في تورونتو جرت أمس المناظرة التلفزيونية الثانية والأخيرة بين زعماء الأحزاب في أونتاريو عشية الانتخابات.يتناول المحلل السياسي في هيئة الإذاعة الكندية ماتيو سيمار في مقال نشره موقع اليوم وقائع هذه المناظرة التي استمرت 90 دقيقة وهي الثانية والأخيرة قبيل الانتخابات المحلية في مقاطعة أونتاريو في وسط البلاد المرتقبة في 2 حزيران / يونيو المقبل.
يقول كاتب المقال ’’تطرق النقاش الثاني والأخير للقادة إلى عدة مواضيع تم تجاهلها خلال المواجهة الأولى في نورث باي. وقد اطلع الناخبون على فهم أفضل لأجندات الأحزاب المتعلقة بالبيئة والتعليم والضرائب، من بين أمور أخرى. فيما يلي بعض الملاحظات بعد هذه المناظرة‘‘.
الجائحة والطرقاتأكثر موضوعين تم التطرق إليهما (نافذة جديدة) من قبل زعماء الأحزاب الرئيسية الأربعة هما بناء الطرق السريعة والجائحة.
حمل رئيس الحكومة الخارجة دوغ فورد لواء الدفاع عن خططه للطرق السريعة المثيرة للجدل، بينما قدم زعماء الأحزاب الثلاثة الآخرون خطط الإنفاق لتلك المشاريع.
ظهر دوغ فورد منزعجًا من أسئلة زعيم الحزب الليبرالي ستيفن ديل دوكا الذي أشار إلى فوضى الحكومة في ربيع عام 2021. وانتقد ديل دوكا حكومة المحافظين التي أزالت قيود الحجر يومها وقد اتضح فيما بعد أن القرار كان متسرعاً للغاية. هذا وارتفع صوت الزعيمين خلال تحاورهما لدرجة أن من يدير الحوار اضطر إلى تذكيرهما بضرورة الالتزام بالهدوء.
زعماء الأحزاب الذين يتنافسون في السباق الانتخابي في أونتاريو، من اليسار إلى اليمين: دوغ فورد زعيم المحافظين، أندريا هوارث زعيمة الديمقراطي الجديد، ستيفن ديل دوكا زعيم الحزب الليبرالي ومايك شراينر زعيم حزب الخضر.الصورة: La Presse canadienne / Frank Gunnأداء متفاوتوتابع المحلل السياسي في مقاله ’’يمكن القول أن دوغ فورد كان الفائز في هذه المناظرة‘‘، إذ نجح في تجنب الأخطاء ولم يفقد تمالك أعصابه على الرغم من هجمات خصومه.
مما لا يثير الدهشة، أنه خلال المناقشات حول الاقتصاد، وهو موضوعه المفضل، كان دوغ فورد أكثر راحة. ’’ويجب أن يسمح له أداؤه هذا بالحفاظ بالفوز على خصومه السياسيين‘‘.
بشكل عام، أداء ستيفن ديل دوكا كان جيداً. وقد صمد الزعيم الليبرالي في وجه بعض الهجمات المتوقعة، التي تناولت السنوات التي قضاها في حكومة كاثلين وين، رئيسة حكومة أونتاريو السابقة. من حسن حظه، لم يسلط الضوء لفترة طويلة في المناظرة أمس، على ارتباطه بالحكومة الليبرالية السابقة، كونه كان يشغل فيها حقيبة النقل.
قضى كل من زعيمة حزب الديمقراطيين الجدد أندريا هواروث وديل دوكا الكثير من الوقت في مهاجمة بعضهما البعض. مما يدعو إلى التساؤل عما إذا كان هذان الزعيمان يتنافسان في الحقيقة على المركز الثاني، هل لأن زعامة دوغ فورد الأولى لا يمكن التغلب عليها؟ يتساءل الصحفي في تحليله.
ربما كانت أندريا هواروث الأقل راحة من بين زملائها رؤساء الأحزاب أثناء المواجهة. في بعض الأحيان، واجهت زعيمة الحزب الديمقراطي الجديد صعوبة في فرض نفسها، حتى تم نسيانها تمامًا لدقائق طويلة. ربما لن تكون هذه المناظرة الثانية هي الدفع الذي تحتاجه لكسب المزيد من الأصوات الانتخابية.
أما زعيم حزب الخضر مايك شراينر فإن مجرد حضوره في هذه المناظرة يعتبر تاريخيًا في حد ذاته. إذ لم تتم دعوة زعيم من حزب الخضر إلى أي مناظرة تلفزيونية في السابق.
أداء هذا الزعيم كان قويا خلال المناظرة يقول الصحفي في هيئة الإذاعة الكندية، ’’على الرغم من أن فرصه في تشكيل الحكومة المقبلة معدومة تقريبًا. إن مجرد مشاركته ستساعده على رفع صورته لدى الناخبين ويمكن أن تساعد في تنمية كتلته الحزبية‘‘.
عكس شراينر انطباعا جيدا عندما سُئل عن نظام الرعاية الصحية. وتوجه بالسؤال إلى خصمه فورد قائلاً: ’’هل تحدثت إلى ممرضة مؤخرًا‘‘؟ إنها بكل تأكيد إحدى اللحظات البارزة خلال مناظرة الأمس.
زعيم الحزب الليبرالي ستيفن ديل دوكا تصدى للمواجهة خاصة بينه وبين دوغ فورد.الصورة: La Presse canadienne / Frank Gunnالاستراتيجياتهل يمكن استخدام المجاملة كاستراتيجية؟ تفوّه دوغ فورد بكلام جميل بحق منافسه زعيم الخضر، حتى أنه وصفه بأنه شخص عاقل يمكنه التعاون معه.
من خلال مدحه لمايك شراينر، لا شك أن فورد كان يرّوج لانقسام أصوات المعارضة. وإن تحوّل الناخبين من دعم الحزبين الرئيسيين الآخرين، الديمقراطي الجديد والليبرالي، ليدعموا مايك شراينر على رأس الخضر، يمكن أن يفيد منه مرشح الحزب التقدمي المحافظ في دوائر انتخابية معينة.
تجدر الإشارة إلى أنه لمرة أخرى لم يأت زعماء الأحزاب الرئيسية الأربعة في أونتاريو على ذكر التحديات المتعلقة بالفرنكوفونية وموضوع المصالحة مع السكان الأصليين.
ومن المقرر إجراء مناظرة أخرى هذه الليلة، هذه المرة باللغة الفرنسية، مع مرشحين يتحدثون الفرنسية ويمثلون الأحزاب الأربعة الرئيسية. لم يشعر أي من الزعماء الأربعة بالراحة الكافية لخوض مناظرة بلغة موليير، لذا فإنهم عينوا من يستطيع أن ينوب عنهم في هذه المهمة.
(المصدر: مقال المحلل السياسي في هيئة الإذاعة الكندية ماتيو سيمار، إعداد وترجمة كوليت ضرغام)
Analyse Débat des chefs: plus de substance, mais toujours pas de gagnant (نافذة جديدة)