تسجل كتب التاريخ أشياء كثيرة عن الماضى، لكنها تكافح من أجل توثيق رائحتها، ورغم أن القصص توفر تفاصيل عن رائحة الأماكن والأشياء والأشخاص، لكن يأمل فريق من الأكاديميين أن يصبح الأمر أكثر واقعية، إذ سيستخدم المشروع، المسمى Odeuropa، الذكاء الاصطناعى لإعادة إنشاء الروائح التى استنشقها سكان العالم بين 500 و 100 عام مضت، مثل الأعشاب التى استخدمت للوقاية من أمراض مثل الطاعون، وكذلك الروائح الصناعية وروائح التبغ القاسية.
وتلقى خبراء من مؤسسات مختلفة، بما فى ذلك UCL وجامعة Anglia Ruskin والأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم، منحة قدرها 2.8 مليون يورو (1.5 مليون جنيه إسترليني) من برنامج EU Horizon 2020 من أجل المشروع.
ووفقا لموقع “ديلى ميل” البريطانى، كتبت ليزى ماركس، طالبة دكتوراه فى متحف ريجكس فى أمستردام، على تويتر: “فى يناير 2021، ستستخدمOdeuropa الذكاء الاصطناعى لإنشاء أرشيف لرائحة أوروبا كتراث ثقافي”.
وسيبحث الذكاء الاصطناعى فى النصوص القديمة عن أوصاف الروائح بسبع لغات ويجمعها للخبراء ليطلع عليها.
وقالت الدكتورة سارة تونيلى من مؤسسة برونو كيسلر (FDK): “لقد طورنا أدوات لاستخراج المعلومات تلقائيًا من النصوص، وسوف نحلل على سبيل المثال دور الروائح الصناعية، وتوقعنا أن نجد الكثير من الإشارات فى النصوص التى كتبها المستقبليون الإيطاليون على سبيل المثال رائحة زيت المحركات”.
وسيتم بعد ذلك تجميع موسوعة عن الروائح تحتوى على سيرة ذاتية لكل رائحة فردية بما فى ذلك مكان استخدامها وما صنعها، وسيتم بعد ذلك تقديم المعلومات الأولية إلى الكيميائيين وعمال العطور لإنشاء نسخة حديثة من الرائحة المنقرضة الآن، ويمكن بعد ذلك توفيرها للمتاحف والمعالم السياحية لتوفير تجربة أكثر واقعية للزوار.
قال الدكتور ويليام توليت من جامعة أنجليا روسكين فى كامبريدج: “بالنسبة لى، يعد التبغ حقًا رائحة أساسية فى التاريخ والتراث الأوروبيين، إنها رائحة حارة ومدخنة ونفاذة لكنها بالطبع ليست رائحة واحدة لأن صانعى العطور وبائعى التبغ والبقالة جربوا التبغ المعطر بشتى الطرق، لكن بصفتى مؤرخًا، فإن الأمر مثير للاهتمام بالنسبة لى أيضًا لأنه يرتبط بتاريخ التواصل الاجتماعى والتجارة والاستعمار وكذلك الصحة”.