بمينائها العصري ومحطّته المقامة تحت الأرض ومطعمه الذي يديره طاه شهير ومركزه التسوقي، تستقبل اسطنبول سفينة رحلات سياحية تتسع لخمسة آلاف راكب لضخ مزيد من السيولة في القطاع السياحي التركي الذي يواجه صعوبات كبرى.فقطاع السياحة في تركيا المتضرر بشدة من جراء تداعيات جائحة كوفيد، قد يشهد بداية انتعاش بفضل عائدات ميناء “غالاتا بورت” الذي تم تدشينه في 2021، بتأخير عام كامل بسبب الجائحة.ويمكن لهذا الميناء أن يعطي جرعة انتعاش لاقتصاد البلاد الرازح تحت وطأة تضخم كبير وتدهور قيمة العملة المحلية، على الرغم من أن المشروع تعرّض لانتقادات على خلفية تدمير معالم تاريخية والتخوف من أضرار بيئية محتملة.وقالت مديرة ميناء “غالاتا بورت” فيغن أيان: “إن السفن بدأت تصل الواحدة تلو الأخرى” بعد تدشين المنشأة في تشرين الأول/أكتوبر. وأوضحت في تصريح لوكالة فرانس برس أن ميناء “غالاتا بورت أصبح واجهة السياحة”.فيجن أيان، كبيرة مسؤولي الموانئ في غالاتا بورت تقف في اسطنبول في 3 يونيو 2022يس أغل/أ ف بوبطوابقها العشرين ترسو سفينة “كوستا فينيتسيا” الإيطالية في الميناء في إحدى محطات رحلة مدتها 11 يوما إلى بحر إيجه، وركابها ينزلون مباشرة إلى محطة الجمارك المقامة تحت الأرض.سفينة كوستا فينيزيا في اسطنبول يوم 6 يونيو 2022يس أغل/ أ ف بوفي الميناء مركز تسوق وفندق وأماكن ثقافية ومطعم يملكه الطاهي التركي الشهير نصرت غوكشيه، صاحب الأسلوب المميز في تحضير اللحوم والذي أصبح شخصية بارزة في منصات التواصل الاجتماعي. وقالت أيان: “إن غالاتا بورت في اسطنبول أكبر بكثير من مجرد ميناء لسفن الرحلات السياحية”.صاحب المطعم التركي نصرت غوكشي المعروف أيضًا باسم سالت باي، في مهرجان كان السينمائي جنوب فرنسا. 2019/05/23كريستوف سيمون/أ ف بركاب ينفقون الكثيرإلى الآن رست في الميناء نحو 30 سفينة رحلات سياحية، ويتوقّع وصول مئتين بحلول نهاية العام، أي 450 ألف راكب. وألحقت الجائحة وتداعياتها أضرارا كبرى بقطاع سفن الرحلات السياحية عالميا، بسبب تفشي الفيروس في السفن وحظرها في بلدان عدة.امرأة تمشي تحت غالاتا بورت في اسطنبول. 2022/06/06.يس أغل/أ ف بوقالت أيان: “الآن يمكننا القول إن الجائحة أصبحت خلفنا وإن قطاع سفن الرحلات السياحية الذي يعد ركنا مهما للسياحة قد انتعش”. ويهدف الميناء إلى استقبال 25 مليون زائر ومليونا ونصف المليون من ركاب سفن الرحلات السياحية سنويا.وأوضحت مديرة الميناء قولها: “السائح العادي ينفق 62 دولارا يوميا فيما ينفق راكب سفينة الرحلات السياحية 400 دولار، ينفق ما يصل إلى ثماني مرات أكثر في اليوم”.ضرر بيئيوتضمن مشروع بناء الميناء فتح ممشى بطول 1,2 كيلومتر في خط ساحلي بقي مدى مئتي عام مغلقا أمام العامة. لكن معارضي المشروع وبينهم متخصصون في التخطيط المدني ومهندسون، يعتبرون أنه دمّر أحياء قديمة إذ بني مركز التسوق في موقع مبنى قديم للبريد، وهو يشكل خطرا بيئيا.سفينة كوستا فينيزيا في مياه إسطنبول. 2022/06/06.يس أغلوقال أستاذ علم الأحياء في جامعة اسطنبول محرم بلجي إن الرحلات السياحية تهدد الحياة البحرية وتفرغ في المياه كميات كبيرة من المجاري وغيرها من المخلفات.واعتبر بلجي في تصريح لفرانس برس أن “الضرر البيئي للرحلات السياحية أكبر سبع مرات من العائدات المالية التي تدرها”، وتابع قائلا: “مستوى استهلاك كل مسافر أعلى منه في المدن المضيفة، وبالتالي، فإن سياحة الرحلات البحرية يمكن أن تشكل ضغطا (على البيئة) في المناطق التي يزورونها”.مارة يطعمون طيور النورس ويشاهدون سفينة سياحية تابعة لكوستا فينيسيا في غالاتا بورت في اسطنبول.2022/06/06يس أغل/أ ف بالعام الماضي حظرت البندقية السفن الكبرى بعد تحذيرات مدى سنوات من أن الفنادق العائمة الضخمة يمكن أن تتسبب للمدينة بأضرار لا يمكن إصلاحها. وقال براق جليسكان مدير الفرع التركي لشركة “ام.اس.سي” لسفن الرحلات السياحية، إن أيا من هذه المخاطر لا يتهدد اسطنبول.وفي تصريح لفرانس برس قال جليسكان: “لا نعتقد ان اسطنبول ستواجه وضعا مماثلا”، مشيرا إلى اختلاف بين هيكليتي المدينتين. وشدد على أن سفن الرحلات السياحية الحديثة تستجيب للمخاطر البيئية.وأعطى جليسكان بعض الأمثلة قائلا: “على سبيل المثال تنقية غازات العوادم. الطلاء المستخدم في السفن تم تغييره بالكامل ويتم استخدام الطلاء الذي لا يلحق الضرر بالبحار”، وتحدّث أيضا عن “جهود لخفض هدير محركات السفن لكي لا تتسبب بإزعاج للكائنات الحية لدى إبحارها في المياه المفتوحة، وخصوصا الحيتان”.