الرئيسيةالطب والصحةرجل في بريطانيا ظلت نتائج اختباراته لكورونا إيجابية أكثر من 500 يوم

رجل في بريطانيا ظلت نتائج اختباراته لكورونا إيجابية أكثر من 500 يوم



ما تفسير بقاء نتائج اختبار كورونا لرجل بريطاني إيجابية لأكثر من 500 يوم؟ وما علاقة ضعف المناعة بطفرات كورونا؟ وأين وصلت جهود تطعيم جميع سكان العالم ضد كورونا؟
ما تفسير بقاء نتائج اختبار كورونا لرجل بريطاني إيجابية أكثر من 500 يوم؟
رقم قياسي سجله مصاب بفيروس كوفيد-19 في المملكة المتحدة، حيث منذ أن ثبتت إصابته لأول مرة في منتصف سنة 2020، ظل المريض البريطاني على هذا الحال لمدة 16 شهرا حتى وفاته.

ونشرت صحيفة “لوباريزيان” (leparisien) تقريرا عن أطول حالة إصابة معروفة بفيروس كوفيد-19، وفقا لدراسة حول تطور الفيروس لدى المرضى الذين يعانون من نقص المناعة، حيث كان المريض -الذي لم يتم الكشف عن هويته- يعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي، وقد قالت الدكتورة جايا نيبيا، المؤلف المشارك في الدراسة، إنه ظل إيجابيا في جميع الاختبارات، أي حوالي 45 اختبارا، حتى وفاته بعد 505 أيام.
وتوضح الصحيفة أن هذه هي أطول حالة معروفة لعدوى كوفيد-19.
وقدمت الدراسة في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية، الذي عقد في لشبونة في الفترة من 23 إلى 26 أبريل/نيسان الجاري.
9 مرضى
وكانت الدراسة بقيادة باحثين من “كينجز كوليدج لندن” ومستشفى جايز وسانت توماس في لندن، وبحثت بين مارس/آذار 2020 وديسمبر/كانون الأول 2021 في حالة 9 مرضى يعانون من نقص المناعة ومصابون بعدوى مزمنة بالفيروس.
وكانت الاختبارات جميعها إيجابية لمدة 8 أسابيع على الأقل، وكان اثنان منها إيجابيين لأكثر من عام، ومن بين المرضى التسعة، توفي 4 وتعافى 4 في نهاية المطاف، وكان آخر مريض لا يزال مصابا في بداية عام 2022، بعد 412 يوما من اختباره لأول مرة.
وقالت الدكتورة غايا نيبيا “المرضى الذين يعانون من نقص المناعة والذين يعانون من عدوى مزمنة لديهم فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة، وهناك حاجة ماسة إلى إستراتيجيات علاجية جديدة لإنهاء العدوى”.
من جهته، قال الدكتور لوك بلاغدون سنيل، خبير الأمراض المعدية في خدمة “الصحة الوطنية البريطانية” (NHS) والذي شارك في الدراسة، إنه “يبدو بالتأكيد أنها أطول عدوى تم الإبلاغ عنها”، وفق تقرير لـ”التايم” (Time).

طفرات كورونا
واستقصت الدراسة الطفرات التي تنشأ لدى الأشخاص المصابين بعدوى طويلة جدا، وما إذا كانت المتغيرات تتطور.
وقال سنيل “في كوفيد طويل الأمد، يفترض عموما أنه تم إزالة الفيروس من جسمك لكن الأعراض تستمر.. لكن مع العدوى المستمرة، فإن هذا يمثل تكاثرا نشطا ومستمرا للفيروس”.
وفي كل مرة قام فيها الباحثون باختبار المرضى، قاموا بتحليل الشفرة الجينية للفيروس للتأكد من أنها نفس السلالة وأنهم لم يصابوا بكوفيد-19 أكثر من مرة. ومع ذلك، أظهر التسلسل الجيني أن الفيروس تغير بمرور الوقت، وتحور أثناء تكيفه.
وقال سنيل إن الطفرات كانت مشابهة لتلك التي ظهرت لاحقا في متغيرات واسعة الانتشار، على الرغم من أن أيا من المرضى لم يولدوا طفرات جديدة أصبحت متغيرات مثيرة للقلق. ولا يوجد دليل أيضا على أنهم نشروا الفيروس للآخرين.
شيونوجي اليابانية أقراص تجريبية مضادة لكورونا تقضي سريعا على الفيروس
قالت شركة “شيونوجي” (Shionogi) اليابانية للأدوية أول أمس الأحد إن بيانات جديدة أظهرت أن علاجا تجريبيا لكوفيد-19 من إنتاجها قضى سريعا على الفيروس المسبب للمرض في مرحلة متقدمة من تجارب سريرية.
وتطمح الشركة في أن يحقق العلاج التجريبي -وهو عبارة عن أقراص- انتشارا عالميا بعد حصوله على موافقة الجهات التنظيمية في اليابان التي تقوم بفحصه حاليا.
وأضافت الشركة أن النتائج التي صدرت أول أمس الأحد أظهرت أن الدواء حسّن الأعراض التنفسية والحمى التي يسببها المرض.
وأشارت الشركة في مارس/آذار الماضي إلى أنها ستطلق المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للعلاج عالميا بدعم من الحكومة الأميركية.

الحملة الرامية إلى تطعيم جميع سكان العالم ضد كوفيد-19 تفقد قوتها
تتباطأ معدلات التطعيم في معظم البلدان منخفضة الدخل لتتخلف عن هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في تحصين 70% من السكان في كل دولة بالكامل بحلول يونيو/ حزيران 2022.
وفي تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية، قالت الكاتبتان ريبيكا روبينز وستيفاني نولين إن هناك شعورا متزايدا بين خبراء الصحة العامة بأن التغطية العالية للتطعيم ضد فيروس كوفيد-19 قد لا تتحقق أبدا في معظم البلدان ذات الدخل المنخفض مع نضوب التمويل الضروري من الولايات المتحدة بينما تلتفت بقية الحكومات والجهات المانحة إلى أولويات أخرى.
ولم يتمكن سوى قلة فقط من أفقر 82 دولة في العالم -بما في ذلك بنغلاديش وبوتان وكمبوديا ونيبال- من الحصول على فرصة تطعيم 70% من السكان، لكن الكثير منها لم يتجاوز 20%، وذلك وفقا للبيانات التي تم جمعها من مصادر حكومية بواسطة مشروع “عالمنا في البيانات” في جامعة أكسفورد. في المقابل، حققت حوالي ثلثي أغنى دول العالم نسبة تطعيم وصلت إلى 70%، منها الولايات المتحدة (66%).

عواقب التخلي عن تحقيق تغطية عالية للتطعيم
تشير الكاتبتان إلى أن عواقب التخلي عن تحقيق تغطية عالية للتطعيم في جميع أنحاء العالم قد تكون وخيمة. ويقول خبراء الصحة العامة إن التخلي عن الجهود العالمية للتطعيم قد يؤدي إلى ظهور متحورات جديدة وخطيرة من شأنها أن تهدد جهود العالم للتعايش مع الفيروس.
وشهدت بلدان في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك بعض دول أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، ركودا في معدلات التطعيم خلال الأشهر الأخيرة، لكن معدل التطعيم في أفريقيا يظل الأسوأ. حيث تلقى أقل من 17% من الأفارقة تحصينا أوليا ضد فيروس كوفيد-19، بينما لم يتم استخدام نصف جرعات اللقاح التي تم تسليمها إلى القارة حتى الآن. وفي مارس/آذار الماضي، انخفض عدد الجرعات الممنوحة في القارة بنسبة 35% مقارنة بفبراير/شباط الماضي، وعزا مسؤولو منظمة الصحة العالمية هذا الانخفاض إلى الاستغناء عن حملات التطعيم الجماعية بحملات أصغر حجما في العديد من البلدان.
ويقول بعض خبراء الصحة العالميين إن العالم أضاع فرصة جيدة العام الماضي لتقديم اللقاحات إلى البلدان ذات الدخل المنخفض عندما كان السكان أكثر خوفا من كوفيد-19 ومستعدين للحصول على اللقاح. وما تبقى من زخم في حملة التلقيح العالمية قد أعاقه الآن النقص في تمويل المعدات ووسائل النقل والطاقم الطبي.

أسباب تدعو للتفاؤل
من جهة أخرى، يشير بعض خبراء الصحة العامة إلى أن هناك أسبابا تدعو إلى التفاؤل بأن حملة التلقيح العالمية لا تزال قائمة. فقد استقطب تحالف غافي للقاح في وقت سابق من أبريل/نيسان الجاري مجموعة جديدة مهمة من تعهدات التمويل، حيث حصل على 4.8 مليارات دولار من الالتزامات، لكنه لم يحقق هدفه البالغ 5.2 مليارات دولار. وهناك أيضا أمل في أن تكون قمة كوفيد-19 العالمية التي يخطط البيت الأبيض للمشاركة في استضافتها الشهر المقبل فرصة لتوليد الزخم والتمويل.
وذكرت الكاتبتان أن الانخفاض في الطلب العام دفع بعض مسؤولي الصحة والخبراء إلى التساؤل عما إذا كان هدف التطعيم بنسبة 70% ممكنا أو حتى معقولا.
ولا تزال أعداد الوفيات المبلغ عنها نتيجة كوفيد-19 منخفضة نسبيا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، رغم وجود جدل حول ضعف تتبع البيانات. مع ذلك، يفيد التصور السائد في العديد من بلدان المنطقة بأن المرض لا يشكل تهديدا خطيرا، بالتأكيد ليس بقدر المشاكل الصحية المنتشرة الأخرى التي تتطلب التركيز أكثر على موارد الرعاية الصحية الشحيحة.
وقالت فيفا رحمان -ممثلة المجتمع المدني في مجموعة أطلقتها منظمة الصحة العالمية لتنسيق الاستجابة العالمية لفيروس كوفيد-19- إن العديد من الحكومات منخفضة الدخل أصبحت تحول تركيزها إلى اقتصاداتها والقضايا الصحية الأخرى، مشيرة إلى أن “هناك شعورا بوجود الكثير من الأولويات المتنافسة حاليا، ولكن هذا أحد أعراض تلاشي الزخم، لأنه عندما كان الزخم موجودا كان الجميع يبحث عن اللقاحات”.

الحصبة
فعلى سبيل المثال، تشهد المناطق الريفية من جمهورية الكونغو الديمقراطية -حيث معدل الوفيات بسبب كوفيد-19 المبلغ عنه منخفض للغاية- زيادة في حالات الحصبة التي تهدد 20 مليون طفل.
ووفق كريستوفر مامبولا، المدير الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في شرق أفريقيا، فإن الحكومة تقول إنها لا تملك الموارد الكافية لتوفير التطعيمات التكميلية ضد الحصبة هذا العام. وفي هذا السياق، من غير المنطقي الاستمرار في تحويل الموارد إلى التطعيم واسع النطاق ضد كوفيد-19. ومع تلقي الحكومات الأفريقية المزيد من اللقاحات من الدول الغنية ومواجهة صعوبات في توزيعها، تراجع اهتمامها بطلب المزيد من الجرعات.
وبينما يبدو أن عتبة التطعيم البالغة 70% لا يمكن تحقيقها بحلول الموعد النهائي، يرى بعض خبراء الصحة العامة، أنه سيكون من غير الحكيم وغير الأخلاقي التخلي عن هذا الهدف على مدى فترة زمنية أطول.
وقد أعربوا عن إحباطهم إزاء الهوة المتزايدة بين الدول الغنية التي تقوم بتطعيم الأطفال الصغار وتقديم الجرعة الرابعة للبالغين الأصحاء، في حين أن غالبية السكان في بعض المناطق لم يتلقوا جرعة واحدة بعد.

Most Popular

Recent Comments