قال المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (National Institute for Health and Care Excellence) في المملكة المتحدة، إن على الناس التأكد من أن قياس خصرهم أقل من نصف طولهم لتجنب المشكلات الصحية.
وذكر المعهد -المعروف اختصارا باسم “نايس” (NICE)ـ إن البالغين الذين لديهم معامل كتلة جسم (BMI) أقل من 35، يجب أن يقيسوا نسبة الخصر إلى الطول، وفق ما نقلت صحيفة الإندبندنت (independent).
وقال المعهد في منشور على موقعه يوم 8 من الشهر الجاري، إنه يشجع الناس على الحفاظ على أن يكون قياس خصرهم أقل من نصف طولهم، لتقليل مخاطر المشكلات الصحية المحتملة، وفقا للتوصيات الواردة في مسودة إرشادات المعهد المحدثة.
وقال المعهد إنه يمكن أن يساعد استخدام نسبة الخصر إلى الطول، جنبا إلى جنب مع مؤشر كتلة الجسم، في توفير تقدير عملي للسمنة المركزية (central adiposity)، وهي تراكم الدهون حول البطن، للمساعدة في تقييم المخاطر الصحية والتنبؤ بها، مثل مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
وقبل المتابعة مع توصيات المعهد، دعونا نتعرف على المصطلحين التاليين:
معامل كتلة الجسم Body Mass Index (BMI)
السمنة المركزية Central Adiposity
معامل كتلة الجسم
رقم يتم حسابه باستخدام طول الشخص ووزنه، وهو مؤشر موثوق به في معظم الحالات لتقييم الوزن الزائد أو نقص الوزن لدى معظم الأشخاص. ولا يقيس معامل كتلة الجسم مقدار الدهون في الجسم أو نسبتها.
كيف يحسب معامل كتلة الجسم؟
يتم حساب معامل كتلة الجسم عبر قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر، فمثلا إذا كان طول الشخص 170 سنتيمترا ووزنه 75 كيلوغراما، فيتم تحويل 170 سنتيمترا إلى وحدة المتر، فتصبح 1.7، ثم يقسم الوزن على مربعه:
75/ 2(1.7)، وتكون النتيجة في هذه الحالة 25.95.
كيف تقرأ نتائج معامل كتلة الجسم؟
بالنسبة للذين بلغوا من العمر 20 عاما أو أكثر، يتم تقييم معامل كتلة الجسم عبر التالي:
أقل من 18.5: نقص في الوزن، مما قد يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة وزيادة مخاطر الإصابة بترقق العظام. كما أن نقص الوزن قد يرتبط بالمعاناة من أحد اضطرابات الطعام.
18.5 وحتى 24.9: الوزن طبيعي، مما يعني أنه لا توجد مخاطر صحية مرتبطة بالوزن، مع تأكيد أن هذا لا يعني عدم وجود مخاطر صحية مرتبطة بأمور أخرى.
25 وحتى 29.9: الشخص يعاني من زيادة في الوزن.
30 فأكثر: الشخص مصاب بالبدانة.
السمنة المركزية
السمنة المركزية هي تراكم الدهون في الجزء السفلي من الجذع حول منطقة البطن. وهي نتاج كل من الدهون الموجودة تحت الجلد، والدهون الحشوية التي تحيط بالأعضاء الداخلية في التجويف البطني.
ارتبطت المستويات العالية من السمنة المركزية بزيادة خطر الإصابة بعدد من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والخرف.
تجدر الإشارة إلى أن السمنة المركزية مستقلة عن مؤشر كتلة الجسم كمؤشر للمرض. أي أن الشخص قد يكون لديه معامل كتلة جسم طبيعي، لكن لديه سمنة مركزية، وبالتالي يرتفع لديه خطر الأمراض.
ويُعتقد أن هذا الخطر المتزايد ناتج عن العمل الهرموني للدهون الحشوية، التي تفرز بنشاط الأديبوكينات (adipokines)، والتي يضعف معظمها تحمل الجلوكوز.
والأديبوكينات هي جزيئات تنتجها الأنسجة الدهنية، تلعب أدوارا في التمثيل الغذائي للجسم والالتهابات والسمنة. ومن الأمثلة عليها: اللبتين (leptin)، والأديبونيكتين (adiponectin)، والريزيستين (resistin)، والإنترلوكين-6 (interleukin-6) وعامل نخر الأنسجة (tissue necrosis facto).
فائدة استخدام نسبة الخصر إلى الطول
عودة إلى المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة، حيث قال مدير مركز الإرشادات فيه الدكتور بول كريسب: “وجدت لجنتنا أن الفائدة الواضحة لاستخدام نسبة الخصر إلى الطول هي أنه يمكن للأشخاص قياسها بأنفسهم بسهولة، وتفسير النتائج، وطلب المشورة الطبية إذا كانوا معرّضين لمخاطر صحية متزايدة”.
وقالت عضوة اللجنة التوجيهية البروفيسورة راشيل باترهام، استشارية السمنة والسكري والغدد الصماء إن “زيادة الدهون في البطن تزيد من خطر إصابة الشخص بالعديد من الأمراض التي تحدّ من الحياة، بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب. نسبة الخصر إلى الطول هي مقياس بسيط وسهل الاستخدام، يحدد الأشخاص المعرضين لمخاطر صحية متزايدة والذين سيستفيدون من دعم إدارة الوزن لتحسين صحتهم”.
وقالت الدكتورة نيفديتا أسواني، وهي عضوة أخرى في لجنة التوجيه، واستشارية في طب الأطفال ومتخصصة في مرض السكري وإدارة الوزن في مستشفى شيفيلد للأطفال: “نحن نعلم أن زيادة الدهون في البطن تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع الثاني والكبد الدهني غير الكحولي، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، حتى عند الأطفال الصغار”.
كيف تطبق نسبة الخصر إلى الطول؟
مثلا، إذا كان طول الشخص 180 سنتيمترا، فإن محيط خصره يجب أن لا يتجاوز 90 سنتيمترا، وإذا تجاوزه فهذا يعني أنه معرّض لمخاطر صحية متزايدة.
وميزة هذه الطريقة أنها سهلة، ولا تحتاج إلى ميزان أو حسابات.
الصيام ومحيط الخصر
ووفقا لدراسة نشرت في المجلة الماليزية للتغذية (Malaysian Journal of Nutrition)، فقد ارتبط صيام رمضان بانخفاض محيط الخصر، وهو أمر قال الباحثون إنه ربما يرجع إلى الأثر الإيجابي لصيام رمضان على الصحة.
وقال الباحثون إن محيط الخصر الذي يمثل السمنة البطنية (abdominal adiposity) -لدى الذكور والإناث- قد انخفض بشكل ملحوظ، وذلك بعد 3 أسابيع من الصيام.
ووفقا لدراسات سابقة، لوحظ انخفاض وزن الجسم في شهر رمضان، وهو أمر يعزى لأسباب منها الاستخدام الفعال (حرق) لدهون الجسم خلال الصيام.
كما وجدت دراسات أن الذين يعانون من زيادة الوزن يفقدون وزنًا أكبر من الأشخاص العاديين، أو الذين يعانون من نقص الوزن.