إن الإفراج عن السجين ألكسندر بيسونيت بعد إنقضاء 25 عاماُ بعيد كل البعد عن أن يكون تلقائيا.أكدت أعلى سلطة قضائية في البلاد أمس الجمعة بأن المعتدي على مسجد كيبيك الكبير ألكسندر بيسونيت، المحكوم عليه بالسجن المؤبد، سيكون قادرًا على طلب الإفراج عنه بعد تمضية 25 عامًا وراء قضبان السجن.
ووصف بوفلجة بن عبدالله (نافذة جديدة) أحد مؤسسي المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك قرار محكمة كندا العليا بأنه ’’حمامٌ بارد‘‘.
وأضاف قائلاً ’’كنا نأمل في أن تتم معاقبة هذا النوع من القتل بقيمته العادلة، لكن المحكمة العليا قالت كلمتها، وعلينا أن نحترم ذلك‘‘.
خاضعا لقرار المحكمة، أردف المتحدث بأن تفكيره يتجه اليوم إلى ذوي الضحايا، الذين ’’يملكون الحق بالشعور بحزن مطبق‘‘، مشيراً إلى ’’أن الصفحة يمكن طيّها الآن‘‘.
تعقيبا على قرار محكمة كندا العليا، أجرت القناة الإخبارية في هيئة الإذاعة الكندية RDI حوارا مع الاختصاصي في القانون الجنائي المحامي الكندي كونراد لورد.
أكد هذا الأخير إن بيسونيت المحكوم عليه بالسجن المؤبد، سيتمكن من تقديم طلب الإفراج المشروط بعد 25 عامًا، لكن يتطلب هذا الأمر المرور بسياق ’’صارم‘‘.
عقد مؤسسا المركز الثقافي الإسلامي في مدينة كيبيك محمد العبيدي وبوفلجة بن عبدالله، أمس الجمعة مؤتمرا صحافيا في المكان ذاته الذي سقطت فيه أرواح ستة أشخاص من أبناء الجالية المسلمة في كندا في العام 2017.الصورة: Radio-Canadaويتابع المتحدث ’’فيما يتعلق بالقتل، يجب معرفة أن الجاني لا يتم بالضرورة إطلاق سراحه بعد إنقضاء 25 عاماً من مدة عقوبته.
هناك أمثلة لأشخاص حاولوا الحصول على الإفراج بعد 25 عاماً، ولكنهم لا يزالون إلى اليوم وراء قضبان السجن‘‘.
في عام 2042، عند بلوغه 52 عامًا، سيتمكن ألكسندر بيسونيت من التقدم بطلب الإفراج المشروط.
ومع ذلك، سيتعين عليه المرور بعملية معقدة، كما يوضح المحامي الكندي، ’’إذ إن هناك تدابير ترافق عمليات إطلاق السراح المشروط، ويتم وضع أطرٍ للأشخاص المفرج عنهم حتى لا يستعيد هؤلاء الأشخاص حرياتهم وهم يشكلون خطرًا على المجتمع‘‘.
في مؤتمر صحافي عقد أمس، يوضح المدعي العام في مكتب الملاحقات الجنائية والجزائية في كيبيك المحامي دانيال بيلنجيه
إلى أن الحكم الصادر بحق ألكسندر بيسونيت لا يزال حكماً بالسجن مدى الحياة.
إذا مُنح الإفراج المشروط في نهاية المطاف من قبل لجنة إطلاق السراح المشروط في كندا، فإن ألكسندر بيسونيت سيخضع لشروط صارمة وإلى المراقبة حتى نهاية حياته.نقلا عن المحامي دانيال بيلنجيه، المدعي العام في مكتب الملاحقات الجنائية والجزائية في كيبيك
في سياق متصل، يشير المحامي كونراد لورد (نافذة جديدة)، إلى أن نظام العدالة الكندي يقوم على إعادة التأهيل وليس الانتقام.
هذا هو المبدأ ذاته الذي يقع في صميم القرار الذي أصدرته المحكمة الكندية العليا أمس الجمعة.
نصب تذكاري لأرواح ضحايا المسجد الكبير في كيبيك وقد حفرت عليه كلمات للكاتب اللبناني جبران خليل جبران تقول: ’’قد لا يبلغ المرء الفجر إلا عن طريق الليل‘‘.الصورة: Radio-Canadaالكرامة الانسانيةإن فرصة إعادة التأهيل هي جزء لا يتجزأ من كرامة الإنسان، حسبما ذكرت أعلى سلطة قضائية في البلاد في قرارها الصادر يوم أمس الجمعة.
ونقرأ في قرار المحكمة ’’هذه العقوبات ذات طبيعة مهينة، وبالتالي فهي تتعارض مع كرامة الإنسان، لأنها تحرم الجناة من أي إمكانية لإعادة الاندماج الاجتماعي، الأمر الذي يفترض مسبقًا، بطريقة نهائية ولا رجعة فيها، أنهم لا يمتلكون القدرة على إصلاح طرقهم وتصرفاتهم وإعادة الاندماج في المجتمع‘‘.
بهذا المعنى، ’’تتطلب كرامة الشخص أن ننظر إلى تطوره‘‘، كما قال لمذياع هيئة الإذاعة الكندي الاختصاصي في القانون الجنائي المحامي جان-كلود أيبي. ويضيف المتحدث قائلاً : ’’إنه في حالة ألكسندر بيسونيت، يمكن للمرء أن يعتقد أنه في غضون 25 عامًا، لن يكون هو نفسه الشخص الذي ارتكب هذه الجرائم‘‘.
في شهر أيار من العام الماضي، وافقت محكمة كندا العليا على مراجعة الحكم الصادر بحقّ منفذ الهجوم على مسجد كيبيك الكبير التابع للمركز الثقافي الإسلامي ألكسندر بيسونيت.
علما أنها المرّة الأولى التي تنظر فيها محكمة كندا العليا في مراكمة العقوبات في حال ارتكاب جرائم متعدّدة.
ويشار إلى أنّ مراكمة العقوبات أصبحت ممكنة في كندا منذ تعديل القانون الجنائي في عام 2011، في عهد حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر.
ويلحظ القانون مراكمة الأحكام في عقوبة السجن التي تصل إلى 25 عاما.
وكان من الممكن مراكمة العقوبة في قضيّة ألكسندر بيسونيت إلى 150 عاما قبل أن يتمكّن من طلب إفراج مشروط.
وتعود القضيّة إلى العام 2017، يوم أقدم ألكسندر بيسونيت (نافذة جديدة) في 29 كانون الثاني يناير، على إطلاق النار على المصلّين في مسجد كيبيك الكبير، فأوقع 6 قتلى و19 جريحا.
وقد أعطت السلطة القضائية العليا (نافذة جديدة)في البلاد أمس الكلمة الفصل في الحكم الذي أصدرته محكمة الاستئناف في كيبيك، وقضى بخفض عقوبة السجن بحقّ بيسونيت من 40 إلى 25 عاما، قبل أن يتمكّن من طلب الإفراج المشروط.
واعتبر قضاة محكمة الاستئناف الكيبيكيّة الذين خفّضوا عقوبة بيسونيت ’’أنّ الحكم الذي صدر بحقّه عبثيّ ومهين وبغيض‘‘.
(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، الدولي، إعداد وترجمة كوليت ضرغام)