اغتيال شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال في جنين
بقلم عزيزة نوفل
في آخر رسالة بعثتها الزميلة الراحلة شيرين أبو عاقلة إلى مكتب الجزيرة الساعة السادسة صباحا، قالت “قوات الاحتلال تقتحم جنين وتحاصر منزلا في منطقة الجابريات… في الطريق إلى هناك، أوافيكم بخبر فور اتضاح الصورة”.
لكن الخبر الذي خرج فيما بعد هو “استشهاد أبو عاقلة برصاص قناص الاحتلال اليوم الأربعاء 11 مايو/أيار”.
وعلى الرغم من محاولة الاحتلال في البداية الادّعاء بأن إطلاق النار كان على “إرهابيين”، فإنه عاد مرة أخرى إلى التشكيك بمصدر إطلاق النار وقال إن الصحفيين أصيبوا برصاص الشبان المقاومين، وهو ما نفاه شهود العيان من الزملاء الصحفيين الذين رافقوا أبو عاقلة خلال إصابتها.
وفي تفاصيل ما حدث مع الزميلة أبو عاقلة، فقد أصيبت بالرصاص الحي في أسفل الأذن فأدى ذلك إلى استشهادها على الفور، ومنع الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إليها لعلاجها.
استهداف مباشر
الزميلة شذا حنايشة مراسلة موقع ألترا فلسطين تحدثت للجزيرة نت عن تفاصيل إصابة شيرين أبو عاقلة فقالت “وصلنا خبر اقتحام منزل في منطقة الجابريات في المدينة، وصلت إلى المكان نحو الساعة السادسة والنصف، كانت شيرين في المكان مع منتج الجزيرة علي السمودي الذي اقترح أن نتقدم للتغطية بشكل جماعي”.
بالفعل تقدمت حنايشة ومعها أبو عاقلة والسمودي والصحفي مجاهد السعدي، وقبالة أحد مركبات الاحتلال العسكرية توقفوا أكثر من 5 دقائق ليتمكن الجنود من رؤيتهم والتعرف عليهم بصفتهم الصحفية، و”ذلك منحنا الجرأة للتقدم بخاصة أن لا مواجهات أو إطلاق نار”، وفقا لحنايشة.
قرر الصحفيون الأربعة مواصلة التقدم، لم يكن هناك أي إطلاق نار أو مواجهات، وقبل أن يتمكنوا من الوصول إلى حيث الجيبات الإسرائيلية متوقفة كان إطلاق النار من قبل قناص في البناية المقابلة، فأصيب في البداية الزميل سمودي ووقع على الأرض ثم وقف وابتعد عن جهة إطلاق الرصاص، حينئذ أدارت شيرين ظهرها وهي تصرخ “علي أصيب” فأصيبت ووقعت على الأرض.
تقول حنايشة “وقعت شيرين على الأرض ولم تتحرك وتوقف نفسها مباشرة، حاولت سحبها ولم أتمكن، كان بيني وبينها شجرة، والرصاص مستمر، كنت أصرخ وأنادي عليها ولكنها لم تجب”.
وحسب حنايشة، فإن ما حدث اغتيال للصحفية أبو عاقلة، وتقدمهم كان على مرأى القناص وفي منطقة مكشوفة، وكانت هويتهم الصحفية واضحة وهم يرتدون الزي الصحفي الكامل، ويحملون المعدات، بالإضافة إلى تعمّد القناص إطلاق الرصاص بعد إصابة علي وشيرين.
قتل متعمّد
شهادة الصحفية حنايشة وافقتها شهادة الصحفي علي السمودي الذي أصيب برصاصة في كتفه أيضا، وقال للصحفيين خلال وجوده في المستشفى للعلاج “إطلاق النار كان بشكل مباشر ومفاجئ، إذ لم يطلب منا الجنود التوقف أو العودة، الرصاصة الأولى أصابتني بالكتف وتراجعت إلى الخلف وأنا أسمع صوت صراخ شيرين: علي أصيب”.
وتابع السمودي “قمنا بارتداء الزي الصحفي بالكامل، و تعمّدنا المشي في منتصف الشارع الذي كان فارغا ولم يكن فيه سوى نحن الصحفيين”.
السمودي بعد إصابته تراجع إلى الخلف واستقل مركبة خاصة ليصل إلى مستشفى ابن سينا لتلقي العلاج حيث لم يكن في المنطقة مركبات إسعاف لتقديم العلاج له، وكل ذلك ولم يكن يعلم أن شيرين أصيبت واستشهدت خلفه.
وأكد السمودي أن ما حدث “عملية قتل متعمّدة”، فالشارع لم يكن فيه أي مقاومين أو شبان أو حتى مواطنين عاديين، فالمنطقة مكشوفة وكل زوايا الشارع مرئية للقناصة والجنود، ما حدث محاولة من الاحتلال، كما يقول، “لوقف عمل الصحفيين و الإعلاميين في تغطية ما يحدث في جنين”.