تلقت حكومة جوستان ترودو في أوتاوا توبيخاً أمام القضاء لتعيينها نائبة حاكم عام لكندا في مقاطعة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) أحادية اللغة، ناطقة بالإنكليزية لكنها لا تجيد الفرنسية. وهاتان اللغتان هما لغتا كندا الرسميتان. وحسب محكمة مجلس الملكة في نيو برونزويك (نوفو برونزويك)، تمنع أوجه القصور اللغوية نائبة الحاكمة العامة بريندا لويز مورفي من أداء واجباتها بشكل مناسب في هذه المقاطعة الثنائية اللغة رسمياً والواقعة في شرق كندا.
وبالتالي أعلنت المحكمة أنّ تعيين بريندا مورفي في هذا المنصب في أيلول (سبتمبر) 2019 لم يكن دستورياً لأنه يتعارض مع مواد شرعة الحقوق والحريات التي تضمن وضع ثنائية اللغة لنيو برونزويك (نوفو برونزويك).
وتعيين بريندا مورفي في منصبها بناءً على توصية من جوستان ترودو طُعن به أمام المحاكم من قبل ’’جمعية أكاديا في نوفو برونزويك‘‘ (SANB) التي تدافع عن حقوق الشعب الأكادي الناطق بالفرنسية.
الدور الرئيسي الذي يضطلع به نائب الحاكم العام لنيو برونزويك (نوفو برونزويك) – بصفته الشخص الذي يوقّع القوانين والمراسيم في المقاطعة، من بين أمور أُخرى – يعني أنه يجب أن يكون ثنائي اللغة، قالت محكمة مجلس الملكة في المقاطعة.
إليزابيث الثانية، عاهلة المملكة المتحدة وملكةُ كندا ورئيسة منظمة الكومنولث، تلقي خطاباً بمناسبة يوم الكومنولث (أرشيف).الصورة: Getty Images / WPA Pool
القول ببساطة إنّ متطلبات ثنائية اللغة لا تمتد إلى نائب الحاكم العام لأنه، كشخص، لا يمكن اعتباره مؤسسة، هو تبسيط فاضح لمسألة معقدة ولا يأخذ بالاعتبار الطابع الفريد للغاية والدستوري للدورنقلا عن ترايسي ك. ديوير، رئيسة محكمة مجلس الملكة في نيو برونزويك (نوفو برونزويك)
وبالتالي هذا ’’الطابع الفريد للغاية والدستوري للدور‘‘ يتطلب من الشخص الذي يحمله أن يكون ثنائي اللغة، أضافت رئيسة المحكمة، القاضية ترايسي ك. ديوير التي ذكّرت بأنّ نيو برونزويك (نوفو برونزويك) هي المقاطعة الوحيدة التي ينصّ الدستور الفدرالي على الثنائية اللغوية الرسمية فيها.
وفي حكمها قالت رئيسة المحكمة إنّ الحكومة الفدرالية مسؤولة الآن عن اتخاذ ’’الإجراءات المناسبة والفورية لتصحيح الوضع‘‘.
حاكمة كندا العامة، ماري ماي سايمون (أرشيف).الصورة: La Presse canadienne / Sean Kilpatrickولم توضح الحكومة الفدرالية بعد كيف سترد على طلبات المحكمة.
سنأخذ الوقت الكافي لمراجعة القرار والتفكير في الخطوات التالية، لكننا نظل ملتزمين بحماية اللغة الفرنسية وتعزيزها في كلّ أنحاء البلاد وبتعزيز الثنائية اللغويةنقلا عن شانتال أوبرتان، المتحدثة باسم وزير العدل الفدرالي دافيد لاميتي
يُذكر أنّ جوستان ترودو تعرّض لانتقادات عديدة أيضاً لاختياره امرأة أُخرى أُحادية اللغة، ماري ماي سايمون، حاكمة عامة لكندا.
وتنتمي ماري ماي سايمون لشعب الإنويت من سكان كندا الأصليين، وهي أول شخص ينتمي للأمم الأُوَل يتبوأ منصب حاكم عام لكندا، وكان ذلك في 26 تموز (يوليو) 2021. وهي تجيد الإنكليزية لكنها لا تتحدث الفرنسية.
ونظام الحكم في كندا ملكي دستوري، ورئيس الدولة فيها هو عاهل المملكة المتحدة الذي هو أيضاً ملك كندا، أي الملكة إليزابيث الثانية منذ عام 1952.
ويمثّل الملكة في كندا حاكمٌ عام تختاره هي بناءً على توصية من رئيس الحكومة الكندية، ومهامه بشكلٍ رئيسي فخرية.
(نقلاً عن موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)