ما أنواع حصوات الكلى؟ وكيف يبدو ألم حصى الكلى؟ وكيف نحمي أنفسنا منها؟ الإجابات في هذا التقرير.
أنواع حصوات الكلى
من المحتمل أن يكون لدى الشخص واحد من 4 أنواع رئيسية من حصوات الكلى. ويعتمد علاج حصوات الكلى عادة على حجمها وموقعها ومكوناتها.
وفي ما يلي، أنواع حصوات الكلى:
حصوات الكالسيوم (Calcium stones)
تعد حصوات الكالسيوم، بما في ذلك حصوات أكسالات الكالسيوم وحصوات فوسفات الكالسيوم، أكثر أنواع حصوات الكلى شيوعا. وحصوات أكسالات الكالسيوم أكثر شيوعا من حصوات فوسفات الكالسيوم، وذلك وفقا لموقع “المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى” (National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases) في الولايات المتحدة.
لا يزيد الكالسيوم الموجود في الطعام من فرص الإصابة بحصوات أكسالات الكالسيوم. فعادة، يذهب الكالسيوم الإضافي الذي لا تستخدمه عظامك وعضلاتك إلى الكليتين ويتم التخلص منه بالبول. وعندما لا يحدث هذا، يبقى الكالسيوم في الكلى وينضم إلى الفضلات الأخرى لتشكيل حصوات الكلى.
حصوات حمض اليوريك (Uric acid stones)
قد تتكون حصوات حمض اليوريك عندما يحتوي البول على الكثير من الأحماض. وقد يؤدي تناول الكثير من الأسماك والمحار واللحوم، خاصة لحوم الأعضاء مثل الكبد والطحال، إلى زيادة حمض اليوريك في البول.
حصوات الستروفيت (Struvite stones)
قد تتكون حصوات ستروفيت بعد الإصابة بالتهاب المسالك البولية. ويمكن أن تتطور فجأة وتصبح كبيرة بسرعة.
حصوات السيستين (Cystine stones)
تنتج حصوات السيستين عن اضطراب يسمى “بيلة السيستين” (cystinuria) الذي ينتقل عبر العائلات. وتتسبب بيلة السيستين في تسرب الحمض الأميني السيستين عبر الكلى وإلى البول.
ألم حصى الكلى أشد من ألم الولادة
وفي تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” (le figaro) الفرنسية، تقول الكاتبة سيسيل ثيبر إنه وفقا لما ذكرته الدكتورة لوسيل فيغيريس، أخصائية أمراض الكلى في مستشفى جامعة نانت، “يسبب المغص الكلوي معاناة أكثر لدى المرضى بالفعل أكثر من الولادة”. ولكن عاجلا أم آجلا، سينتهي الأمر بنحو 10% من السكان للإصابة بهذا الألم ولو مرة واحدة على الأقل في حياتهم.
وبيّنت الكاتبة أنه وفق تصريحات أخصائي المسالك البولية في مستشفى “لا كونسيبسيون” في مرسيليا، البروفيسور رومان بواسييه، فإن “المغص الكلوي هو السبب الثالث للاستشارة في قسم الطوارئ. وعليك أن تتخيل أن هناك دائما شخصا واحدا على الأقل مصابا بالمغص الكلوي في كل قسم للطوارئ! حيث يمكن أن تحدث المشكلة في أي عمر، ولكن في المتوسط، يبلغ عمر المرضى 45 عاما وثلثيهم تقريبا من الرجال”.
المغص الكلوي ينتج عن حصى تغلق المسالك البولية
أشارت الكاتبة إلى أن المغص الكلوي يحدث عندما يسد عائق -الذي غالبا ما يكون حصى- المسالك البولية في اتجاه مجرى الكلى.
وتوضح الدكتورة فيغيريس قائلة “خلال هذا الوقت، تستمر الكلى في تصفية البول، لذلك سوف يتراكم السائل، مما يؤدي إلى زيادة الضغط في الكلى وفي الحالب، أي القناة التي تربط الكلى بالمثانة، وسيؤدي هذا الضغط إلى ألم شديد للغاية، من دون أي علامات تحذيرية. إلى جانب ذلك، يمكن أن يحدث ذلك في أي وقت، حتى في منتصف الليل”، وفي أغلب الأحيان، يكون الألم شديدا.
كيف يبدو المغص الكلوي؟
من جهته، يصف البروفيسور بواسييه هذا الألم بأنه “يشبه إلى حد ما تقلصا شديدا للغاية يبدأ من جانب واحد في أسفل الظهر ويدور حول الخاصرة لينزل نحو الفخذ”، في حين تضيف الدكتورة فيغيريس أنه “قد يتسبب ذلك أيضا في غثيان وقيء أو انزعاج مبهم مرتبط بالألم”. وتحدد أنه “لا توجد أي وضعية يمكن اتخاذها للتخفيف من هذه المعاناة”.
وتتابع فيغريس أنه “يمكن أن تتجلى المشكلة أيضا في الرغبة أو الحاجة المتكررة للتبول (في هذه الحالة، من الضروري أيضا شرب كميات أقل من الماء حتى لا تُحَمّل الكلى أكثر من طاقتها)، وتتجلى كذلك من خلال وجود دم في البول”.
نزول حصى الكلى
يقول البروفيسور بواسييه “في معظم الحالات، ينتهي الأمر بالحصى بالهبوط من تلقاء نفسها. نحن لا نفعل شيئا سوى المراقبة”.
في الأثناء، إذا استمرت الحصى بعد 4 إلى 6 أسابيع، فسيتم اقتراح العلاج الجراحي.
بالإضافة إلى الحمل، هناك حالتان تكون فيهما نوبة المغص الكلوي حالة طارئة، حيث يؤكد البروفيسور بواسييه “عندما يعاني المريض من الحمى، قد يعني ذلك أن البول عالق في المسالك البولية وفي الكلى مما يتسبب في التهاب، ويمكن أن يتطور هذا سريعا إلى تعفن الدم، لذا فهي حالة طوارئ”.
علاوة على ذلك، يضيف طبيب المسالك البولية أنه “إذا كان المريض لديه كلية واحدة تعمل فقط، فمن الضروري التصرف بسرعة لمنعه من الإصابة بالفشل الكلوي الحاد”.
كيف نحمي أنفسنا من حصى الكلى؟
تنقل الكاتبة عن الدكتورة فيغيريس قولها “تؤدي زيادة البروتين والملح إلى زيادة الكالسيوم في البول، مما يعزز تكوين الحصوات”. إلى جانب ذلك، زاد استهلاكنا من اللحوم بنحو 5 أضعاف مقارنة بما كان عليه في بداية القرن الماضي، حيث إن تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني يزيد من تركيز الأكسالات في البول، كما يحدث الأمر ذاته عند تناول أغذية أخرى مثل السبانخ والشوكولاتة.
بالإضافة إلى ذلك، كما تؤكد الكاتبة أن كمية الملح التي نتناولها قد ارتفعت، في حين يميل استهلاك الفاكهة والخضروات -التي لها تأثير وقائي ضد الحصى- إلى الانخفاض، مشيرة إلى أنه لا يجب الامتناع عن استهلاك منتجات الألبان، إذ تقول فيغيريس “يمكن للكالسيوم الزائد أن يؤدي إلى تكون حصوات، كما هو الحال بالنسبة لنقصها، بالإضافة إلى التسبب في هشاشة العظام”، لذلك من الضروري تناول مشتقات الحليب بكميات طبيعية ومعتدلة.
شرب الماء يحمي من حصى الكلى
تنوه الكاتبة إلى أن شرب الماء بكميات كافية ضروري أيضا؛ فتشرح الدكتورة فيغيريس ذلك قائلة: “تشبه حصوات الكلى إلى حد ما حبيبات الرمل في قاع إناء. إذا أضفنا الماء، فإننا سنخففها أكثر. وبالتالي، فإن فرصة التقاء الأكسالات والكالسيوم ضئيلة”، وبالنسبة للأشخاص الذين عانوا بالفعل نوبة مغص كلوي، فإن شرب الكثير من الماء هو المفتاح (حوالي لترين من الماء مع الأخذ في الاعتبار الماء الموجود في الطعام) لتجنب ظهورها من جديد.
ووفقا لفيغيريس، “نحو نصف المرضى الذين أصيبوا بالمغص الكلوي سيعانون منه مرة أخرى. لذلك من الضروري تغيير عاداتك الغذائية”.
وتحذر فيغيريس من أنه “لا يوجد علاج طبيعي فعال”، بل يجب تجنب بعض الأطعمة السابق ذكرها لأنها قد تحتوي على الأكسالات.
فيتامين “سي” وحصى الكلى
قالت فيغيريس إن فيتامين “سي” (C) الموجود في المكملات الطبية يعزز تكوين الحصوات (حيث يتحلل فيتامين سي إلى أكسالات)، في حين أن ثمار الحمضيات (الغنية بفيتامين سي وأيضا بحمض الليمون) تحمي من تكوين الحصوات.
ومع ذلك، لا يرتبط ظهور هذه الحصوات دائما بنمط حياة غير صحي، إذ يقول البروفيسور بواسييه “هناك عائلات لديها استعداد وراثي لهذا المرض، فنحن لسنا جميعا عرضة لذلك على قدم المساواة عندما يتعلق الأمر بخطر الإصابة بحصوات الكلى. وحتى عند اتباع النظام الغذائي نفسه، قد يصاب بعض الناس بحصوات الكلى، في حين لا يصاب آخرون بها”.
الحصوات الناتجة عن أمراض
تلفت الكاتبة إلى أنه قد تتكون الحصوات أيضا نتيجة أمراض، مثل تلك التي تعزز طرح الكالسيوم في البول، وهو ما علقت عليه الدكتورة فيغيريس بقولها: “هذا هو الحال مع فرط نشاط الغدة الدرقية الأولي”.
علاوة على ذلك، يرتبط نوع آخر من الحصوات (حمض اليوريك) بزيادة الوزن ومرض السكري من النوع الثاني، وكلاهما آخذ في الارتفاع أيضا بسبب عاداتنا الغذائية، ولحسن الحظ، هناك علاجات فعالة تمنع عودة ظهور المرض من جديد.