– وفقا لدراسة أمريكية جديدة أجريت على أنسجة السرطان البشرية المزروعة في الفئران، يمكن لجزيء جديد مصمم في المختبر أن يقتل مجموعة واسعة من السرطانات التي يصعب علاجها.
ووجدت الدراسة، التي نشرت في 2 يونيو في مجلة Nature Cancer، أن المركب، ERX-41، كان قادرا على قتل الخلايا السرطانية، بما في ذلك خلايا سرطان الثدي التي لا تحتوي على مستقبلات هرمون الاستروجين، دون قتل الخلايا السليمة.
إذ توجد مستقبلات الإستروجين والبروجسترون ومستقبل لبروتين يسمى HER2 عادة في سرطان الثدي ،وهذه المستقبلات تشبه “الأقفال” التي يمكن أن تفتحها بعض العلاجات، أو “المفاتيح”، لقتل الخلايا السرطانية.
لكن ما يقرب من 10 إلى 15 في المئة من جميع سرطانات الثدي هي من نوع سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC)، وهو شكل عدواني من المرض الذي من المرجح أن يكون قد انتشر بالفعل بحلول وقت اكتشافه، وفقا لجمعية السرطان الأمريكية، ومعنى اسم “سلبي ثلاثي” مستمد من حقيقة أن هذه الخلايا السرطانية سلبية لجميع المستقبلات الثلاثة، مما يجعل من الصعب علاجها.
جدير بالذكر أن اللاتي تقل أعمارهن عن 40 عاما وهن من السود، لديهن أعلى خطر للإصابة ب TNBC، والتي لديها أيضا أعلى معدل وفيات بين الأنواع المختلفة من سرطان الثدي.
من جهته، قال الدكتور جونغ مو آن، أستاذ مشارك في الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة تكساس في دالاس الذي قام بتوليف الجزيء الجديد، في بيان: “مركب ERX-41 لم يقتل الخلايا السليمة، لكنه قضى على الخلايا السرطانية بغض النظر عما إذا كانت الخلايا السرطانية تحتوي على مستقبلات هرمون الاستروجين”.
وقال آهن إنه وفريقه البحثي كانوا في حيرة من أمرهم من النتائج في البداية ولم يعرفوا ما الذي يمكن أن يستهدفه الجزيء.
وبعد عدة سنوات من البحث عن عدد من الطرق المسدودة، قرر العلماء في النهاية أن ERX-41 كان مرتبطا ببروتين خلوي يسمى ليباز حمض الليزوسومال A (LIPA).
وأوضح آهن: “لكي تنمو الخلية السرطانية بسرعة، يجب أن تنتج الكثير من البروتينات وهذا يخلق ضغطا على الشبكة الإندوبلازمية”.
“الخلايا السرطانية تفرط بشكل كبير في إنتاج LIPA، أكثر بكثير من الخلايا السليمة، ومن خلال الارتباط ب LIPA، يقوم ERX-41 بتشويش معالجة البروتين في الشبكة الإندوبلازمية، والتي تصبح منتفخة، مما يؤدي إلى موت الخلايا”.
في المحصلة، أثبت المركب فعاليته في قتل الخلايا السرطانية في الأنسجة البشرية المأخوذة من مرضى السرطان، وكذلك في الفئران التي حملت أشكالا بشرية من الأورام السرطانية، مع تقلص الأورام، كما لم يلاحظ أي آثار ضارة في الفئران.
كما أظهر التقييم النسيجي بعد علاج ERX-41 عدم وجود تغييرات كبيرة في الأنسجة الإجمالية لأعضاء متعددة بما في ذلك القلب والرئة والطحال والكبد والكلى والرحم والبنكرياس.
ويبدو أن الجزيء يعمل أيضا ضد أنواع أخرى من السرطان، حيث أظهرت مستويات عالية من إجهاد الشبكة الإندوبلازمية، وفقا للباحثين، بما في ذلك سرطانات البنكرياس والمبيض التي يصعب علاجها، وكذلك الورم الأرومي الدبقي، وهو ورم دماغي عدواني وسريع النمو.
في هذا السياق، أكد الباحثون أن ERX-41 قد يكون مفيدا في علاج المرضى الذين يعانون من أورام صلبة متعددة.
بدورها، أعلنت EtiraRX، وهي شركة ناشئة، شارك في تأسيسها آهن والمؤلفان المشاركان الدكتور غانيش راج، أستاذ المسالك البولية وعلم الأدوية في المركز الطبي الجنوبي الغربي UT، والدكتورة راتنا فادلامودي، أستاذة أمراض النساء والتوليد في UT Health San Antonio، عن خطط لبدء التجارب السريرية ل ERX-41 كدواء عن طريق الفم في وقت مبكر من الربع الأول من عام 2023.