علماء يلتقطون أول صورة لثقب أسود عملاق في قلب مجرة درب التبانة
نشر العلماء، اليوم الخميس ولأول مرة، صورة لثقب أسود هائل وصفوه بـ”العملاق الجميل الرابض” في قلب مجرة درب التبانة.
وقال العلماء إن الثقب الأسود ذو كتلة هائلة يلتهم أي مادة تدخل في نطاق جاذبيته.
والثقب الأسود الهائل المسمّى “ساجيتارياس إيه” (Sagittarius A)، أو (Sgr A)، هو ثاني ثقب يتمّ تصويره على الإطلاق.
وتزيد كتلة الثقب بمقدار 4 ملايين ضعف كتلة الشمس، ويقع على بعد 26 ألف سنة ضوئية عن الأرض.
وتمّ إنجاز هذا العمل الفريد من خلال آلية التعاون الدولي ذاتها التي اعتمدت على التلسكوب “إيفنت هوريزون”، حيث التقطت أول صورة على الإطلاق لثقب أسود في قلب مجرة أخرى عام 2019.
وأشادت عالمة الفلك بجامعة أريزونا فريال أوزيل، في مؤتمر صحافي بواشنطن، بما أطلقت عليه “أول صورة مباشرة للعملاق الجميل في وسط مجرتنا”، تظهر فيها حلقة متوهجة بالألوان الأحمر والأصفر والأبيض حول مركز أشد ظلامًا وقتامة.
وأوضحت أوزيل أن الصورة تُظهر حلقة متوهّجة ساطعة تحيط بالظلام، وهذه الحلقة المتوهجة هي عبارة عن الغاز الساخن الذي يدور حول الثقب الأسود.
من جهته، وصف مايكل جونسون، عالم الفيزياء الفلكية في مركز هارفارد سميثسونيان، الثقب الأسود بأنه “مفترس لكنه غير فعال”، حيث يأكل القليل نسبيًا من المادة الموجودة حوله.
ورغم قربه من الأرض مقارنة بباقي الثقوب الأخرى، كانت عملية التقاط صورة لـ “ساجيتارياس إيه” صعبة جدًا، واستغرق تشكيل هذه الصورة خمس سنوات من العمل من قبل أكثر من 300 باحث من جميع أنحاء العالم.
وفي بداية مايو/ أيار الحالي، نشرت وكالة الفضاء الأميركية أول مقطع يكشف أصواتًا صادرة عن ثقب أسود في مركز مجموعة مجرات “بيرسيوس” (Perseus) التي تبعد أكثر من 200 مليون سنة ضوئية من الأرض.
وعام 2019، التُقطت أول صورة لثقب أسود بشكل مطلق، وكانت للثقب “إم 87” (M87).
وعزا العلماء الفضل في التقاط الصورة إلى الشابة كيتي بومان التي وضعت الخوارزمية التي تمكن من خلالها العلماء من التقاط أول صورة للثقب “إم 87” نظرًا لأنه يبعد حوالي 55 مليون سنة ضوئية عن الأرض.
رويترز