارتام لدى البشر وسرطانات الدم.
ومع ذلك فإن الأسبارتام لا يناسب إطلاقا المرضى المصابين بمرض الفينيل كيتونوريا، وهو داء جيني يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على أيض (استقلاب) الحمض الأميني فينيل ألانين، مما يسبب تراكمه في الجسم ومن ثم حدوث مضاعفات كالتخلف العقلي، أو حصول أضرار في الدماغ.
ولذلك فإن المصابين بهذا المرض يجب ألا يتناولوا الأسبارتام أو أيّا من المشروبات أو الأغذية المحلاة به، مع الإشارة إلى أن الحمض الأميني فينيل ألانين موجود في أطعمة أخرى مثل الحليب والبيض واللحم.
الحد المسموح به من الأسبارتام
ومع هذه المعطيات التي أكدت سلامة الأسبارتام وملاءمته للاستهلاك البشري -باستثناء مرضى الفينيل كيتونوريا أو أية حالات أخرى يحددها الطبيب- فإن إدارة الغذاء والدواء الأميركية حددت الحد اليومي المسموح من الأسبارتام بكمية مقدارها 50 مليغراما لكل كيلوغرام من وزن الشخص.
وتعادل هذه الكمية 375 مليغراما من الأسبارتام لشخص وزنه 75 كيلوغراما، وعادة ما تحتوي علبة صودا الحمية (الدايت) الواحدة على 180 مليغراما. ومع ذلك فإن هذا لا يعني بكل تأكيد الإفراط في تناول المشروبات الغازية التي لها أضرارا أخرى مثل تأثيرها على الأسنان وتسببها في تآكلها.