يستمر مؤشر أسعار المستهلك في الارتفاع في كندا. فقد بلغ معدل التضخم السنوي في آذار (مارس) الفائت 6,7%، أعلى مستوى له منذ كانون الثاني (يناير) 1991، مرتفعاً من 5,7% شباط (فبراير) الفائت، أي بمقدار نقطة مئوية كاملة، وفق ما أفادت به اليوم وكالة الإحصاء الكندية.وعلى الرغم من التدخلات الأخيرة لبنك كندا (المصرف المركزي) لجهة زيادة معدل الفائدة الأساسي لإبطاء سخونة الاقتصاد، لا شيء يبدو قادراً على كبح موجة التضخم التي تجتاح البلاد.
وارتفعت الأسعار في كلّ واحدٍ من المكونات الثمانية الرئيسية للاقتصاد التي ترصدها وكالة الإحصاء من أجل إعداد بياناتها.
أمّا معدّل الأجور في الساعة للموظفين فلم يرتفع سوى بنسبة 3,4% خلال سنة في آذار (مارس) الفائت.
وتصدرت أسعار الطاقة قائمة الارتفاعات، إذ ارتفع معدل سعر وقود السيارات بنسبة 11,8% بين شباط (فبراير) وآذار (مارس) الفائتيْن. وعلى أساس سنوي، ارتفع سعر ليتر البنزين بنسبة 39,8% في آذار (مارس) 2022 عن مستواه في آذار (مارس) 2021.
أمّا المازوت، الذي يُستخدَم بشكل رئيسي للتدفئة، فارتفع سعره بنسبة 19,9% بين شباط (فبراير) وآذار (مارس) الفائتيْن، وبنسبة 61% خلال سنة الشهر الماضي.
ارتفع سعر البنزين في آذار (مارس) الفائت بنسبة 39,8% خلال سنة.الصورة: Radio-Canadaأمّا المواد الغذائية فارتفعت أسعارها الشهر الماضي بنسبة 8,7% خلال سنة. وهذه أكبر زيادة سنوية في أسعار الأغذية منذ آذار (مارس) 2009.
على سبيل المثال، ارتفعت أسعار البيض ومنتجات الألبان بنسبة 8,5% في آذار (مارس) الفائت مقارنة بمستواها في آذار (مارس) من العام الفائت. وفي الوقت نفسه ارتفع سعر حبوب الإفطار بنسبة 12,3% وسعر المعجنات الغذائية (معكرونة) 17,8% خلال الفترة نفسها.
’’تُعزى الزيادات إلى أسعار العقود الآجلة للقمح التي ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عاماً في ظلّ النزاع المسلح بين روسيا وأوكرانيا، وهما مصدّران رئيسيان للقمح. وكانت أسعار الأسمدة، وهي أحد المُدخلات الرئيسية في إنتاج القمح، مرتفعة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وهذا عائد جزئياً إلى ارتفاع أسعار الطاقة‘‘، شرحت وكالة الإحصاء الكندية.
ويدفع التضخم المتصاعد في أسعار المواد الغذائية المزيد والمزيد من المستهلكين إلى تغيير عاداتهم الغذائية.
سيارات للبيع (أرشيف).الصورة: Radio-Canadaوبالإضافة إلى المواد الغذائية شهد قطاع السلع المعمّرة، لا سيما الأثاث والسيارات، زيادات كبيرة في الأسعار.
وبشكل عام، ارتفعت أسعار السلع المعمّرة الشهر الفائت بنسبة 7,3% خلال سنة، وهذه أكبر زيادة منذ عام 1982، أشارت وكالة الإحصاء.
وعلى نحو أدقّ، ارتفع سعر السيارات بنسبة 7% عن مستواه في آذار (مارس) 2021، بينما قفز سعر الأثاث بنسبة 13,7% خلال فترة الـ12 شهراً نفسها.
’’ساهمت المشاكل المتصلة بسلسلة التوريد وارتفاع أسعار المُدخلات وتكاليف الشحن في هذه الارتفاعات‘‘، شرحت وكالة الإحصاء الكندية.
(نقلاً عن تقرير لستيفان بوردولو، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)