ثمة إستراتيجيات سهلة يمكن للمرضى المصابين بمتلازمة القولون العصبي تجربتها للمساعدة في التعامل مع حالتهم المرضية.
وبحسب الدكتورة كريستين لي خبيرة أمراض الجهاز الهضمي لدى كليفلاند كلينك (Cleveland clinic)، فإن محفزات القولون العصبي وأعراضه تختلف من مريض لآخر، مشيرة إلى أن التعامل مع المرض قد لا يكون بالأمر السهل، وأن طريقة التعامل مع الحالة المرضية قد تختلف من وقت إلى آخر حتى لدى المريض نفسه.
التوتر والقلق
وتوضح الخبيرة أن التوتر والقلق والسفر والأدوية الجديدة والعواطف السلبية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي.
انتفاخ وإسهال
وأضافت الدكتورة لي أن التعامل مع هذا المرض “أمر صعب”، موضحة أن المصاب قد يجد أن طعاما معينا لا يسبب في العادة أي مشاكل يمكن أن يؤدي في يوم ما إلى حدوث آلام في البطن أو شعور بعدم الراحة، لكنها أشارت إلى أن تعديل العادات الغذائية وتخصيص وقت لممارسة الرياضة والحفاظ على النشاط البدني والتحكم بالإجهاد عوامل قد تؤدي إلى تقليل حدة المرض ومباعدة تكرار نوباته الشائعة، كالانتفاخ والتشنجات والإسهال.
وتعد متلازمة القولون العصبي من الأمراض الشائعة، إذ قدرت دراسة نسبة انتشار المرض بحوالي 11.2% بين سكان العالم.
ولا يوجد علاج حتى الآن للقولون العصبي، لذلك ينصب تركيز الخبراء على مساعدة المرضى في التعامل مع الأعراض، الأمر الذي يتطلب منهم الصبر والانضباط بحسب الدكتورة لي التي تنصح مرضاها بتتبع مسببات الأعراض وتسجيلها، إلى أن يبدؤوا في معرفة ما يُحدث فرقا لديهم في التعامل مع القولون العصبي.
وقالت الدكتورة لي إنه ما من نهج واحد يناسب الجميع في التعامل مع القولون العصبي، ولكن هناك إستراتيجيات يمكن للمرضى أن يجربوها بأنفسهم لمعرفة ما يناسبهم منها.
وأضافت “بقليل من الوقت والصبر يمكن البدء في تحديد الإستراتيجيات التي تساعد في التخفيف من الأعراض، ومدى إمكانية تطبيقها في الواقع، كما أن بالإمكان استشارة الطبيب والحصول منه على مزيد من التوجيهات والنصائح”.
إستراتيجيات لمواجهة القولون العصبي
وهذه بعض الإستراتيجيات التي حددتها الدكتورة لي للمساعدة في التعامل مع القولون العصبي:
1- تناول الأطعمة الغنية بالألياف، كالحبوب الكاملة والخضروات والمكسرات والبذور والفاكهة، فالألياف تشعر الشخص بالشبع لمدة أطول، كما أنها مفيدة للأمعاء.
2- تناول الدهون الجيدة، مثل دهون “أوميغا 3” الصحية الموجودة في السلمون والسردين وبذور الكتان والأعشاب البحرية، ويمكن للأفراد أيضا تضمين منتجات الزيوت الصحية، مثل زيت الزيتون وزيت السمسم وزيت الجوز، مع ضرورة تجنب جميع الدهون المهدرجة، مثل المارغرين والأطعمة والزيوت والمخبوزات المصنعة ما أمكن ذلك.
3- تناول الفواكه والخضروات مختلفة الألوان بما يتراوح بين 8 و10 حصص يوميا، فالفيتامينات والمعادن والألياف والمغذيات ومضادات الأكسدة يمكن أن تساعد في محاربة العديد من الأمراض.
4- تجنب الأطعمة المصنعة، فالوجبات السريعة والمشروبات الغازية والعصائر السكرية تؤثر في التمثيل الغذائي للسكر والدهون، وتساهم السعرات الحرارية للسكر في الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب.
5- الاسترخاء بانتظام، وذلك عبر ممارسة التأمل أو التنفس العميق أو اليوغا يوميا، وقد يؤدي خفض مستويات التوتر إلى تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي ومنعه من التهيج، إلى جانب العديد من الحالات الصحية الأخرى التي تحدث عندما يكون الجسم في حالة إجهاد مستمر.
6- التركيز على النوم السليم، فالحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن والاكتئاب والتعب المزمن وتفاقم الألم وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري ومشاكل أخرى، ويجب أن ينعم البالغون بما بين 7 و8 ساعات من النوم.
7- ممارسة الرياضة يوميا، إذ يمكن أن تساعد التمارين اليومية مثل المشي لمدة 30 دقيقة في منع مشاكل صحية لا حصر لها، وبإمكان المريض تحدي نفسه بالتدريب المتقطع عالي الكثافة أو تدريبات القوة باستخدام الأوزان أو أحزمة المقاومة، ويجب أن يحرص الشخص على إجراء التمرين لمدة تتراوح بين 30 و40 دقيقة من 3 إلى 4 مرات في الأسبوع.
وأكدت الدكتورة لي أهمية استشارة الطبيب إذا اشتبه الشخص في إصابته بمرض القولون العصبي، حتى مع إمكانية شروعه في تجربة هذه الإستراتيجيات بنفسه، فالاستشارة تسمح للطبيب باستبعاد التشخيصات المحتملة الأخرى، وذلك من خلال تحاليل البراز والدم وتنظير القولون، كما يمكن للطبيب والمريض العمل معا لتحديد السبب الجذري للأعراض، والبحث في خيارات العلاج والوجبات الغذائية المناسبة.