وصل المواطن الكندي الجزائري لزهر زوايمية أمس إلى كندا بعد اعتقاله في قسنطينة 4 أسابيع دون توجيه اتهامات رسمية.وبعد إطلاق سراح مؤقت حصل عليه زوايمية يوم 30 آذار / مارس الماضي، مُنع من مغادرة الجزائر، ليستطيع يوم أمس أن يستقّل الطائرة من جديد عائدا إلى حضن أهله وأصدقائه وزملائه في مونتريال.
وكان قضى زوايمية 40 يوما وراء القضبان في قسنطينة في شرق الجزائر، من 19 شباط / فبراير إلى 30 آذار / مارس الماضي، بعدما تم اعتقاله في مطار قسنطينة الدولي أثناء مغادرته الجزائر يوم 19 شباط/فبراير الماضي عائداً إلى مونتريال.وقالت السلطات الجزائرية إنها تشتبه في صلته بأنشطة إرهابية.
لكن ، بحسب لزهر زوايمية وعائلته، الذين يرفضون أي مزاعم تتعلق بالإرهاب، فإن السبب يعود إلى مشاركته في تظاهرات في مونتريال تساند الحراك الشعبي في الجزائر، وأنه عبر علانية عن آراء سياسية لم ترق للنظام في الجزائر.
تجدر الإشارة إلى أنه عند إطلاق سراحه، لم يتم توجيه أي تهم إرهابية إلى لزهر زوايمية، ومع ذلك تحفظت السلطات الجزائرية على السماح له بمغادرة البلاد. ولم يستطع يوم 9 نيسان / أبريل الماضي من استقلال الطائرة المتوجهة إلى مونتريال، كما أكدت زوجته السيدة فطيمة بن زرارة.
لزهر زوايمية مع زوجته فطيمة بن زرارة خلال مشاركتهما في تظاهرات في مدينة مونتريال مؤيدة للحراك في الجزائر. الصورة: Fatima Benzeraraحاول بعدها لزهر زوايمية مرة أخرى ركوب طائرة متجهة إلى كندا، ولكن في هذه المرة كما في المرة الأولى، أوقفته سلطات الجمارك واحتجزته بطريقة جعلت الطائرة تفوته.
وقد تمكن المواطن الكندي الجزائري أخيرًا من استقلال الطائرة التي أعادته إلى مونتريال يوم أمس الخميس، حيث رحب به أقاربه وأصدقاؤه ترحيباً حاراً.
يسعدني أن أعود وأشكر الجميع على تضامنهم: المنظمات، والأصدقاء … لقد اتُهمت بالإرهاب … وكان هذا أكثر ما أثر فيّ. ليس السجن بحد ذاته، وإنما اتهامي بالإرهاب.نقلا عن الموظف في مؤسسة الكهرباء الوطنية هيدرو كيبيك لزهر زوايمية.
معاناة مشتركة لعدد من الكنديين الجزائريينلزهر زوايمية ليس المواطن الكندي الوحيد من أصل جزائري الذي مُنع مؤخراً من مغادرة الجزائر دون توجيه اتهامات رسمية أو محاكمة.
وقد تحدثت هيئة الإذاعة الكندية في الأسابيع الأخيرة، إلى امرأتين مُحتجزتين في الجزائر.
وهما على غرار لزهر زوايمية، لم تُمنعا رسمياً من مغادرة البلاد، لكن عندما كانتا تصلان إلى المطار، كانتا تمنعان من استقلال الطائرة. هذا من بعد أن يتم شراء تذاكر الرحلة، وكان يجب شراء تذكرة جديدة في كل مرة، وهو أمر مكلف للغاية بطبيعة الحال.
ووفقًا للسيدتين الكنديتين من أصل جزائري، فإن هذه المعاملة مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بمشاركتهما في تظاهرات جرت في كندا وانخراطهما في أنشطة الجالية الكندية الجزائرية.
هذا وقد أجابت السفارة الكندية في الجزائر على طلب المواطنتين الكنديتين بالتدخل، بأنه لا يمكن لها فعل أي شيء لهما.
حسينة بورزة، التي قررت الكشف عن هويتها، أوضحت لهيئة الإذاعة الكندية (نافذة جديدة)بأن ملفها لا يتقدم في الجزائر وأنها تريد العودة إلى كندا. وبحسب زوجها كريم بن حاج، الذي ينتظرها في مونتريال، ’’لا يوجد أي اتهام ضد زوجته، لكن يستمر احتجازها في الجزائر مع الأسف‘‘.
السيدة فطيمة بن زرارة عشية صدور إطلاق سراح مؤقت لزوجها، حيث التقاها القسم العربي لراديو كندا الدولي في مونتريال.الصورة: Radio-Canada / Colette Darghamوسائل التخويفأفاد العديد من الكنديين المنحدرين من أصل جزائري الذين سافروا مؤخرًا إلى بلدهم الأصلي بأنهم تعرضوا لاستجواب مطول من قبل سلطات البلاد حول أنشطتهم السياسية في كندا.
وبينما تمكن البعض من مغادرة الجزائر بعدما فاتتهم رحلة الطائرة مرة أو أكثر، فإن آخرين لا يزالون محتجزين ضد إرادتهم في الجزائر، ومن دون توجيه أي اتهامات رسمية لهم.
إن مشاركة أفراد الجالية الجزائرية الكندية في مظاهرات تندد بالقمع واحتجاز السجناء السياسيين في الجزائر أو دعم الحراك الشعبي الجزائري المؤيد للديمقراطية، كل ذلك من شأنه أن يزعج النظام في البلد الأم الذي يضغط على هؤلاء الرعايا الكنديين انتقاما لالتزامهم الوطني والسياسي.
(نقلاً عن هيئة الإذاعة الكندية، إعداد وترجمة كوليت ضرغام)