قال اليوم رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إنّ الغزو الروسي لأوكرانيا يشبه ’’أكثر فأكثر عملية إبادة جماعية‘‘.ويُعتبَر كلام ترودو بمثابة تأييد لاتهام الرئيس الأميركي جو بايدن أمس نظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب ’’إبادة جماعية‘‘ في أوكرانيا.
ستحدد هيئات دولية بشكل رسمي (ما يحدث في أوكرانيا)، لكن من المؤكد أنه يمكننا التحدث أكثر فأكثر عن إبادة جماعيةنقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
’’لقد رأينا الفظائع التي يرتكبها الروس والجيش الروسي و(فلاديمير) بوتين في أوكرانيا. رأينا هذه الرغبة في مهاجمة المدنيين واستخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب. هذا غير مقبول على الإطلاق‘‘، أكّد رئيس الحكومة الليبرالية.
وجاء كلام ترودو في مؤتمر صحفي عقده في مدينة لافال، إلى الشمال مباشرة من مونتريال، خلال زيارة إلتقى فيها عمدة المدينة ستيفان بواييه للتباحث في شؤون إنمائية وبيئية محلية.
واستنكر ترودو ’’المشاهد المروعة‘‘ لـ’’هجمات متعمَّدة على المدنيين والمستشفيات ومحطات القطارات المليئة بناس يحاولون الفرار‘‘.
’’الطريقة التي يهاجمون بها الهوية والثقافة الأوكرانيتيْن… هذه جرائم حرب يتحمل بوتين مسؤوليتها. هذه جرائم ضد الإنسانية‘‘، شدّد رئيس الحكومة الكندية.
متطوعون ينقلون رفات مدنيين يُعتقد أنّ الجيش الروسي قتلهم في مدينة بوتشا الأوكرانية القريبة من العاصمة كييف.الصورة: Reuters / via Stringerوأشار ترودو إلى أنّ كندا كانت من أوائل الدول التي بدأت إجراءات مع المحكمة الجنائية الدولية من أجل ’’ضمان محاسبة بوتين على هذه الأفعال وجرائم الحرب‘‘.
وكان وزير السلامة العامة الفدرالي، ماركو منديتشينو، قد أعلن أواخر الشهر الفائت أنّ محققين من الشرطة الملكية الكندية سيقدّمون المساعدة للمحكمة الجنائية الدولية في التحقيق في جرائم حرب محتملة ارتكبتها روسيا في غزوها أوكرانيا.
وكانت أمس المرة الأولى التي يستخدم فيها الرئيس الأميركي مصطلح ’’إبادة جماعية‘‘ لوصف ما تقوم به روسيا في غزوها العسكري لأوكرانيا.
وكانت إدارته قد تجنبت بعناية استخدام هذا المصطلح من قبل، مؤثرةً بدلاً من ذلك الحديث عن ’’جرائم حرب‘‘ ارتكبها نظام فلاديمير بوتين على الأراضي الأوكرانية.
وكانت بولندا الدولة الأولى التي وقفت خلف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤيدةً اتهامه روسيا بارتكاب ’’إبادة جماعية‘‘ بحقّ الشعب الأوكراني.
من جانبهما، لا تزال ألمانيا وفرنسا ترفضان توجيه اتهام مماثل لروسيا.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مقابلة صحفية في آذار (مارس) 2022.الصورة: via reuters
ولم يكن رئيس الحكومة الكندية مستعداً اليوم لتحديد اللحظة الحاسمة التي قد تجبر قوات منظمة حلف شمال الأطلسي (’’ناتو‘‘) على دخول ساحة المعركة. لكنه حدّد الخط الذي تجاوز فيه فلاديمير بوتين كافة الحدود المقبولة للقانون الدولي.
كانت نقطة التحول عندما اختارت روسيا مواصلة غزو أوكرانيا الذي بدأته قبل عدة سنوات في شبه جزيرة القرم بهجوم على (العاصمة الأوكرانية) كييف. هذا الغزو الروسي غير قانوني على الإطلاق. يقوم (بوتين) بانتهاك مبادئ القانون الدولي وسيادة أوكرانيانقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
وذكّر ترودو بأنّ الاتحاد الأوروبي وحلف الـ’’ناتو‘‘ ردّا على روسيا بعقوبات شديدة للغاية ’’لم يسبق لها مثيل ضد اقتصاد رئيسي‘‘ حول العالم.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مخاطباً البرلمانيين الكنديين في مجلس الشيوخ في أوتاوا في 15 آذار (مارس) 2022 عبر الإنترنت، ويبدو رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو واقفاً في وسط الصورة.الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyldوأكّد ترودو مجدداً على التزام كندا بدعم أوكرانيا عسكرياً وإنسانياً، وكذلك من خلال الترحيب باللاجئين الأوكرانيين.
’’سنواصل الدفاع عن أوكرانيا، ولكن أيضاً عن القيم الديمقراطية التي تدافع عنها أوكرانيا. إنها قيمنا. هذا ما يدعم ديمقراطياتنا. وهذا هو الوقت الذي يجب أن نقف فيه بحزم شديد ضدّ هذا التهديد والغزو الروسييْن. لكن علينا أن نكون حريصين على عدم توسيع نطاق هذا النزاع ورؤية المزيد من البلدان تشارك فيه والمزيد من العائلات التي يمزقها هذا العنف‘‘، قال ترودو.
’’لكننا نقوم بكلّ ما بوسعنا لمنع فلاديمير بوتين من الانتصار في هذه الحرب‘‘، أضاف رئيس الحكومة الكندية.
وفي وقت لاحق اليوم أعلنت روسيا فرض عقوبات على 87 من أعضاء مجلس الشيوخ الكندي، من ضمنها منعهم من دخول أراضيها.
كما أعلنت الدبلوماسية الروسية اتخاذها إجراءات عقابية ضدّ 398 من أعضاء الكونغرس الأميركي. وبات هؤلاء ممنوعين ’’بشكل دائم‘‘ من دخول روسيا.
(نقلاً عن تقرير لراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)